رئيس لجنة الحوار اللبناني_ الفلسطيني يحذر ترامب من زلزال سياسي
حذر رئيس لجنة الحوار اللبناني– الفلسطيني، الوزير اللبناني السابق، حسن منيمنة، من أن إقدام الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، سينسف نضالا مستمرا منذ عشرات السنوات من أجل القدس.
وأضاف منيمنة أن نقل السفارة يهدد بتخلي العالم عن القضية الفلسطينية؛ ما سيحدث زلزالا سياسيا في المنطقة وردود أفعال لا يمكن توقعها.
ولجنة الحوار اللبناني الفلسطيني هي هيئة حكومية تأسست في 2005، وتعنى بالسياسات العامة تجاه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
منيمنة قال، إن "كثير من الرؤساء الأمريكيين، وخلال معاركهم الانتخابية، أعلنوا عزمهم نقل السفارة إلى القدس، لكن لا أحد منهم أقدم على هذه الخطوة".
ومنذ تبني الكونجرس الأمريكي قرارا عام 1995 بنقل السفارة، دأب الرؤساء الأمريكيون، سواء كانوا ديمقراطيين أو جمهوريين، على توقيع قرارات كل 6 شهور بتأجيل نقلها "حماية للمصالح الأمريكية"، وفق نصوص تلك القرارات.
الوزير اللبناني السابق استدرك قائلا: "لكننا أمام رئيس أمريكي (ترامب) من الصعب فعلا التكهن بخطواته لاعتبارات عديدة، لكن إذا أقدم على نقل السفارة، فسيعني ذلك فعليا تصعيدا خطيرا في المنطقة؛ لأنها تهدد أساس الموضوع الفلسطيني، وتهدد بإعلان تخلي العالم عن القضية الفلسطينية".
ومع تولي الجمهوري ترامب (90 عاما) السلطة رسميا، يوم الجمعة المقبل، يترقب الكثيرون موقفه من قضية نقل السفارة، حيث يطالب الفلسطينيون بمدينة القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967.
اعتراف أمريكي
رئيس لجنة الحوار اللبناني– الفلسطيني أوضح أن "الموضوع ليس مجرد نقل سفارة، إنما اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل (القانون الأمريكي ينص على أن تكون السفارات الأمريكية في عواصم الدول)، وبالتالي سحب كل مطالب العرب والفلسطينيين بحقهم في القدس".
ومحذرا، تابع أن أن "هذه الخطوة ستحدث زلزالا سياسيا كبيرا في المنطقة، وستكون ردود الأفعال غير محتسبة لا فلسطينا ولا عربيا؛ فتلك الخطوة تنسف كل النضال الذي حدث منذ خمسين سنة وأكثر، منذ لحظة وجود إسرائيل (عام 1948) للحفاظ على حق الفلسطينيين بأرضهم، بدولتهم، بجزء من هذه الدولة".
لكنه أعرب عن أمله أن "يقوم كبار الموظفين في الإدارة الأمريكية، وضمن النظام المؤسسي، بلجم ترامب عن الإقدام على هذه الخطوة، بأن يبينوا له تداعياتها الخطيرة على المنطقة، وعلى العلاقات العربية الأمريكية".
وبالنسبة للفلسطينيين، اعتبر منيمنة أنه "ليس لديهم خيار سوى التصدي، فهذه الخطوة تنسف كل الجهود التي بذلت في السنوات والعقود الماضية لإيجاد حل للموضوع الفلسطيني.. نقل السفارة يقدم اعترافا أمريكيا بكل مطالب إسرائيل بحقها في السيطرة على فلسطين، انطلاقا مما تعتبرها عاصمتها".
وفي عام 1948 احتلت العصابات الصهيونية المسلحة الشطر الغربي من القدس، ثم احتلت إسرائيل الشطر الشرقي عام 1967، وفي عام 1980 أقر الكنيست (البرلمان) قانونا بضم هذا الشطر، ثم جرى إعلان "القدس عاصمة موحدة وأبدية لدولة إسرائيل"، في خطوة لا تعترف بها الأمم المتحدة، وترفض كل ما يترتب عليها.
وفي ظل توقف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ أبريل 2014، حذرت السلطة الفلسطينية من أن نقل السفارة الأمريكية ربما يقضي على أي أمل في التوصل إلى اتفاق سلام.
وعن موقف لبنان الرسمي، قال الوزير السابق إنه "سيكون حتما ضد هذه الخطوة، ويجب على بيروت أن تحاول مع واشنطن للحيلولة دون نقل السفارة".
ومع اقتراب دخول ترامب البيت الأبيض، يتصاعد الرفض الرسمي، عربيا وإسلاميا، لاحتمال نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وسط تحذيرات من موجة غضب واسعة في العالم العربي والعالم الإسلامي لا تُعرف تداعياتها.
اللاجئون الفلسطينيون
ولجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني، التي يترأسها منيمنة، تعمل كحلقة ارتباط مركزية بين اللاجئين الفلسطينيين وبين المؤسسات اللبنانية والدولية، وتقدم النصح بشأن السياسات العامة الواجب تبنّيها من قبل الحكومة اللبنانية، مرتكزة بذلك على مصالح الشعب اللبناني وحقوق اللاجئين الفلسطينيين بالعيش الكريم لحين عودتهم إلى ديارهم.
وعن أوضاع الفلسطينيين في مخيمات اللجوء بلبنان (حوالي نصف مليون لاجئ)، قال رئيس لجنة الحوار اللبناني– الفلسطيني إن "أوضاعهم سيئة فعليا منذ لحظة قدومهم إلى لبنان".
منيمنة تابع موضحا أن "أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية متردية والأنروا (وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين)، تصبح عاما بعد آخر أكثر عجزا عن تلبية الحد الأدنى من متطلبات العيش للفلسطينيين، ولبنان غير قادر على تقديم دعم مباشر للأخوة الفلسطينيين؛ فإمكاناته محدودة جدا".
ولتغيير هذا الوضع، دعا منيمنة الأمم المتحدة إلى "العودة إلى ممارسة ما وعدت به من تشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين بكل معنى الكلمة"، مشددا على أنه "لا بد من زيادة كبيرة في موازنة الأنروا، لتتمكن من تأمين الحد الأدنى من مقومات العيش للاجئين الفلسطينيين".