بالفيديو| لهذه الأسباب.. حماس تطالب الحمد الله بإدارة غزة
من جديد، أزمات غزة المتلاحقة تضع الأشقاء الفرقاء بحركتي فتح وحماس في زاوية تتطلب اتخاذ مواقف سريعة لإنهاء الانقسام المرير، وهو ما دفع حركة حماس لدعوة حكومة الوفاق الوطني لتسلم مهامها كاملةً في القطاع المحاصر..
دعوة حماس أثارت جدلاً في الأروقة السياسية الفلسطينية؛ كون أن تلك الدعوة تتزامن مع اشتداد أزمات القطاع وعدم الوصول لاتفاق ينهي حالة الانقسام الداخلي حتى اللحظة.
فقد أكد سياسيون فلسطينيون أنّ دعوة حماس مرحب بها من جميع الأطر السياسية الفلسطينية، مع عدم رغبة العديد من الأطراف الفلسطينية باستلام حكومة الحمدلله مهامها في غزة بدون التوصل لاتفاق شامل ينهي الانقسام بشكل دائم وحقيقي.
"مصر العربية" ترصد في هذا التقرير ماذا قالت الفصائل الفلسطينية عن دعوة حماس لحكومة الحمد الله من أجل تسلم مهامها في غزة.
فقال وليد العوض القيادي في حزب الشعب الفلسطيني: "بسبب الأزمة الخانقة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، وخروج المواطنين في الشوارع احتجاجًا على استمرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، عقد رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله مؤتمراً صحفياً أعلن استعداده عن التعامل مع نقطتين التعامل مع مبادرة النقاط الثمانية واعتبارها مدخلاً لمعالجة الأزمة..
والنقطة الثانية هي استعداد الحكومة استلام كافة الملفات والقطاعات في قطاع غزة، وردًا على ذلك قامت حركة حماس بعقد مؤتمر صحفي وأعلنت عن استعدادها لتسليم كافة الملفات والقطاعات لحكومة التوافق الوطني".
وأضاف، إذا توفرت النوايا الجادة لدى حركة حماس يمكن أن تتولى حكومة التوافق الوطني مختلف الملفات والقطاعات في قطاع غزة، الآن نحن في محك عملي هذه الوعود وهذه المبادرة تحتاج إلي آليات للتنفيذ".
وأكد أن القوى الوطنية وحزب الشعب الفلسطيني على استعداد لتسهيل مهمة حكومة التوافق ووضع النقاط على الحروف.
وتخوف العوض من أن تكون هذه التصريحات هروب إلى الأمام نتيجة ضغط الأزمة التي تفجرت بمسيرات جماهيرية.
أما القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هاني ثوابتة فقال لـ"مصر العربية": "هذه التطورات حصلت بعد الاجتماعات التي عقدتها الجبهة الشعبية فيما يتعلق بأزمة الكهرباء والتي خرجت بمجموعة من المخرجات أهمها: تشكيل هيئة وطنية لحل الأزمة وبعدها جاءت المبادرات لتسليم الوزارات والمؤسسات من قبل حركة حماس كما صرحوا في مؤتمر صحفي للحركة".
وتابع: "نحن نعتقد أنها مبادرة إيجابية يجب البناء عليها حتى تتمكن حكومة التوافق القيام بمهامها، واستلام الوزارات حتى نغادر مربع الاختلاف والتجاذب السياسي وإعادة الاعتبار إلى المؤسسات الفلسطينية لتقوم بدورها بخدمة الشعب الفلسطيني".
فيما قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أكرم عطا الله: "هذه دعوة صعب أن تلقى إجابة، حركة حماس تتحدث عن استلام الحكومة لجهاز إداري أنشأته حماس بعد الانقلاب العسكري في قطاع غزة، حماس تريد من الحكومة أن تتسلم هذا الجهاز الإداري منها ملف الموظفين وهؤلاء مازال الاختلاف عليهم، لم يتم التوصل إلى حل له".
وأكد أن هذه الدعوة هي علاقات عامة، وأن حماس تريد أن تلقي المهمة على رام الله.
وأردف عطا الله "حماس تدرك الأزمة ولا يمكن الاستجابة لشروطها، هذه الدعوة هي جزء من أزمة المصالحة إذا جئنا لتنفيذ هذه الدعوة سنجد اختلافا كبيرا على التفاصيل، فالخلاف بين الجانبين أكبر من ذلك".
وأضاف "نتساءل هنا ... هل حركة حماس ستدعو الحكومة للعمل على برنامجها أم برنامج حكومة التوافق، بالتالي الجهاز الإداري في حكومة حماس يعمل وفق برنامجها، وبالتالي حكومة رام الله ستجد صعوبة في التنفيذ".
في السياق وردًا على مؤتمر حماس أكد وزير العمل الفلسطيني مأمون أبو شهلا، على جاهزية حكومة الوفاق الفلسطيني لتسلم مسؤولياتها في قطاع غزة.
وقال: "أتمنى أن تكون تصريحات حركة حماس بجهوزيتها لتسليم القطاعات الحكومية لحكومة الدكتور رامي الحمد الله وكامل الوزارات، بأن تكون جادة وحقيقية وليست جزءا من المماحكات السياسية".
وكانت حركة حماس قد أكدت أنها جاهزة لتسليم الوزارات والقطاعات الحكومية في قطاع غزة المحاصر، بشرط التزام الحكومة بتحمل مسؤولياتها تجاه القطاع وتطبيق كل ما تم الاتفاق عليه.
وقالت الحركة الفلسطينية إنها تعاملت بشكل مسؤول ووطني مع كل ما هو ملقى على عاتقها من تحمل مسؤولياتها تجاه قطاع غزة وأهله في كل الظروف والمحطات الصعبة وعلى رأسها أزمة الكهرباء المتفاقمة.
كما أكدت حركة حماس أن المؤتمر الصحفي لرئيس الوزراء رامي الحمد الله حمل الكثير من المغالطات والتي تدلل على عدم جدية حكومته في القيام بواجباتها وإنهاء مشاكل قطاع غزة وأزماته.