الروم الأرثوذكس "يتعمدون" بمياه نهر الأردن
يملأ الفلسطيني ماهر الأطرش (52عاما) عبوة مياه، بعد أن خاض قليلا في مياه نهر الأردن من الجانب الفلسطيني، الذي تسيطر عليه السلطات الإسرائيلية، محتفلا بعيد (الغطاس) للطوائف الأرثوذكسية.
ويقول "الأطرش"، القادم من مدينة بيت سحور، جنوبي الضفة الغربية لمراسل الأناضول:" هذه مياه مقدسة، هنا تعمّد السيد المسيح، ونحن نسير على خطاه".
ويأمل "الأطرش" أن تشفى والدته من مرض عضال، بعد الاستحمام بمياه النهر "المقدس".
ويحتفل المسيحيون الروم الأرثوذكس (الشرقيون) اليوم بعيد الغطاس.
ويعتقد المسيحيون أن الموقع الذي يطلقون عليه اسم "المغطس" في نهر الأردن، هو الموقع الذي تعمّد فيه النبي عيسى عليه السلام، على يد القديس يوحنا المعمدان.
وقالت غادة ربيع (51عاما)، المسيحية القادمة من مدينة بيت جالا، غربي بيت لحم، بعد أن انتهت من غسل وجهها بمياه النهر:" نُحي اليوم ذكرى عُماد السيد المسيح بمياه نهر الأردن، نحضر هنا على خطاه، نصلي ونجدد العهد".
وتحرص "ربيع" على حمل زجاجات معبأة من مياه النهر لمنزلها، معتقدة أنها تحمي المنزل من "الشيطان وتشفي من الأمراض".
أما آمال غانم (60عاما)، وهي مسيحية من مدينة بيت ساحور، فعبرت عن فرحتها بالأجواء الإيمانية التي يشهدها المكان.
وحضر مئات المسيحيين الفلسطينيين والأجانب، قدّاسا ترأسه رجال دين، أقيم على ضفة النهر اليوم، وتعمّدوا (غطسوا واغتسلوا) بمياه نهر الأردن.
والمغطس، موقع في نهر الأردن، الفاصل بين الأردن وفلسطين، وتسيطر إسرائيل على كامل الجانب الغربي منه.
ورغم برودة مياه نهر الأردن، إلا أن عددا من الحجاج فضلوا الغوص في المياه التي يعتبرونها مقدسة.
ويضم موقع "المغطس"، الذي يقع على بُعد تسعة كيلو مترات شمال البحر الميت، منطقتين أثريتين رئيسيتين، هما تل الخرار، المعروف باسم "تلة مار إلياس" أو "النبي إليا"، ومنطقة كنائس "يوحنا المعمدان" قُرب نهر الأردن.
ويوجد في المكان آثار تعود إلى العصور الرومانية والبيزنطية، كالكنائس والمعابد الصغيرة والأديرة، والكهوف التي كانت تُستخدم كملاجئ للنساك، فضلاً عن البرك المائية المخصصة للتعميد.
وكانت لجنة التراث العالمي، التابعة لمنظمة اليونسكو، قد وافقت بتاريخ الثالث من يوليو 2015 على إدراج هذا الموقع على قائمة "التراث العالمي"، تحت مسمى "موقع المعمودية".
ويطلق الإسرائيليون على الموقع الذي يخضع لسيطرتهم بـ"قصر اليهود".