رفض إيران مشاركة أمريكا بالأستانة .. رسائل مزدوجة وقطع طريق

كتب:

فى: العرب والعالم

15:59 19 يناير 2017

كما أعلنت رفضها القاطع لمشاركة المملكة العربية السعودية، تعود إيران وتؤكد رفضها انضمام الولايات المتحدة الأمريكية لمؤتمر الأستانة المقرر عقده في عاصمة كازخستان 23 يناير القادم، رغم ثقل واشنطن في الملف السوري.

 

المباحثات التي عنونت ببحث تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا تجري بشكل أساسي بين مندوبين عن روسيا وإيران والنظام السوري وتركيا والمعارضة السورية.

 

"ليس مجديا أن تشارك الولايات المتحدة في إدارة مبادرات سياسية في الأزمة السورية، ومن المستبعد أن يكون لها دور في مفاوضات أستانا"، بهذا بررت طهران رفضها لمشاركة أمريكا في المؤتمر على لسان علي شمخاني، أمين مجلس الأمن القومي الإيراني ومع هذا رأى أن بإمكان كازاخستان باعتبارها الدولة المضيفة دعوة واشنطن ولكن كمراقبة.

 

تأكيد للرفض

 

ولم يكن هذا رأيا شخصيا من شمخاني فقد سبقه إعلان صريح من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف رفض إيران لمشاركة الولايات المتحدة في المفاوضات، مضيفا بعد مكالمة مع نظيره الروسي:" :"لم ندع الولايات المتحدة ونعارض وجودها".

 

زيادة للتوضيح حول الموقف الإيراني المتعنت ذكر  علي أكبر ولايتي، رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية في مجمع تشخيص مصلحة النظام، أن مشاركة واشنطن تقلقهم من فتح الباب أمام السعودية وقطر بالسعي للمشاركة في هذا المؤتمر، في حين لعبت هذه الدول دورا أساسيا في تجهيز وإرسال الإرهابيين إلى سوريا، بحد تعبيره، معتبرا أمريكا "على رأس حماة الإرهابيين".

 

روسيا لا تمانع

 

بينما قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف بإنه سيكون بإمكان ممثلين عن الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، حضور المفاوضات.

 

وعن رفض طهران مشاركة واشنطن رد لافروف:"سأقول بصراحة، صيغة الدعوات التي نوجهها تسمح بضمان حضور جميع الأطراف التي سبق لنا أن ذكرناها في تصريحاتنا العلنية، بمن فيهم ممثلو الولايات المتحدة".

 

اللافت أيضًا إعلان وزير الخارجية الروسية عدم معارضة بلاده أن موسكو لا تعارض مشاركة رئيس الجناح السياسي لـ"جيش الإسلام" محمد علوش، في المحادثات رغم اعتراض طهران على توقيع جيش الإسلام اتفاق وقف إطلاق النار ودعوتها لتصنيفه إرهابي.

 

رسالة مزدوجة

 

ميسرة بكورة رئيس مركز الجمهورية للدراسات السوري رأى في التصعيد الإيراني ضد مشاركة أمريكا وحضورها في الأستانة رسالة مزدوجة إلى امريكا وروسيا وتركيا، حيث تعبر طهران بشكل صريح معارضتها للتقارب التركي الروسي وتقزيم دور إيران في سوريا وربما الحديث عن انتقال سياسي في سوريا بعيدا عن الأسد وبالتالي ضرب المصالح الإيرانية في سوريا عرض الحائط وهذا ما لاتريده طهران .

 

وتابع في حديثه لـ"مصر العربية":" التوتر الإيراني الأمريكي الجديد يأتي بعد تصريحات الرئيس الجديد دونلاد ترامب ضد ايران، والاعتراض الإيراني على مشاركة واشنطن ما هو إلا تعبير عن حجم الضيق والمأزق الإيراني في سوريا".

 

وأشار إلى أن روسيا أعلنت منذ البدء أن جميع الدول مدعوة لحضور حوار الأستانة، وهذا لصالح المؤتمر، خاصة أن الحضور الأمريكي ليس بصفته راعٍ بل مجرد مباركة "كومبارس" ولن يؤثر في سير المباحثات التي حددتها روسيا وتركيا مسبقا، وهو ما ينطبق على حضور ممثل الأمين العام للأمم المتحدة.

 

من جانب آخر رأى فراس الخالدي عضو لجنة التفاوض عن مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية حضور واشنطن لمؤتمر الأستانة مهم وأساسي كونها لاعبا دوليا له ثقله.

 

قطع الطريق

 

وفسر الخالدي في حديثه لـ"مصر العربية" اعتراض إيران بأنه محاولة لقطع الطريق على دعوة مصر والسعودية للمشاركة في المباحثات فيما بعد.

 

واستطرد:" ما علمناه أن روسيا وجهت دعوة لإدراة دونلاد ترامب للمشاركة ولكن  التوقيت الذي صدرت فيه الدعوة يجعل الدعوة مرفوضة بروتوكوليا".

 

وسبق لإيران إعلان رفضها مشاركة السعودية في محادثات الأستانة، حيث أوضحت على لسان وزير دفاعها حسين دهقان  أن إصرار السعودية على تنحي بشار الأسد يعني أنه يجب ألا تشارك الرياض في محادثات السلام السورية المستقبلية.

 

من جانب آخر "حركة أحرار الشام  أحد أكبر الفصائل المعارضة في سوريا والموقعة لاتفاق وقف النار، عدم مشاركتها في محادثات الأستانة بسبب "عدم تحقق وقف إطلاق النار" فعليا وخصوصاً في منطقة وادي بردى قرب دمشق واستمرار روسيا في قصفها الجوي.

 

وتوجه وفد النظام السوري والمعارضة إلى عاصمة كازخستان في ظل خلاف حول جدول الأعمال وهدف المحادثات، إذ تصر دمشق على البحث في حل سياسي "شامل" للنزاع، تؤكد الفصائل ان النقاش سيقتصر حصراً على تثبيت الهدنة خشية الابتعاد عن طريق جنيف والمرجعيات الدولية خاصة القرار2254.

اعلان