بتقاربها مع حفتر .. ماذا تريد روسيا من ليبيا؟
"رفع حظر التسليح عن الجيش الليبي و إمداد الجنود بالعتاد والتدريب" كلها أهداف يسعى المشير خليفة حفتر قائد عملية الكرامة لتحقيقها من خلال روسيا؛ لذلك توالت زياراته لها.. ولكن يبقى السؤال ماذا تريد موسكو في المقابل حفتر وليبيا؟.
الزيارة الرسمية الأولى التي أجراها حفتر لروسيا كانت في نهاية يونيو 2016 وحينها التقى بوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وأمين مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف لمناقشة الصراع في ليبيا والأزمة المستعرة هناك منذ سنوات.
وبعد خمسة أشهر كرر حفتر الزيارة لروسيا تحديدا في 27 نوفمبر والتقى نفس الشخصيات التي اجتمع معها في الزيارة السابقة ورفعت الزيارة عنوان تعزيز التعاون المشترك بين روسيا وليبيا ومناقشة الأوضاع والدفع في اتجاه استقرار ليبيا.
زيارة الحاملة الطائرات
الزيارة المثيرة للاهتمام لما تحمله من دلالات كثيرة كانت 12 يناير الجاري حين زار حفتر حاملة الطائرات الروسية "أدميرال كوزنيتسوف" في البحر المتوسط وهي عائدة من مهمات نفذتها في سوريا.
وأجرى حينها حفتر اتصالا بوزير الدفاع الروسي لمناقشة الحرب ضد الإرهابيين في الشرق الأوسط كما نقلت قالت وكالة الأنباء الروسية "ريا" نقلا عن وزارة الدفاع الروسية.
ورغم أن موسكو تعلن دوما أنها لن تورد أي أسلحة إلى ليبيا، قبل رفع حظر توريد الأسلحة المفروض من قبل مجلس الأمن الدولي أو تخفيفه على الأقل إلا أن صحيفة التايمز البريطانية قالت إن روسيا تخطط لتسليح خليفة حفتر.
وذكرت أنه في الشهر الماضي انتقد غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي الأمم المتحدة والغرب لدعمهما الفصائل المسلحة في ليبيا.
عدو حكومة الوفاق
ويقاتل خليفة حفتر الذي يسطر على معسكر الشرق مع برلمان طبرق حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ من الغرب وطرابلس مقرا لها وهي المدعومة من الأمم المتحدة والدول الغربية.
وأصدر مجلس الأمن قرارا بعدم تعامل الدول مع أي كيانات موازية في ليبيا والاكتفاء بالتعامل مع حكومة الوفاق كممثل شرعي للبلاد.
وانتزعت قوات حفتر السيطرة على الموانئ النفطية في الهلال النفطي في سبتمبر الماضي بعد اشتباكات دامية مع قوات حرس المنشآت الؤيدة لحكومة الوفاق، ورغم بيانات العديد من الدول الغربية المطالبة لحفتر بالتراجع عن المناطق التي سيطره عليها، إلا أنه ضرب بها عرض الحائط معتمدا على الدعم الروسي الكبير له.
وأشارت بعض التقارير إلى حصول حفتر على دعم عسكري شمل إمدادت لوجيستية وتدريبات لعناصر من جيشه من روسيا بجانب تدخلها في حل مشكلة السيولة النقدية من خلال تقديم دعم مالي لحكومة طبرق بقيمة 2.9 مليار دولار.
وكانت تحظى روسيا بعلاقات قوية بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي الذي كان يناصب واشنطن العداء فاقترح على بوتين تعزيز الوجود الروسي في البحر المتوسط من خلال السماح له باستخدام ميناء بنغازي أو إقامة قاعدة عسكرية داخل ليبيا ولكن اندلاع الثورة عرقل ذلك.
التواجد في المياه الدافئة
اللواء نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع المصري السابق قال إن روسيا الاتحادية بدأت تعود كقوة بعيدا عن ما تم ترويجه "القطبية الأحادية" وخلافه، وهي مهتمة بالتواجد في البحر المتوسط لأنه قلب العالم حيث أن كل خطوط المواصلات البحرية تمر من خلاله ويربط عدة قارات مثل القارة الإفريقية بالاوروبية والآسيوية.
وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أن روسيا لها موانئ في المياه المتجمدة في الشمال وأرادوا أن يتواجدوا في المياه الدافئة في البحر المتوسط مثل أيام الحرب الباردة لأن القطع البحرية لا تستطيع المكوث فترات طويلة في البحر فإما أن تعود لقواعدها أو يكون هناك أماكن ارتكاز أو راحة أو زيارات لقواعد دول أخرى ويبقى الوضع الأمثل أن يكون لها قواعد.
وتابع:" الآن لهم قواعد في سوريا وفي اعتقادي ليسوا بحاجة لقاعدة في ليبيا ولكن يريدون أن يكون لهم دور في ليبيا تأكيدا على عودتها كقوة لأن أمريكا وفرنسا وإيطاليا وقطر لهم دور في ليبيا".
الجيش الليبي كما يردف نبيل يحتاج تسليح وتدريب وأمور كثيرة والروس يدخلون إليهم من هذا المدخل.
واتفق معه اللواء أركان حرب طلعت مسلم في أن روسيا لا تريد قواعد لها في ليبيا على المستوى القريب لأن ليبيا غير مستقرة ولن تستقر في القريب العاجل وروسيا لا تريد المجازفة.
حتى لا تكون ملاذا لأعدائها
وأكمل في حديثه لـ"مصر العربية" أن قواعد روسيا في سوريا تكفيها ولكنها لا تريد لليبيا أن تكون ملاذا آمنا أو قاعدة لقوات مضادة لها مثل الناتو أو أمريكا أوروبا.
وأكد أن علاقة روسيا الجيدة بليبيا ومصر وسوريا لا تجعل لديها رغبة في اقتناء قواعد ليبية في الوقت الراهن.