في حوار لـ"مصر العربية"

بالفيديو| خبير بالشؤون العربية: «جنيف سوريا» مماطلة غربية.. وترامب سينقل السفارة للقدس سرًا

كتب: حوار| محمد المشتاوي

فى: العرب والعالم

11:33 02 فبراير 2017

سقوط حلب في رقبة أردوغان

فصائل المعارضة لا تقدم العون لبعضها

الأستانة نجحت في دفع المعارضة لقتال نفسها

البرازاني يوسع إقليم كردستان على حساب السنة

ترامب لم يختر رجل البترول للخارجية عفويا

النظام الجزائري يستعين بالإسلاميين لتجميل صورته


انطوى ملف مباحثات الأستانة التي عول عليها الكثيرون لوقف نزيف الدماء دون أن توقفها، وانتقلت الآمال لمباحثات جنيف التي أرجئت لنهاية الشهر الجاري بدلاً من يوم الثامن ولم يعد معروفًا هل تسير الأمور في سبيل الحل السياسي أم كسب الوقت لتصفية المعارضة.

 

الغموض نفسه يحيط الملف الليبي الذي يشهد محاولات عربية للتأليف بين الفرقاء في الوقت الذي يزداد التصعيد العسكري فيما بينهم على الأرض، فما جدوَى هذه المحاولات وكيف ينظر الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب لليبيا، وما هي رؤيته للمناطق الآمنة بسوريا، وهل ينقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس؟.

 

جميعها تساؤلات باتت تشغل ذهن المواطن العربي، لذلك أجرت "مصر العربية" حوارًا مع زكريا عبدالرحمن المحلل السياسي السوري والخبير في الشؤون العربية لاستبيان آخر المستجدات على الساحة العربية وإلى أين تسير الأمور؟.

 

إلى نص الحوار..

 

في البداية .. لماذا تعتبر روسيا مباحثات الأستانة حققت نجاحا كبيرا رغم اعتراضات المعارضة السورية على النتائج؟

 

مباحثات الأستانة حققت الغاية الروسية المرجوة منها، وهي دفع الفصائل المسلحة المعارضة للاقتتال فيما بينها، مثل هجوم فتح الشام على جيش المجاهدين والجبهة الشامية.

 

روسيا استدعت فصائل وتجاهلت أخرى حتى تجعلهم يتقاتلون فيما بينهم على المصالح والنفوذ والتواجد في الخريطة السياسية، فهناك مؤامرة  على  الفصائل لتقسيمها، وهو ما يحدث في محافظة إدلب وريف حماه وريف حلب بدفع الفصائل للاقتتال للإبقاء على معارضة ترضي روسيا وأمريكا وتسميها معتدلة.

 

ومن استدعوا لمباحثات الأستانة سيزجون في مسار مفاوضات سياسية تفضي لحكومة مؤقتة متعددة الأطراف.

 

وعلى كل حال سوريا تتعرض لمؤامرة كبرى على ثلاث مراحل تحويل الانتفاضة الشعبية إلى مسلحة وحرب أهلية، والثانية احتواء المعارضة السياسية وتهميشها وشلها إعلاميًا، والثالثة احتواء الفصائل العسكرية وتغليب أطراف على أخرى لتفني بعضها بعضا.

كيف رأيت تشكيل فتح الشام "جبهة النصرة سابقا" وفصائل معارضة أخرى هيئة تحرير الشام؟

 

 هناك حركة دؤوبة الآن لتقسيم الفصائل لفريقين متصارعين، التشكيل الأول ضم فتح الشام وفصائل أخرى تحت اسم  هيئة تحرير الشام، وردت الفصائل الأخرى مبدئيًا بتشكيل جيش تحرير الشام الذي سيضم الجيش السوري الحر والفصائل المتبقية من أحرار الشام حيث إن جزءًا كبيرًا انشق وانضم لهيئة تحرير الشام.

 

الخطة الأمريكية الروسية منذ أمد بعيد هي تقسيم المعارضة لفصائل متساوية متحاربة لتفني بعضها بعضًا والخطة تسير للأسف بنجاح وستستمر شهور طويلة.

 

 أعلنت روسيا تأجيل مباحثات الأستانة ونفت متحدثة المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا ثم تأجلت بالفعل .. ما تفسيرك لذلك؟ 

 

للأسف دي ميستورا لا حول له ولا قوة، هو عبارة عن مهرج الذي يظهر في  المسرحيات بين الفصول لتسلية المشاهدين، فعندما يعلن الروس تأجيل المؤتمر فإنه قد تأجل بالفعل.

 

ولما أجل الروس مفاوضات جنيف؟

 

لأهداف سياسية فهم ينتظرون النتائج على الأرض في الحرب بين الفصائل لتحديد الفصيل الذي سيحضر، ولمعرفة لمن ستكون الغلبة عسكريًا، وكل شيء يحدث في إطار الخطة الروسية بحذافيرها.

 

ألا تعلق أي آمال على مباحثات جنيف؟

 

مباحثات جنيف وجه آخر لمؤتمر الأستانة فجميعهم مماطلات سياسية لكسب الوقت من أجل تصفية الفصائل المعارضة السورية، روسيا تحاول أن تكسب الوقت لترتيب الصفوف والقضاء على الفصائل عسكريًا واحدة تلو الأخرى في عدة مناطق، وفي الوقت نفسه تقدم فصائل في المباحثات على حساب أطراف أخرى داخل المعارضة لإحداث فتنة وشرخ بينهم.

 

ما يراد لسوريا هي التقسيم لثلاث دويلات وهو أمر متفق عليه بين واشنطن وموسكو، وكل ما يعلن عن مفاوضات هي مراوغات سياسية.

 

النظام السوري يعلن أنه يعقد مصالحات في وادي بردى ومناطق أخرى ويصدر عفوا عاما عن المسلحين .. كيف تسمي ذلك؟

 

حكومة بشار الأسد لديها خطة قديمة تقطيع الوطن جزءا جزءا وتطهير كل جزء من سكانه بالحصار والتجويع والإجبار على الاستسلام أو النزوح وهذا ما حدث في وادي بردى، فبعد شهر ونصف من القصف وجميع أنواع الانتهاكات الإنسانية أجبروا بقية المقاتلين على الخروج من المنطقة واستسلام أهلها من أجل الحفاظ على حياتهم.

 

 هذا السيناريو حدث في الزبداني ومضايا من قبل والمصالحة الوطنية تعني حشد مجموعة معينة وحصارها والاستفراد بها وإجبارها على الاستسلام، وللأسف الأطراف المعارضة المتصارعة فيما بينها في سوريا لا تمد يدها لبعضها البعض.

 

عاود الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب الحديث عن المناطق الآمنة في سوريا .. أين تكون هذه المناطق وما الهدف منها؟

 

إعادة طرح الموضوع الآن هدفه تأمين الدويلة الكردية في الشمال السوري بادعاء توفير الملجأ للاجئين، ولكن الحقيقة لتوفير الملاذ للفصائل الكردية الانفصالية التي تهجر العرب ولإعطائهم حرية التحرك بسكوت الدول العربية وموافقة تركيا.

 

بذكر تركيا .. كيف تحارب أنقرة أكراد سوريا وتتحالف مع أكراد العراقيين، والاثنان تجمعهما علاقات قوية ببعضهما؟

 

أردوغان ترك 70% من أراضي الشمال السوري بيد الأكراد بينما يعكف على قتال تنظيم داعش فقط، فهو لا يقاتل الأكراد حقيقة ولا  يسعى لمنع تشكيل دويلة كردية في الشمال السوري.

 

و سمح أردوغان للأكراد في 2014 باستقدام جيش كبير من إقليم كردستان العراق في معركة عين العرب، فقد مرت قافلة طويلة  من المسلحين الأكراد من كردستان لكوباني عبر تركيا.

 

للأسف أردوغان لا يعمل لصالح سوريا والعرب فهو يقول ما لا يفعل وينكث ما يتعهد به.
 

إذن .. هل تتفق مع من يحملونه مسؤولية سقوط مدينة في قبضة النظام السوري وحلفائه من الروس والميليشيات الشيعية الإيرانية والعراقية واللبنانية؟

 

بالتأكيد هو المسؤول الأول، وسقوط حلب في رقبة أردوغان وسيحاسبه المجتمع العربي في يوم من الأيام عن هذه الجريمة؛ لأنه من أعلن أنها خط أحمر وتعهد بتقديم كل أنواع المساعدات للصمود ثم انقلب واتجه للطرف الآخر وهي روسيا، وضغط على فصائل المعارضة للانسحاب وأوقف الدعم وأغلق الحدود وشتت شملهم بعدة ضغوط سياسية ومالية وعسكرية.

 

أردوغان بجانب الطرف السعودي والقطري من منعوا فصائل محافظة إدلب من التحرك لإنقاذ حلب، جميعهم يتحمل مسؤولية إخلاء حلب وتسليمها على طبق من فضة للنظام برغبة أمريكا وروسيا.

فيما يتعلق بالملف الليبي.. هل تثمر التحركات التونسية والجزائرية المصرية عن وفاق بين أطراف النزاع؟ 

 

هناك تخطيط لليبيا أكبر منهم، فما يجري الآن تحضير لحرب جديدة على ليبيا وإعادة خلط الأوراق، فالمخطط الجديد يريد توريط الدول المجاورة تونس ومصر والجزائر في ليبيا وتأجيج المنطقة، وهدف أمريكا إخراج فرنسا من اللعبة في ليبيا؛ لأنها من كانت تحرك الأمور في ليبيا في الفترة الأخيرة،  وتأخذ كثير من الغنائم.

 

أمريكا الآن تريد استعادة الإدارة الكاملة في ليبيا بعدما كانت إدارة أوباما تؤمن بالحكم من الخلف فدفعت حلفاءها فرنسا وبريطانيا وإيطاليا للهجوم على ليبيا وقصفها، الآن خطة ترامب تصدير حرب لليبيا والعراق والهدف واضح البترول.

 

 ليس صدفة أن يعين ترامب رجل البترول في وزارة الخارجية وليس صدفة أن يعين الجنرال جيمس ماتيس وزيرًا للدفاع و مايكل فلاين مستشارا للأمن القومي  هؤلاء أباطرة الحروب، الإدارة الأمريكية الجديدة تسعى لاستكمال الأربع حروب التي شنتها إدارة أوباما على الدول العربية.
 

في النهاية السيناريو السوري قد يتكرر في ليبيا باختلاف الأطراف سيكون هناك طرف روسي وجزائري وأمريكي وتشتعل الأوضاع على الأرض.

 

برأيك أيقبل ترامب على نقل السفارة الأمريكية للقدس؟ .. أم أن الاعتراضات العربية كما يقال ستحول دون ذلك؟

 

لا توجد ضغوط عربية على ترامب كما يروج ولا تجرؤ الحكومات العربية حتى على الاعتراض، كلهم منصاعون لأمريكا وإسرائيل، ويمكن نقل ويمر الموضوع دون عوائق؛ فالحكومات العربية مستسلمة، والتأجيل تكتيكي وعمليا سيتم نقل منزل السفير والمكاتب دون الإعلان.

 

ترامب رجل حاسم وأعلن عداءه للمسلمين والعرب وسيخسر ولايته لتدمير العرب والمسلمين.

في العراق بات فريق كبير من أهل السنة يميل للفيدرالية في مرحلة ما بعد داعش .. هل تعتقد أن الفيدرالية ستصب في مصلحتهم؟

 

القضاء على انتفاضة السنة في الأنبار وغيرها كان مخططًا سلفًا لدفعهم للفيدرالية حصر السنة في إقليم غرب العراق، والمستفيد ليس السنة ولكن الأكراد الذين يسعون للاستقلال عن العراق ويقودهم المتطرف مسعود البرازاني.

 

والخلاف الآن حول مساحة الإقليم الكردي حيث يستغل البرازاني ضعف الدولة لقضم مساحات أكبر من نينوى وأجزاء من الأنبار وصلاح الدين وديالى لتوسيع الإقليم الكردي في ظلّ الدعم الأمريكي غير المسبوق للأكراد.

  

بعد فترة طويلة من مقاطعة الإسلامية للانتخابات البرلمانية في الجزائر يعودون مرة أخرى .. كيف رأيت عودتهم؟

 

الأمم العربية تنهل من كتاب واحد إقصاء الإسلاميين فترة طويلة ثم الاستعانة بهم لتجميل الصورة وهذا ما حصل في الأردن تم الاستعانة بفصيل من جبهة العمل الإسلامي لاستبعاد المحافظين وشيوخ العمل الإسلامي واستقدام شباب معدلين سياسيا يقبلون بالمشاركة الصورية ويحصلون على الفتات، ويراد في الجزائر إعادة الإسلاميين لتحسين صورة النظام.

اعلان