مشانق واغتصاب وطعام بالدماء .. أهلا بكم في «سلخانات» الأسد
التعذيب حتى الموت، والنوم بجوار الموتى، والإعدامات الجماعية، والطعام الملطخ بالدماء، هكذا ترحب سجون النظام السوري بقيادة بشار الأسد بالمعتقلين والمعارضين السياسيين.
"مسلخ بشري" مصطلح استخدمته منظمة العفو الدولية لتسليط الضوء على ما يحدث داخل سجن "صيدنايا" القريب من العاصمة دمشق مركز قيادة النظام السوري.
وبحسب التقرير الذي وصف ما يحدث داخل السجن بالإبادة الجماعة الموثق بشهادات من 84 أجرت معهم المنظمة مقابلات، من بينهم حراس وسجناء سابقين وقضاة، فقد أعدم النظام في سجن صيدنايا وحده 13 ألف مسجون في الفترة من 2011 حتى 2015.
ووفقا لما أوردت المنظمة وهي سمة عامة في السجون الأخرى يتعرض المعتقلون للاغتصاب سواء الذكور أو الإناث، ويجبرون على اغتصاب بعضهم البعض، ويحرمون من الطعام ولا يتناولونه إلا وهو ملقى على الأرض وملطخ بالدماء.
إعدامات جماعية
يظل المعتقلون معصوبي الأعين دون دراية بما سيحدث لهم حتى يجدوا أنفسهم معلقين في المشانق مع العشرات الآخرين، هكذا يتخلص النظام من المعارضين السياسيين أو المشتبه فيهم، ومن يموت جراء التعذيب أو بسبب انعدام الرعاية الصحية لا ينتشل من زنزانته إلا بعد يوم أو أكثر، فصل آخر من الفظائع في تقرير المنظمة.
ووفق شهادة أحد المساجين الذين استعانت بهم العفو الدولية ففي يوم واحد توفى 13 سجينا في زنزانته بعد حملة تعذيب شديدة.
وبحسب سوريين يعملون في المجال الحقوقي فإن سجون النظام الأخرى لا تقل سوءا عن "صيدنايا" فهناك العديد من السجون تشهد فظاعات أكبر لم يسلط عليها الضوء بعد.
معتقلات سيئة السمعة
سجن تدمر، وحماه والسويدة، والجوية، والخطيب، معتقلات تشهد فظائع كبيرة على غرار معتقل صيدنايا كما قال تيسير النجار المحلل السوري و رئيس الهيئة العامة السورية للاجئين.
كل هذه السجون كما يضيف النجار لـ"مصر العربية" يخرج منها العديد من الأموات يوميا، مفيدا بأن في سوريا يوجد 17 جهاز أمني وكل جهاز لديه سجون غير الأخرى.
المعضلة الأكبر كما يردف المحلل السوري أن هذه السجون لا يربطها ببعضها نظام إلكتروني واحد، فالمطلوب لجريمة معينة قد يقضي فترة العقوبة في سجن المخابرات الجوية مثلا ويخرج ثم يعتقل في سجن الشرطة العسكرية ليقضي العقوبة للجريمة نفسها، ويظل يتنقل من سجن لآخر ربما حتى يفنى عمره، هذا إن كانت بالأساس جريمة وليست مجرد تهمة أو تلفيق.
إخفاء المساجين
ولفت إلى أن أهالي المعتقلين لا يستطيعون الوصول إليهم فكل سجن يرفض التصريح بالمساجين الذين لديه كما يمنع الزيارة عن المعتقلين.
واستطرد النجار:" كل أنواع الظلم تجدها في سجون الأسد بكل أنواعه، تصل للقتل وسجن وتعذيب الأطفال".
55 ألفا
فراس الحاج مدير قسم حقوق الإنسان باللجنة القانونية للائتلاف الوطني السوري ذكر أن عدد الذين قتلوا تحت وطأة التعذيب في سجون النظام بحسب ما وثقوه يصل لـ55 ألف.
وأضاف في تصريحاته لـ"مصر العربية" أن هناك 350 ألفا معتقل ومختفي قسريا في سوريا على يد قوات النظام.
توقيت التقرير
وأوضح أن منظمة العفو الدولية والكونغرس والأمم المتحدة والمنظمات البريطانية لديهم تقارير موثقة بالصوت والصورة عن قتل 12500 في سجن صيدنايا منذ عام وشهرين ولم يعلن عن ذلك إلا الآن مفيدا بأن توقيت الإعلان يثير العديد من علامات الاستفهام.
ويرى الحاج أن إظهار التقرير في هذا الوقت ربما يوحي بأن النظام العالمي أخذ خطوة في سبيل محاكمة مجرمي الحرب في سوريا، وقد يحال النظام لمحكمة الجنايات أو العدل الدولية.
وأكمل:" في كلا الحالات التقرير عار على المجتمع الدولي وعلى البشرية والإنسانية، فالعالم ترك الآلاف يموتون تعذيبا وانصب كل اهتمامه على ما يفعله تنظيم الدولة الإسلامية فقط".
وأشار إلى أن الائتلاف السوري كان ينوه إلى قتل عشرات الآلاف بالسجون السورية ويوثق ذلك ولم يكن أحد يصدقه.
عشرات المعتقلات عقب الثورة
ولفت الحقوقي السوري إلى أن النظام السوري افتتح عشرات السجون عقب اندلاع الثورة السورية، ومن أبشعها سجن المخابرات الجوية، وفرع 215، وسجن أمن الدولة.
وأكد أن جنود النظام يتفنون في التعذيب الذي فاق محاكم التفتيش في العصور الوسطى، بجانب اغتصاب المساجين الذكور أو الإناث، بحد قوله.
واتهمت منظمة العفو الدولية النظام السوري بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من خلال الممارسات في السجون، التي ذكرت أنها ما زالت مستمرة.
وقالت المنظمة الحقوقية في تقريرها عن سجن صيدنايا:" شنق جماعي وإبادة في سجن صيدنايا" إنه "بين 2011 و2015، كل أسبوع، وغالباً مرتين أسبوعياً، كان يتم اقتياد مجموعات تصل أحياناً إلى خمسين شخصاً إلى خارج زنزاناتهم في السجن وشنقهم حتى الموت"، مشيرة إلى أنه خلال هذه السنوات الخمس "شنق في صيدنايا سراً 13 الف شخص، غالبيتهم من المدنيين الذين يعتقد أنهم معارضون للحكومة".