في العراق
رغم تعثر «تحرير الموصل» .. العبادي يعلن انتهاء داعش عسكريا
كما أعلن من قبل أن 2016 ستكون نهاية تنظيم داعش في العراق عقب تحرير مدينة الفلوجة منتصف العام وانقضاء العام دون انتهاء "الدولة الإسلامية"، عاد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ليصرح بأن تنظيم انتهى عسكريًا في العراق، وأن حكومته تعلم مكان وجود زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.
وفي مقابلة تلفزيونية أعلن العبادي مغادرة عناصر غير العراقيين من الدولة باتجاه سوريا، بجانب قتل غالبية قادة التنظيم وأن المواجهة مع التنظيم في العراق انتهت وسقوطه سيصيب داعش بضربة قوية.
إعلان العبادي بانتهاء المواجه في داعش تأتي في وقت لا تستطيع فيه القوات العراقية والميليشيات المصاحبة لها كالحشد الشعبي الشيعي والبشمركة وتحت غطاء جوي من التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا من تحرير الضفة اليمنى من مدينة الموصل على الجانب الغربي من نهر دجلة التي ما زال التنظيم يقاتل بشراسة فيها، ورغم توقف عملية تحرير المدينة.
وانطلقت عملية تحرير الموصل منذ الـسابع عشر من شهر أكتوبر 2016 وحتى الآن لم تحسم المعركة لصالحها رغم خسائر تنظيم داعش الكبيرة، فقد تعثرت العملية عدة مرات.
انتحاريو داعش
ما صعب المهمة على القوات العراقية تكتيك داعش الذي يستخدم الانتحاريين، خاصة الذين يقودون سيارات معبأة بالمتفجرات ليواجهوا القوات من عدة محاور في نفس الوقت فتقع خسائر فادحة بين القوات، ما جعلها تنسحب من أكثر من مكان نجحت في تحريره أبرزهم مستشفى السلام.
ورغم ذلك نجحت عملية "قادمون نينوى" تحرير الجانب الأيسر "شرق" مدينة الموصل بالكامل من سيطرة تنظيم "داعش" نهاية الشهر الماضي وسط شكوك من انتهاء داعش بالكامل من العراق حتى إن سقطت الموصل.
وذكر قائد التحالف الدولي في العراق ستيفن تاونسند أن القوات العراقية لا تزال تعيد ترتيب صفوفها حتى تتوجه لغرب الموصل مرجحًا أن يحدث ذلك في الأيام المقبلة.
6 شهور
ستة أشهر هي المدة التي توقع فيها المتحدث باسم التحالف الكولونيل بسلاح الجو جون دوريان لتحرير مدينتي الموصل والرقة السورية، مشددا على أن الخروج والدخول للمدينتين سيكون صعبا.
وفي الوقت الذي يعلن فيه رئيس الوزراء العراقي نهاية تنظيم داعش يقبع 750 ألف مواطن عراقي محاصرا في الجانب الغربي من مدينة الموصل تحت الأسر إذ يرفض تنظيم داعش خروج أي منهم وإلا يعاقب بالإعدام.
ويعاني المقيمون بالجانب من الغربي من الحصار المفروض على المدينة من جانب القوات العراقية وحلفائها ما أدى لنفاذ المواد الغذائية وانعدام الرعاية الصحية وهو الذي يجعلهم عرضة للموت في أي وقت.
وتعليقا على تصريحات رئيس الوزراء العراقي قال زياد السنجري الناشط الحقوقي بالموصل أن داعش تنظيم مسلح دموي يستهدف كل من يختلف معه في الرأي لكن زواله مرتبط بعدة إجراءات منها إنهاء حالة الطائفية أي طريقة وأسلوب الحكومات في العراق بعد 2003 وتحديدا الأحزاب المرتبطة بايران.
لن ينتهي
وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أن داعش لن ينتهي وهناك من يعتقل وينكل ويعذب ويمارس التغيير الديمغرافي في العراق.
وتابع:" داعش لن ينتهي وانتهاكات حقوق العرب السنة مستمرة والإقصاء والتهميش لا يتوقف".
واستطرد السنجري:" نحن أمام مفترق طرق حتى إن انتهى تنظيم داعش ستخرج جماعات مسلحة أخرى تحت مسميات جديدة لأن الظلم مستمر، فمن الممكن ظهور القاعدة والتوحيد في بلاد الرافدين، لأن تنظيم الدولة الإسلامية مجرد مسمى ورد فعل لا اكثر على ما تمارسه المليشيات والحكومات المتعاقبة بحق أهل السنة".
علاج الأسباب
وشدد على أن داعش رد فعل ويجب علاج الأسباب و تقويم الفعل الذي أدى لظهور داعش قبل الحديث عن القضاء على التنظيم.
وتعجب الناشط الحقوقي من إعلان العبادي معرفته بمكان البغدادي، متسائلا:”ومن يعلم مكان البغدادي ويمتلك كل هذه الصواريخ والطائرات لماذا لا يستهدفه؟"
ورجح ألا تكون الإدارة الأمريكية بكل إمكانياتها على علم بمكان أبو البغدادي فمن باب أولى ألا يعلم العبادي أي شيء عنه وكل ما يردده من باب البحث عن مكاسب سياسية.
الجانب الغربي بقبضة داعش
من جانب آخر قال غانم العبادي السياسي العراقي إن الموصل عبارة عن جانبين أيسر وأيمن يفصل بينهما نهر دجلة، و القوات العراقية حققت انتصارات كبيرة واستطاعت أن تحرر الجانب الأيسر من المدينة، لكن الجانب الأيمن والذي يمثل الموصل القديمة حيث الأزقة والممرات الضيقة و يقطن فيه حاليا مايقارب 800 ألف نسمة جميعها تحت سيطرة داعش الكاملة.
وتوقع في حديثه لـ"مصر العربية" أن معركة الجانب الأيمن ستكون شرسة باعتبار أنها آخر منطقة يسيطر عليها التنظيم، ولن يكون تحريرها أمرا يسيرا.
وذكر السياسي العراقي أن عملية "قادمون يا نينوى" متوقفة الآن في انتظار الأوامر لتحرير الجانب الغربي من الموصل، ولم يستبعد أن تكون الحكومة العراقية على علم بمكان البغدادي.