لماذا استثنى ترامب أفغانستان من قرار الحظر؟

كتب:

فى: العرب والعالم

17:50 10 فبراير 2017

في الوقت الذي يشن الرئيس الأمريكي الجديد دونلاد ترامب هجوما على القضاء الأمريكي على خلفية تعطيل محكمة استئناف فيدرالية قراره بحظر مواطني 7 دول من دخول الولايات المتحدة، يلوح تساؤل في الأفق هو لماذا استثنى ترامب أفغانستان من قرار الحظر؟ وهي الدولة التي تعم فيها الفوضى وللإسلاميين الذين تصنفهم واشنطن إرهابيين السيطرة بها.

 

والدول التي شملها قرار الحظر في 27 يناير لمدة 3 شهور العراق، وإيران، وليبيا، والصومال، والسودان، وسوريا، واليمن حتى ممن لديهم تأشيرات، وبرر ترامب القرار بأنه "يحمي الولايات المتحدة من الإرهاب".

 

لم يثنِ ترامب عن قراره كل التظاهرات التي خرجت منددة بقراره في الولايات المتحدة أو في دول أخرى كبريطانيا وأمام السفارة الأمريكية في كندا، وأستراليا، والعاصمة الألمانية برلين، وبلدان أخرى.

 

لن تتسع القائمة

 

 وذكر  وزير الأمن الداخلي جون كيلي أمام الكونجرس أن السعودية لن لـ "لائحة الحظر" لتمتعها بقبضة أمنية قوية واستخبارات فعالة، وحينها سيؤخذ الأمر بمحمل الحظر الديني طالما غابت الأسباب الأمنية، فمعايير حظر الدول بحسب حديثه إما التي ترعى الإرهاب أو غير المتعاونة أو التي لا تملك الولايات المتحدة فيها سفارات.

 

وأكد أنه لا يوجد أي تخطيط لإضافة دول أخرى مثل: أفغانستان، وباكستان، ولبنان، وفنزويلا، إلى قائمة حظر السفر المؤقت.

 

القضاء يتصدى

 

وأيدت محكمة الاستئناف في سان فرانسيسكو، أمس الخميس حكما قضائيا أصدره قاض اتحادي في سياتل بالولايات المتحدة الأسبوع الماضي علق قرار الحظر فيه، هذا بعد أن أعلنت الدائرة التاسعة من محكمة الاستئناف الأمريكية، الأحد الماضي رفض طلب وزارة العدل الأمريكية بنقض الحكم القضائي بتعليق حظر الهجرة.

 

وجاء القول الفصل من محكمة الاستئناف مبررا بغياب الأدلة التي تبرهن أن أي أجنبي من أي دولة من الوارد ذكرها في الأمر التنفيذي ارتكب هجوما إرهابيا في الولايات المتحدة، أو يمثل تهديدا للأمن القومي.

 

"بدلا من تقديم أدلة لتوضيح الحاجة للأمر التنفيذي، اتخذت الحكومة موقفا مفاده أنه لا يجب أن نراجع قرارها على الإطلاق، لا نتفق مع هذا" هذا ما تضمنه قرار المحكمة.

 

هجوم ترامب

 

ومنذ قرار القاضي الفيدرالي الجمعة الماضية حتى محكمة الاستئناف بالأمس يشن الرئيس الأمريكي هجوما على القضاء في سلسلة تدوينات عبر موقع التغريدات القصيرة "تويتر" وقال في بادئ الأزمة: "لا يمكنني أن أصدق كيف يمكن لقاض أن يعرض بلدنا لمثل هذا الخطر، إذا حصل شيء فاللوم يقع عليه وعلى النظام القضائي. الناس يتدفقون، هذا مؤسف".

 

وأضاف في أخرى "لقد أمرت وزارة الأمن الداخلي بإخضاع الذين يدخلون إلى بلدنا لتفتيش دقيق للغاية، المحاكم تجعل العمل صعبا للغاية!"، متابعا فيما بعد:" رأيي هذا الذي يسمى قاض، والذي يحرم بلدنا من تطبيق القانون، أمر سخيف وسيتم إلغاؤه".

 

وفي النهاية وصف ترامب قرار محكمة الاستئناف بـ"المسيس" حيث أبدى معارضته الشديدة على حكما لمحكمة.

 

ضعيف سيطرة داعش

 

اللواء نصر سالم رئيس المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية ورئيس جهاز الاستطلاع بالقوات المسلحة الأسبق علق على استثناء أفغانستان من قرار الحظر بأن ترامب يخشى داعش بالأساس الذي وجوده في أفغانستان شبه منعدم في مقابل سيطرة لطالبان والقاعدة، وبطبيعة الحال أمريكا تحتل أفغانستان وهناك رقابة كبيرة على الوافدين من هذه الدولة.

 

وأكمل في حديثه لـ"مصر العربية" أن قرار الحظر سياسيا أكثر منه أمنيا ففهي رسائل عداء مباشرة لإيران، وتهديد  للإمارات والسعودية بأن دورهما قادم إن لم يطيعا أوامره، فحظرت 6 دول عربية من باب " اضرب المربوط يخاف السايب".

 

ابتزاز للإمارات والسعودية

 

ورأى في القرار عملية ابتزاز صريحة للسعودية والإمارات، خاصة أنه أعلن مسبقا أن المملكة عليها أن تدفع أموالا مقابل حمايتها.

 

وأكمل سالم:" ترامب رجل تاجر  لا يعنيه الأمن القومي أو أي شيء آخر ولكنه يحاول ابتزاز الدول".

 

ولفت المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية إلى أن قرار الحظر لو كان فعلا حماية للأمن القومي لما عارضه القضاء الأمريكي، فضوابط حماية الأمن القومي لا يختلف عليها اثنان، بحسب تعبيره.

 

يستهدف العرب

 

من جانبه رأى زكريا عبدالرحمن المحلل السوري والخبير بالشؤون العربية أن ترامب بقرار الحظر حدد ساحة معركته القادمة التي يريد أن يخوضها وهي الدول العربية الست وأدخل إيران على الخط للتمويه وتشتيت الأفكار بأن المستهدف ليس العرب فقط.

 

وأكمل حديثه لـ"مصر العربية" أن هناك اتفاقا كاملا بين الأمريكان والإيرانيين على خطة تقسيم المنطقة العربية.

 

واستطرد:" ترامب رجل حاسم وأعلن عداءه للمسلمين والعرب وسيسخر ولايته لتدمير العرب والمسلمين".

 

ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي الجديد يستهدف في المقام الأول البترول ومن ثم تفتيت العرب، لذلك في رأيه ليست صدفة أن يعين ترامب رجل البترول في وزارة الخارجية وتعيين الجنرال جيمس ماتيس وزيرًا للدفاع و مايكل فلاين مستشارا للأمن القومي فهؤلاء أباطرة الحروب، مختتما:" الإدارة الأمريكية الجديدة تسعى لاستكمال الأربع حروب التي شنتها إدارة أوباما على الدول العربية".

اعلان