بلقاء نتنياهو وترامب .. إسرائيل تطمع في كسر المحظورات
مستغلا الضعف العربي والدعم الكبير الذي تعهد به الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفع سقف مطالبه بشكل أغضب الشارع العربي.
رئيس وزراء الاحتلال لم يخجل من اشتراط اعتراف الفلسطينيين بـ"الدولة القومية للشعب اليهودي واستمرار تل أبيب سيطرتها على منطقة "الأغوار" على الحدود مع الأردن، للمضي قدماً في عملية السلام
لم تتوقف المطالب الإسرائيلية عند هذا الحد بل تخطاها نتنياهو لمقايضة واشنطن بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 لاستئناف عملية السلام.
ويحاول نتنياهو اقتناص فرصة الدعم الكبير من الرئيس ترامب فالاعتراف بالسيادة على الجولان، طلب تقدمت به تل أبيب لإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عام 2015، وقوبل بالرفض.
تحسن بعد التدهور
وشهدت علاقة إسرائيل بالإدارة الأمريكية السابقة تدهورا كبيرا خاصة قبيل انتهاء ولاية أوباما الثانية، إذ تجاهل النداء الإسرائيلي باستخدام حق النقض "فيتو" في مجلس الأمن ضد مشروع قرار ينددد ببناء المستوطنات على الأراضي المحتلة الفلسطينية ويجرمها في واقعة غير مسبوقة.
وفي الساعات الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق أوباما في المكتب البيضاوي تبرع بمبلغ 221 مليون دولار للسلطة الفلسطينية.
تأييد مطلق
على النقيض، جاهر دونالد ترامب بدعمه الكامل لإسرائيل متعهدا حين كان مرشحا رئاسيا بنقل السفارة الأمريكية للقدس باعتبارها عاصمة لإسرائيل، كما أن الحزب الجمهوري الذي دفع بترامب في الانتخابات الرئاسية، تربطه علاقة قوية مع نتنياهو، لدرجة السماح له للمرة الأولى بإلقاء كلمة في الكونجرس الأمريكي، مارس 2015 ، دون التنسيق مع أوباما، وهو ما زاد تدهور العلاقة بين الجانبين.
وقال نتنياهو من واشنطن إن "ليس هناك دعما أفضل للشعب اليهودي والدولة اليهودية من الرئيس دونالد ترامب".
التخلي عن حل الدولتين
وفي اللقاء الذي جمعه مع نتنياهو أمس الأربعاء، ذكر ترامب أن حل الدولتين – الذي يتمسك به المجتمع الدولي -"ليس الخيار الوحيد" لإنهاء النزاع، وهو ما يتماشى مع الرؤية الإسرائيلية المتعنتة، معلنا أن البيض الأبيض لن يصر على حل الدولتين، في خروج عن المألوف عن نهج الرؤساء الأمريكيين، ديموقراطيين كانوا أو جمهوريين.
وطالب الرئيس الأمريكي، الفلسطينيين بوقف ما أسماه "الكراهية" تجاه إسرائيل، والاعتراف بها، معتبرا عدم الاعتراف بها يعرقل الوصول لحل.
ولجأ ترامب للعبارات الفضفاضة مثل أن أي حل يتفق عليه الإسرائيليون والفلسطينيون معا سيكون سعيد به، لافتا في الوقت نفسه إلى أن التدابير لنقل مقر السفارة الأمريكية للقدس مستمرة.
ترجمة للضعف العربي
ورأى عبدالقادر ياسين المحلل والمؤرخ الفلسطيني أن ما جرى في لقاء ترامب ونتنياهو ترجمة للإغراء الذي أصاب الأعداء نتيجة الهوان العربي ما دفعهم للتطاول وطلب المزيد.
وتابع في حديثه لـ"مصر العربية":” العالم كله بات يستخف بالعرب رغم أن عددهم 200 مليون نسمة ﻷنهم باتوا كغثاء السيل"، مشيرا إلى أن الكيان الصهيوني يرى أن الفرصة أصبحت مواتية لتحقيق أطماعه في مقابل الصمت العربي الرسمي الذي لا يختلف عن صمت القبور، بحسب توصيفه.
ويعتقد أن إسرائيل ليست في حاجة لاعتراف دولي بسيادتها على الجولان ما دامت تمارسه بكل حرية، لافتا إلى أن نتنياهو بدت عليه ملامح السعادة المفرطة في اللقاء لإيمانه بأن التحالف بين أمريكا وإسرائيل الآن في أفضل حالاته.
تحميل الفلسطينيين المسؤولية
وأردف ياسين أن ترامب يرى أن العقدة في الفلسطينيين الذين لا يباركون لأعدائهم ، الذين اغتصبوا أرضهم ويعتبر موقفهم تشجيعا على كراهية اليهود.
واستطرد:” لم أفاجأ بموقف ترامب فهو يترأس الكيان العدو لنا، وتأييده للحل الذي يتفق عليه الفلسطينيون والإسرائيليون انحياز منه؛ فهو يعلم يقينا أن الحل يحتاج ميزان قوى وبفضل القيادة الفلسطينية في رام الله ميزان القوى مختل لصالح إسرائيل كاملا".
ضم الأراضي المحتلة
المحلل السوري زكريا عبدالرحمن المتخصص في الشؤون العربية ذكر أن نتنياهو يعيش أيامه الذهبية، ويرى في ذلك فرصة لن تعوض لضم الأراضي العربية المحتلة كالجولان والضفة الغربية لحدود إسرائيل لشرعنة ما يسعى له الاحتلال منذ أمد بعيد.
وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" نتنياهو يحاول استغلال الفترة الذهبية نظرا للتأييد التام من جانب الإدارة الأمريكية الجديدة وغياب كل الزعماء العرب، واستنزاف الشعوب العربية في قتال بعضها البعض، وانشغال أوروبا.
وأشار إلى أن نتنياهو لا يقف عند هذا الحد وحسب بل يخطط لمستقبل المنطقة فيدعو لتحالف عربي إسرائيلي مناهض لإيران، حتى تصبح المنطقة بأكملها تحت عباءته.