في قمة العقبة السرية.. هآرتس: نتنياهو اقترح خطة بدون حل الدولتين
استعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال قمة العقبة السرية قبل عام، خطة تقضي بتجميد البناء في المستوطنات الواقعة خارج الكتل الاستيطانية مقابل اعتراف أمريكي بالكتل الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، بحسب موظف رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية السابقة ومصدر إسرائيلي مطلعين على تفاصيل هذه القمة.
وكانت صحيفة "هآرتس" كشفت أمس، الأحد، عن أن قمة سرية عقدت في مدينة العقبة، في فبراير العام الماضي، بمشاركة نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني، ووزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، واستعرض كيري خلالها مبادرة سلام بين "إسرائيل" والفلسطينيين بموجب حل الدولتين.
ونقلت الصحيفة، اليوم الاثنين، عن الموظف الأمريكي والمصدر الإسرائيلي قولهما إن نتنياهو استعرض خلال القمة خطة مؤلفة من خمس نقاط، تتعلق بخطوات إسرائيلية لصالح مبادرة سلام إقليمية، تقود إلى استئناف المفاوضات بين "إسرائيل" والفلسطينيين، إلى جانب مطالبة بامتيازات لـ"إسرائيل"، لكنها كانت خطة ضد حل الدولتين. وشملت خطة نتنياهو النقاط التالية:
أولا: المصادقة على تنفيذ أعمال بناء مكثفة للفلسطينيين ودفع مشاريع اقتصادية في المنطقة "ج" في الضفة الغربية، ودفع مشاريع بنى تحتية في قطاع غزة وتوثيق التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، بما في ذلك المصادقة على إدخال أسلحة ضرورية إلى أجهزة السلطة.
ثانيا: نشر حكومة "إسرائيل" بيان إيجابي تجاه مبادرة السلام العربية، والتعبير عن استعدادها لإجراء مفاوضات مع الدول العربية حول بنودها.
ثالثا: تأييد ومشاركة فعالة من جانب الدول العربية في مبادرة سلام إقليمية، تشمل حضور ممثلين كبار عن السعودية والإمارات ودول سنية أخرى إلى قمة علنية بمشاركة نتنياهو.
رابعا: اعتراف أمريكي فعلي بالبناء في الكتل الاستيطانية الكبرى، التي لم يرسم نتنياهو حدودها بشكل واضح، مقابل تجميد البناء في المستوطنات الواقعة خارج الكتل الاستيطانية.
وتحدث نتنياهو عن التوصل إلى تفاهمات صامتة وغير رسمية حول الاعتراف بالبناء في الكتل وتجميده خارجها.
خامسا: الحصول على ضمانات من إدارة أوباما من أجل لجم خطوات ضد "إسرائيل" في مؤسسات الأمم المتحدة واستخدام الفيتو الأميركي ضد قرارات تتعلق بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني في مجلس الأمن الدولي.
وكان نتنياهو أكد خلال اجتماع وزراء حزب الليكود، أمس، انعقاد القمة السرية في العقبة، قبل عام، وقال إنه هو الذي بادر إليها وليس كيري. لكن نتنياهو لم يطلع وزرائه ولا المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) على هذه القمة.
وقال رئيس المعارضة وكتلة "المعسكر الصهيوني"، يتسحاق هرتسوغ، للقناة العاشرة العبرية، أمس، إن كيري هو الذي بادر إلى القمة السرية وليس نتنياهو. رغم ذلك، قال المصدر الإسرائيلي إنه على الرغم من أن كيري بادر للقمة لكن كان دور فعال لنتنياهو في عقدها.
لكن المصدر الإسرائيلي أوضح أن أحد الأسباب التي جعلت نتنياهو يريد عقد القمة هو أنه أراد أن يستعرض بشكل شخصي أمام الملك الأردني والرئيس المصري مبادرة منافسة لمبادرة كيري والتأكد من أن وزير الخارجية الأميركي لا ينفذ خطوة خاطفة.
وشدد المصدر نفسه على أن "نتنياهو لم يكن يريد أن يكون ملحقا بكيري وبالأساس لم يكن يريد مبادئه" التي استعرضها بمبادرته التي استندت إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.
وأضاف المصدر أن "نتنياهو لم يعتمد على كيري وتخوف من إفساد الخطوة الإقليمية. ونتنياهو أراد مبادرة إقليمية يقودها سوية مع زعيمي الأردن ومصر وإدخال الإدارة الأمريكية وكيري شخصيا في مرحلة متأخرة وكلاعب ثانوي".
وبحسب المصدر الإسرائيلي، فإن "العرب لم يتحمسوا من مبادرة كيري، رغم أن وزير الخارجية الأمريكي ادعى مرة تلو الأخرى أن جميع الدول العربية وافقت على مبادرته".
وقال هرتسوغ للقناة العاشرة إنه دخل في مفاوضات مكثفة مع نتنياهو، في مارس الماضي، حول تشكيل حكومة وحدة بعد أن رأى أن ثمة فرصة لتسوية الصراع في أعقاب القمة، وتحدثا خلال هذه المفاوضات عن تجميد البناء خارج الكتل الاستيطانية.
وتابع هرتسوغ "لكن نتنياهو أدخل الوزير ياريف ليفين إلى المفاوضات، وهذا تحدث كثيرا وشرح لنتنياهو استحالة التحدث عن الكتل الاستيطانية فقط في الليكود. وبعد ذلك أقنعه ليفين بالتراجع عن فكرة ملحق سياسي كان يفترض استعراضه في الكنيست.
ونتنياهو أوضح لي أن هذا كان سيفكك الليكود. كان بإمكاننا أن نغير الشرق الأوسط، لكن نتنياهو هرب".