في حوار مع "مصر العربية"
بالفيديو| سياسي فلسطيني يكشف أسرار وثيقة حماس الجديدة
أكد الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون أن حركة حماس في وثيقتها الجديدة لن تبدل ثوابتها السياسية المتعلقة بالمقاومة، والتعامل مع الاحتلال، مشيراً إلى أن التغيرات التي مرت بها الحركة منذ نشأتها عام 1987 تحتم عليها تغيير آلية التعامل، مع الحفاظ على أيديولوجياتها وأفكارها.
وأضاف المدهون في حوار لـ "مصر العربية" أن القاهرة تلعب دورا محورياً في الفترة القادمة مع حركة حماس، سواء كان ذلك يتعلق بدولة الاحتلال أو العلاقات الداخلية الفلسطينية.
وإلى نص الحوار..
تقوم حركة حماس حالياً ببلورة وثيقة سياسية جديدة.. هل هذه الوثيقة بديلة عن ميثاق الحركة القديم؟
إن ما يدور عن الوثيقة التي تريد أن تصدرها حركة حماس، هي مجرد تكهنات، حتى الآن لم يصدر أي قرار رسمي بخصوص الوثيقة الجديدة، لكن باعتقادي أن حركة حماس قادرة على صياغة آراء سياسية، وتوثيق بنود سياسية توضح فيها مواقفها، وهي متمسكة بأصالتها، ومواقفها، وهي في نفس الوقت متطورة مع المتغيرات الواقعية والسياسية.
وماذا عن المقاومة في الوثيقة الجديدة؟
لا أعتقد أن أي وثيقة سياسية ستتخلى فيها حركة حماس عن موقفها الثابتة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، مثل الاعتراف بإسرائيل، ونبذ العنف والإرهاب وتسليم السلاح، والتخلي عن المقاومة الفلسطينية، أو القبول فقط بأراضي عام 67، هذا باعتقادي لن يكون واردا، ولن يكون هذا توجه حركة حماس وإن كانت اعترفت بدولة على أراضي 67 لكن دون الاعتراف بالحدود، أو الاعتراف بإسرائيل، حماس لن تحرم الأجيال القادمة في حقها في الأرض , اعتقد أن أي وثيقة تصدر من جديد لن تكون بديلة عن ميثاق الحركة القديم التي صدر عام 1987.
ماذا عن طبيعة تلك الوثيقة ؟
الوثيقة الجديدة هي سياسية ليست أيدلوجية ثابتة، الوثيقة لن تشير إلي الأمور الفكرية للحركة، حركة حماس قادرة على أن يكون لها خطاب واقعي، وأيضاً بما لديها أفكار، واستراتيجيات،اتجاه القضية الفلسطينية.
حركة حماس قالت أكثر من مرة على أنها حركة تحرر وطني مختصة بالمقاومة الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة ليس لها علاقة بالتنظيمات خارج فلسطين، وإن صدرت هذه الوثيقة ستكون توضيحية للجوانب السياسية خصوصا أن حركة حماس أصبحت لاعب أساسي في القضية الفلسطينية.
هل من الممكن أن تغير حركة حماس من نظرتها لدولة الاحتلال وطريقة التعامل معه؟
حركة حماس ترى الاحتلال الصهيوني عدو يجب محاربته ودحره من الأرضي الفلسطينية، وعلى الجميع مساعدة الشعب الفلسطيني في إزالة هذا الاحتلال، وأنا اعتقد أن حركة حماس، لن تعترف بوجود الاحتلال على الأرض الفلسطينية، فلسطين هي ملك للفلسطينيين ، ومن حق الشعب الفلسطيني مقاومة الاحتلال بكل السبل من أجل تحرير فلسطين.
ما الدوافع التي جعلت حركة حماس تعيد صياغة برنامجها السياسي ؟
أعتقد أن طبيعة السياسة تحتاج لتغيير، وحركة حماس معنية بتوضيح موقفها في بعض القضايا، الميثاق الذي صدر عن الحركة صدر في عام 1987، الآن وضع الحركة مختلف لأن لها علاقاتها مع العالم الخارجي، وأيضا اليوم لها سلطة في غزة، لذلك هي تريد أن يكون الجميع معها الحركة الآن تريد أن يكون لها صيغة سياسية مقبولة، وهي تريد أن توضح سياستها أمام الرأي العالمي، بحيث تكون مقبولة عالميًا.
كيف ترى علاقة حماس بالقاهرة؟
حركة حماس تريد أن تتعاون مع القاهرة ، وهي مستعدة على أن تتعاون مع النظام المصري، هي تعرف أنه لا غنى عن الدور المصري على جميع الأصعدة، سواء على صعيد المصالحة، أو على صعيد القضية الفلسطينية، القاهرة هي التي تستطيع أن تتعامل مع إسرائيل، وأيضا هي التي تتعامل مع ملف تبادل الأسرى، وهي التي أبرمت صفقة وفاء الأحرار، وهي التي تستطيع رفع الحصار عن قطاع غزة، وأن تعامل القاهرة سوف يمنح الحركة قفزة في التعامل الدولي.
في ظل الوثيقة السياسية الجديدة..كيف ستبدو علاقة الحركة بالمحيط الإقليمي؟
حركة حماس تريد توسيع علاقتها الإقليمية، سواء القريبة منها أو البعيدة، وفي مقدمة هذه الدول القاهرة، كما تسعى الحركية لتوطيد علاقتها مع دول الخليج، وأيضاً إيران وروسيا، وذلك لحشد أكبر عدد من المؤيدين لمواقفها السياسية.
كيف ينظر الميثاق السياسي الجديد لحركة حماس للأقليات والطوائف خاصة المسيحيين؟
حركة حماس سوف تتعامل مع الأقليات في فلسطين بشكل عام وفي غزة بشكل خاص بحرية، وهي تريد التعامل مع المسيحيين بنفس المعاملة، وأيضًا لهم حق المواطنة الكاملة، لهم حرية العبادة ، أيضاً حركة حماس لها علاقة قوية مع المسحيين، وأقول أن المسلمين والمسحيين متحدين من أجل تحرير فلسطين.