يقبعون في سجون الاحتلال
بالفيديو| باسل الأعرج ورفاقه.. شهيد و5 معتقلين تحاكمهم السلطة الفلسطينية
غضب عارم، وهتافات ساخطة غير مسبوقة تندد بالسلطة وأجهزتها الأمنية والقضائية.. غليان يجتاح الشارع الفلسطيني عقب محاكمة الشهيد باسل الأعرج بعد استشهاده، وخمسة من رفاقه الذين يقبعون داخل سجون الاحتلال من قبل السلطة الفلسطينية بتهم حيازة السلاح.
الفصائل الفلسطينية وصفت محاكمة الشهيد الأعرج من قبل القضاء الفلسطيني بالعار، والانحدار الوطني الخطير ، والشارع الفلسطيني أعرب عن غضبه في اعتصامات ومسيرات استخدمت فيها الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية القوة لتفريقها مما فاقم الموقف.
ومع تصاعد حدة التوترات حاول الرئيس الفلسطيني محمود عباس تهدئة الوضع عن طريق تشكيل لجنة تحقيق في استخدام القوة المفرطة بحق المشاركين والتي طالت صحفيين وسياسيين.
فالمشهد المتوتر الذي أعقب محاكمة الشهيد الأعرج شهد على الأرض مسيرات في مدينة رام الله عرين السلطة الفلسطينية، لم تشهدها من قبل ، ورفع المشاركون شعارات غير مسبوقة.
وشهد دوار المنارة في مدينة رام الله أكبر مظاهرة شعبية لم تشهدها منذ سنوات تنديداً بممارسات الأجهزة الأمنية ضد المعتصمين والإعلاميين والصحفيين الرافضة لمحاكمة الشهيد باسل الأعرج.
ورفع المشاركون في تلك المسيرات شعارات تطالب بإسقاط الرئيس والحكومة ومحاسبة مرتكبي الاعتداءات، وضد التنسيق الأمني.
" مصر العربية " ترصد في هذا التقرير حالة الغضب والغليان من قبل الفصائل والشارع الفلسطيني، ومدى تأثير هذه الأزمة على السلطة الفلسطينية.
انحدار وطني
حركة "حماس" قالت بدورها ، إن محاكمة السلطة الفلسطينية، للشهيد البطل باسل الأعرج ورفاقه الخمسة الأسرى في سجون الاحتلال وصمة عار في جبين السلطة ، وتأكيد على مدى الانحدار الوطني والأخلاقي الذي وصلت إليه.
كما أدانت حركة الجهاد الإسلامي بشدة التطورات في قضية محاكمة الشهيد الأعرج ما أعقبها من تصعيد من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية واصفة ما حدث بالخطير داعية في الوقت ذاته لوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال .
حقد على السلطة
بدوره قال الناشط الفلسطيني أيمن شرارة إن: "ما حدث من قبل السلطة هو فعل خارج عن الحس الوطني يجب على السلطة حماية الأسرى، ورعاية أسر الشهداء ليس الاعتداء عليهم ويجب على القضاء الفلسطيني مراجعة هذا القرار التي يولد الحقد على السلطة ".
وتابع لـ "مصر العربية": نطالب الرئيس أن يحاكم أصحاب القرار ويجب عليهم مراجعة هذا القرار وكان واجب على السلطة تمجيد الشهداء والأسرى بلامس تم الاعتداء على والد الشهيد باسل الأعرج هذا مستهجن نطالب السلطة بالعدول عن قراراتها
ومن جانبه قال الناشط السياسي الفلسطيني ماجد الشرافي لـ" مصر العربية ": أطالب السلطة بوقف التنسيق مع الاحتلال ، وعدم الاعتداء على المناضلين ، والأسرى في سجون الاحتلال، بل يجب على السلطة توفير الحماية لهم".
وأكد الشرافي أن الاعتداء على أهالي الأسرى والشهداء خاصة أهالي الشهيد باسل الأعرج، تجاوز كل الخطوط الحمراء ويعتبر هذا اعتداء على المقاومة على السلطة أن تتراجع ".
تنسيق أمني
أما المواطنة جميلة أبو ظاهر والتي بدت غاضبة على هذا الحدث الخطير فقالت :" إن هؤلاء الشهداء، والأسرى يدافعون عن حقوق شرعية للشعب الفلسطيني، ويجب علينا حمايتهم ليس الاعتداء عليهم، ويجب قطع كل يد تتعدي على هؤلاء الأبطال، هؤلاء يدافعون عن قضية عادلة هي قضية الشعب الفلسطيني".
ومن جانبه قال الشاب نادر الكحلوت إن الاعتداء على الشهيد باسل الأعرج ، والأسرى هو جريمة كبرى في حق الأسرى والشهداء ، للأسف السلطة تقوم بمحاكمة الأسرى في سجون الاحتلال ، والشهداء ونحن نعتبر هذا تنسيق أمني مع الاحتلال ويجب على السلطة وقف كل تلك الإجراءات.
اعتقال الشهيد
وكانت الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقلت الشهيد باسل الأعرج ورفاقه الخمسة في سجونها مدة ستة أشهر بتهم حيازة السلاح، قبل أن تضطر للإفراج عنهم بعد خوضهم الإضراب عن الطعام لتسعة أيام وسط احتجاجات وضغط شعبي كبير.
ثم أقدم الاحتلال الإسرائيلي على اعتقال الخمسة من أعضاء المجموعة الذين كانوا محتجزين لدى السلطة الفلسطينية تدريجيًا، باستثناء باسل الأعرج الذي لم يتمكنوا من اعتقاله، وتمت مداهمة منزله بقرية الولجة شمالي بيت لحم مرات عديدة دون الظفر به.
واستشهد الشهيد باسل الأعرج في السادس من مارس من هذا الشهر، في اشتباك مسلح بمدينة رام الله، بعد أن داهمت الشقة التي تحصن فيها قوة خاصة إسرائيلية ، لتنهي ستة شهور من المطاردة، والتي بدأت عقب الإفراج عنه من سجون السلطة الفلسطينية.