المغرب.. بنكيران يطالب بتخفيف الحراسة حول منزله

كشفت مصادر مغربية مطلعة النقاب عن عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بعد 24 ساعة، عن إزاحته من منصب رئيس الحكومة المكلف، اتصل بإدارة الأمن مطالبا بتخفيف الحراسة عن بيته.

 

ونشرت وكالة “قدس برس” للأخبار أن مصدر مقرب من رئيس الحكومة قال : "إن بنكيران طلب من إدارة الأمن تخفيض عدد رجال الأمن المكلفين بحراسته ومصاحبته أينما حل وارتحل، على اعتبار انه لم يعد رئيسا مكلفا بتشكيل الحكومة".

وأفاد أنه حاليا مجرد رئيس حكومة تصريف الأعمال، واستعدادا للرجوع إلى الحياة العادية، التي كان يعيشها قبل أن يعين رئيسا للحكومة سنة 2011.

يذكر أن بنكيران لم يغادر بيته إلى فيلا رئيس الحكومة، وظل يسكن في "حي الليمون" وسط مدينة الرباط في بيت زوجته نبيلة بنكيران.

وفي لندن أكد الصحفي والمحلل السياسي المغربي محمد الفنيش، أن المهم في المغرب اليوم، ليس الحديث عن أمن عبد الاله بنكيران من عدمه، بقدر ما يتعلق الأمر بحماية أمن الدستور والديمقراطية في المغرب.

وقال الفنيش: "السؤال الأهم: إذا تشبث رئيس الحكومة المعين القادم بذات شروط العدالة والتنمية السابقة، فهل سننتظر 5 أشهر أخرى لتشكيل الحكومة؟".

وأعرب الفنيش عن أمله في أن يسموا الجميع فوق الحسابات السياسية والمصلحية العابرة، وأن يتم احترام الدستور ومراعاة مصالح الشعب المغربي ومعالجة التحديات والصعاب الراهنة بدل المعارك على مغانم زائلة"، على حد تعبيره.

وكان الديوان الملكي قد أصدر مساء أول أمس الأربعاء بلاغا أعفى بموجبه بنكيران من مهمة تشكيل الحكومة، والتوجه لاختيار شخصية أخرى من "حزب العدالة والتنمية".

وقد أعلنت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، في ختام اجتماع لها مساء أمس الخميس، أنها ستتفاعل إيجابيا مع بلاغ الديوان الملكي، وأن المجلس الوطني للحزب سيجتمع غداً السبت لأجل ذلك.

ودخلت مشاورات تشكيل الحكومة المغربية نفقا مسدودا، عقب تشبث حزبي التجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية " مشاركان في الحكومة المغربية المنتهية ولايتها "، بمشاركة الاتحاد الإشتراكي "يساري"، وهو ما رفضه رئيس الحكومة المكلف عبد الإله بنكيران.

وأصر بنكيران على الاقتصار على الأحزاب الأربعة التي كانت تشكل الحكومة المنتهية ولايتها، وهي العدالة والتنمية " 125 مقعدا في مجلس النواب بالانتخابات الأخيرة من أصل395 "، والتجمع الوطني للأحرار " 37 مقعدا"، والحركة الشعبية "27 مقعدا"، والتقدم والاشتراكية "12مقعد"، وبإمكان الأربعة تغطية العدد المطلوب لتشكيل "198 مقعداً"، إضافة إلى حزب الاتحاد الدستوري "19 مقعدا" بعدما شكل هذا الأخير تحالفا في مجلس النواب مع التجمع الوطني للأحرار.

وكان بنكيران صرح في 18 من الشهر الماضي أنه ينتظر عودة الملك محمد السادس من جولته التي قادته إلى عدد من الدول الإفريقية، منذ 16 من الشهر الماضي، ليطلب لقاءه لإخباره بمصير تشكيل الحكومة.

وأنهى الملك محمد السادس، الثلاثاء الماضي، جولته لهذه الدول الإفريقية.

وعيّن العاهل المغربي الملك محمد السادس، في 10 أكتوبر الماضي، بنكيران، رئيسا للحكومة، وكلفه بتشكيل حكومة جديدة، عقب تصدر حزبه الانتخابات البرلمانية التي جرت في 7 من الشهر ذاته.

ولا ينص الدستور المغربي صراحة على ما يتم إجراؤه في حال فشل الحزب الفائز في تشكيل الحكومة، كذلك لم يحدد مهلة زمنية معينة لتشكيلها من الشخص المكلف بذلك.