المئات يواصلون الفرار من مناطق سيطرة «داعش» شمالي العراق
كشف مصدران أمنيان عراقيان أنَّ مئات المدنيين تمكَّنوا اليوم الخميس من الفرار من مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة "داعش" شمالي العراق، ووصلوا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة العراقية.
وقال النقيب في قوات البيشمركة التابعة للإقليم الكردي في شمال العراق كامران محمود، في تصريحاتٍ لـ"الأناضول"، إنَّ قوات البيشمركة استقبلت اليوم، 200 مدني فرُّوا من قضاء الحويجة، الذي لا يزال تحت سيطرة تنظيم "الدولة" على بعد 55 كيلو مترًا جنوب غربي محافظة كركوك.
وأضاف أنَّ معظم هؤلاء النازحين من النساء والأطفال وكبار السن، لافتًا إلى أنَّ القوات الكردية نقلت النازحين إلى مخيمات في محيط مدينة كركوك.
وأشار إلى أنَّ المدنيين يفرون يوميًّا تقريبًا من الحويجة باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة البيشمركة، حيث تقوم "الأخيرة" بتدقيق أسمائهم خوفًا من تسلل مسلحي تنظيم "الدولة" بينهم.
ولايزال التنظيم يسيطر على جيب كبير جنوب غربي محافظة كركوك ويضم قضاء الحويجة وناحيتي الرياض والزاب، في حين تحكم قوات البيشمركة قبضتها على بقية أجزاء المحافظة منذ فرار قوات الجيش العراقي أمام اجتياح مسلحي التنظيم لشمالي وغربي البلاد صيف عام 2014.
وتفيد تقارير بأنَّ المدنيين يعيشون ظروفًا إنسانية صعبة نتيجة الحصار شبه الكامل الذي تفرضه القوات العراقية على تلك المناطق، فيما تجري الاستعدادات لبدء حملة عسكرية لطرد مسلحي "داعش" من المنطقة.
وفي الجانب الغربي للموصل حيث تدور معارك عنيفة بين القوات العراقية ومسلحي "داعش" منذ أكثر من شهر، أفاد مصدر عسكري بفرار المئات من المدنيين من الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم.
وقال الملازم أول في قوات الرد السريع التابعة للداخلية سعيد حمود الغانمي بأنَّ نحو 300 عائلة فرَّت اليوم من حيي الآبار والثورة اللذين يسيطر عليهما تنظيم "الدولة" في جنوب غربي الموصل.
وأضاف أنَّ هذه العائلات وصلت بأمان إلى المناطق الخاضعة لسيطرة القوات العراقية في الجانب الغربي للمدينة وجرى نقلهم بعربات عسكرية إلى خارج المدينة تمهيدًا لنقلهم إلى المخيمات.
ووفق مسؤولين عراقيين، فإنَّ نحو 200 ألف مدني نزحوا من الجانب الغربي للموصل من أصل نحو 800 ألف مدني كانوا يقطنون هذا الشطر قبل بدء العمليات العسكرية.
وتتوقع الأمم المتحدة نزوح نحو 400 ألف مدني من الجانب الغربي للموصل، والذي أطلقت القوات العراقية عمليات عسكرية لتحريره من قبضة تنظيم "الدولة" في 19 فبراير الماضي، بعدما أعلنت في 24 يناير الماضي استعادة الجانب الشرقي للمدينة.
وتفيد تقارير لمنظمات محلية ودولية معنية بحقوق الإنسان بأنَّ المدنيين في الشطر الغربي للموصل يعيشون أوضاعًا إنسانية قاسية نتيجة الحصار المفروض على المدينة منذ أشهر وشح الغذاء ومياه الشرب، فضلًا عن غياب شبه تام للخدمات الأساسية الأخرى من قبيل الكهرباء والصحة.