سوريون عن القمة العربية: فيها إثم ومنافع

كتب:

فى: العرب والعالم

15:25 30 مارس 2017

لم يحضر من سوريا في القمة العربية إلا العلم، فغاب كالعادة الممثل عن الدولة منذ اندلاع الأزمة وكذلك غابت طرح حلول عملية للحرب الطاحنة منذ 6 سنوات كاملة، ما جعل السوريون ينتقدون أعمال القمة العربية الـ28 التي جاءت مخيبة للآمال بالنسبة لهم ، وإن كانوا يتوقعون ذلك من قبل أن تنطلق.

 

القمة اكتفت بتأكيد المؤكد، والمعلوم بالضرورة، بحسب السوريين، وهو إدانة النظام السوري في هجومه "الوحشي" على حلب، بجانب دعوة الأطراف إلى ضرورة الدخول في عملية إعادة السلم والأمن في سوريا وإنهاء الاقتتال الداخلي، كما جاء على لسان الرئيس الموريتاني، في كلمته قبل تسليم رئاسة القمة للعاهل الأردني.

 

واتفق الحضور على الحل السياسي في سوريا، واعتبره الرئيس عبدالفتاح السيسي السبيل الوحيد القادر على تحقيق الطموحات المشروعة للشعب السوري واستعادة وحدة سوريا وسلامتها الاقليمية والحفاظ على مؤسساتها الوطنية والقضاء على خطر الإرهاب والمنظمات المتطرفة وتوفير الظروف المواتية لإعادة إعمارها وبناءها من جديد.

 

سـيادة سـوريا ووحـدة أراضـيها واستقرارها وسلامتها الإقليمية، كلها كانت خطوط حمراء لدى الزعماء العرب، معتبرين أن تطلعات الشعب السوري تتحقق بما ورد في بيان جنيف 1 بتاريخ 30 يونيو 2012، وقرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015 الذي يقضي برفع الحصار عن المناطق المحاصرة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والإفراج عن المعتقلين.

 

وانصب الثناء على  استئناف مفاوضات جنيف التي كانت الجولة الرابعة منها نهاية فبراير الماضي والخامسة بدأت منذ أيام وترعاها تحت الأمم المتحدة، وإن كان هناك بعض التخوف من خرق اتفاق وقف إطلاق النار، حيث تشهد مناطق في دمشق وحماه اشتباكات عنيفة بين المعارضة وقوات النظام بغطاء جوي من روسيا.


 

مهند الكاطع المحلل السياسي السوري قال إن القمة العربية منذ سنوات طويلة لم تعد تحظى بثقة الشارع العربي عموماً، والمواطن السوري بشكل خاص الذي يشعر بأنّ الدول العربية خذلته، ولَم تستشعر الخطر الذي يترتب على الانكفاء عن الساحة السورية وتركها عرضة للتدخل الخارجي الإقليمي والدولي.

 

المصري أكثر وضوحا

 

وتابع في حديثه لـ"مصر العربية":" لم تخرج مواقف الدول العربية من السياق العام المعلن عن دعمها لمخرجات جنيف ١ والقرارات الأممية بهذا الخصوص، وربما الموقف المصري جاء الأكثر وضوحاً في الدعوة لموقف موحد و واضح بالرفض القاطع  لأي تدخل في شؤون الدول العربية أو السعي للهيمنة المذهبية وفرض مناطق نفوذ داخل الدول العربية مشددة أن ذلك سيواجه بموقف عربي صارم".

 

 ورأى الكاطع في ذلك تلميحاً لإيران بالدرجة الاولى، ومحاولة لتقريب المواقف العربية التي يبدو أن معظمها متفق على رفض التدخل الإيراني في الدول العربية، الأمر الذي عبر عنه الأمين العام لجامعة الدول العربية الذي شدد على مسألة رفض توظيف الطائفية و المذهبية لتحقيق أهداف تتناقض مع المصالح العربية، ولَم ينس الإشارة لمحاولات إسرائيل الاستيطانية لتهويد المنطقة.
 

وعلق المحلل السوري مدى نجاح القمة العربية على التضامن العربي الحقيقي وإمكانية تحقيق توافق عربي على مجمل القضايا المصيرية وتشكيل لوبي ضغط عربي حقيقي في المجال الدولي.
 

الفرقة 

 

من جانبه رأى ميسرة بكور رئيس مركز الجمهورية للدراسات السوري أنه لا جديد في قمة البحر الميت، بما يتعلق بالملف السوري، معتبرها مجرد خطب إنشائية عن ضرورة الحل"السياسي" واحتفظ كل محور بموقفة.

 

ترحيل الملف السوري

 

وواصل حديثه لـ"مصر العربية":” يمكننا أن نلحظ ترحيل الملف السوري إلى الملف الثالث أو الرابع ، بسبب تزاحم الملفات، وعودة القضية الفلسطينية إلى وجهة الأحداث مع تأكيد معظم الزعماء على أن عاصمة فلسطين هي القدس الشرقية وهذا تنازل عن حتمية القدس العربية "كاملة.
 

ورأى أن أهم ما قيل بخصوص الملف السوري كان من أمير قطر تميم بن حمد، معتبره وضع النقاط على الحروف وحدد المفاهيم بدقة، وتوجه بتحية للشعب السوري "الصامد" ونحن من هنا نبادلة التحية والتقدير، ولم يستخدم كلمات مطاطة وحدد المجرم والجريمة التي ترتكب بحق الشعب السوري.

 

ثبات الموقف السعودي

 

وكذلك فعل خادم الحرمين الشريفين بحسب بكور عندما أشار بكل وضوح وثقل إلى مايحدث بسوريا وتأكيده ما التزمت به السعودية من قبل وهو الحل السياسي على أساس بيان جنيف واحد وقرار مجلس الامن الدولي رقم 2254، وهو ما يفسر إلى أن المملكة لم تغير أو تبدل في خطها وهي ماضية في دعم الشعب السوري في ثورته.
 

ويعتقد أن عمان حاولت تدوير الزواية بين المحاور العربية في ما يتعلق بالقضية السورية، رغم تأكيد كل المتحدثين في الملف السوري ضرورة انها إنهاء الوضع القائم في سوريا، إلا أن التباينات بين الأقطار العربية واسعة في ما يتعلق بالحل ورؤيتها.

 

وواصل مدير مركز الجمهورية للدراسات:" كان مهم بالنسبة إلينا عدم توجيه دعوة لتنظيم بشار الأسد لحضور قمة البحر الميت، بعدما أثير من جدل، ونحن كسوريين لابد لنا أن نشكر الأردن على ذلك، رغم أنه يحزننا بقاء علم بشار الأسد يرفع في اجتماعات الجامعة العربية ومقراتها الرسمية برغم أن الشعب السوري لايتفق عليه”.
 

من جانبه قال الدكتور عيسى حداد المؤرخ السوري أن القمم العربية ذهبت أدراج الرياح بغياب قادة العرب مثل جمال عبدا الناصر وصدام حسين وحتى الملك فيصل، متابعا:" لو كان لدى البقية خير ومروءة لما وصلنا إلى الحضيض"

 

أقوال دون أفعال

 

ورأى في حديثه لـ"مصر العربية" أن الزعماء العرب حتى لو خرجوا بأشياء مهمة لن ينفذوها، مكملا:” أراهن على الشعوب لعلها تستفيق"

 

ووصف القمة العربية بمثل سوري:" دق المية دق المية ما بتندق" مردفا:” قمة تلو قمة بلا فائدة منذ رحيل عبدالناصر".

اعلان