"يونيسف" تحذر من توقف تعليم أكثر من 4 ملايين طفل يمني
حذرت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" في اليمن، مريتشل ريلانيو، اليوم الأربعاء، من أن العملية التعليمية لما يزيد عن 4 ملايين طفل يمني باتت على المحك؛ بسبب توقف دفع رواتب المعلمين في 13 من أصل 22 محافظة يمنية.
وفي مؤتمر صحفي بمقر المنظمة في العاصمة صنعاء، أضافت المسؤولة الأممية أن هؤلاء الأطفال "يتلقون تعليما أقل أو لا يحصلون على أن تعليم مطلقا، ما يعني أنهم لن يكونوا قادرين على إتمام المنهج لهذا العام الدراسي".
وأوضحت أن المحافظات التي توقفت فيها رواتب المعلمين هي: إب (وسط)، أمانة العاصمة (صنعاء- شمال)، ومحافظة صنعاء (شمال)، وعمران (شمال)، وصعدة (شمال)، والجوف (شمال)، والمحويت (شمال غرب)، وحجة (شمال غرب)، والبيضاء (وسط)، وذمار (وسط)، وريمة (غرب)، والحديدة (غرب)، وتعز (جنوب غرب).
وأغلب هذه المحافظات خاضعة لسيطرة مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحلفائهم من قوات الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، بينما تدور في محافظات تعز والجوف والبيضاء معارك بين هؤلاء المسلحين، المتهمين بلتقي دعم إيراني، من جهة وبين القوات الحكومة والمقاومة الشعبية، مدعومة من تحالف عربي تقوده الجارة السعودية، من جهة أخرى.
ومضت ريلانيو قائلة إن "166,443 معلم ومعلمة في الـ13 محافظة، أي قرابة 73٪ من إجمالي الكادر التعليمي في اليمن، بدون رواتب منذ ستة أشهر (أكتوبر2016- مارس 2017)".
وتوقفت رواتب موظفي الدولة منذ أن نقلت الحكومة الشرعية البنك المركزي من صنعاء إلى مدينة عدن (جنوب- العاصمة المؤقتة)؛ إثر اتهامات للحوثيين باستنزاف الاحتياطي الأجنبي، وتشترط الحكومة أن يسلم الحوثيون إيرادات المحافظات الخاضعة لسيطرتهم حتى توفي هي بالتزاماتها.
وزادت ممثلة "يونيسف" بأن "13,146 مدرسة متضررة، أي حوالي 78٪ من إجمالي مدارس اليمن، والتي تستوعب ما لا يقل عن 4,5 ملیون طالب، أي نحو 78٪ من إجمالي عدد طلاب المدارس في الیمن".
وشددت على أن "توقف دفع رواتب المعلمين والمعلمات والآلاف من التربويين بات يشكل خطرا ليس فقط على العملية التعليمة لملايين الأطفال، ولكن أيضا على جودة التعليم".
وتابعت بقولها: "في العام الدراسي الماضي (2015-2016) كنا نتحدث عن حرمان 350,000 طالب وطالبة من التعليم، لكن في العام الدراسي الحالي فنحن نتحدث عن توقف التعليم لملايين من الأطفال".
وحذرت من أن "الأولاد يصبحون عرضة لخطر التجنيد من قبل الجماعات المسلحة، فيما تصبح الفتيات معرضات لخطر الزواج المبكر، في حال كانوا خارج المدرسة؛ ما يسبب عواقب على المدى البعيد".
ودعت السلطات التعليمية في مختلف مناطق اليمن إلى "العمل معا لإيجاد حل فوري ودفع رواتب جميع المعلمين والمعلمات وموظفي التربية ليتمكن الأطفال من مواصلة تعليمهم".
وشددت على ضرورة "الالتزام غير المشروط من كافة أطراف النزاع والأطراف ذات النفوذ عليهم لدعم تعليم جميع الأطفال في كافة أنحاء اليمن، فهذا فوق كل الاعتبارات السياسية".
وأضافت أنها تعمل مع جميع السلطات التعليمية في عدن وصنعاء (التي يسيطر عليها الحوثيون منذ 21 سبتمبر 2014 ) من أجل "التوصل إلى أفضل الطرق الممكنة للحفاظ على المنظومة التعليمية فاعلة ومتماسكة، حتى لا يفقد أي طفل فرصة الحصول على حقه في التعليم".
وأوضحت ممثلة "يونيسف" أن المنظمة "أعادت تأهيل وترميم 619 مدرسة، وحوالي 500 مدرسة أخرى قيد التنفيذ في 20 محافظة، إضافة إلى تزويد 694,569 طالب وطالبة بمستلزمات التعلم الأساسية والحقائب المدرسية".
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، منذ أكثر من عامين، بحياة قرابة سبعة آلاف شخص، وأصابت ما يزيد عن 35 ألف بجراح، وشردت أكثر من ثلاثة ملايين من أصل حوالي 27.4 مليون نسمة، فضلا عن دمار مادي هائل، وفق الأمم المتحدة، التي حذرت، الشهر الماضي، من أن ثلث محافظات بات شفير المجاعة.