بعد ميل العبادي لأمريكا.. إيران تجهز «فاتح العراق لداعش»

كتب: محمد المشتاوي

فى: العرب والعالم

10:10 17 أبريل 2017

 

«الكارت المحروق» هو مصطلح يستخدم للتعبير عن انتهاء دور شخص معين بعدما ثبت فشله في مهام محددة فيتم التخلص منه، كما هو الشائع إلا في العراق، فالكروت المحروقة لا يبطل مفعولها ليعاد استخدامها كلما اقتضت الحاجة، هذا ما يجسده اقتراب رئيس وزراء السابق ونائب رئيس الجمهورية نوري المالكي من خلافة عمار الحكيم التحالف الوطني - أكبر تجمع سياسي لشيعة العراق-.

 

و يضم  التحالف الوطني كلا من ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي والمجلس الإسلامي الأعلى بزعامة عمار الحكيم و حزب الإصلاح بزعامة الجعفري و التيار الصدري بزعامة السيد مقتدى الصدر ومنظمة بدر بزعامة هادي العامري وحزب الفضيلة وكتلة من المستقلين.

 

بحسب ساسة عراقيين فإن إيران تريد تصدير المالكي لصدارة المشهد العراقي السياسي من جديد كانقلاب على رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي الذي بدا ميله لكفة أمريكا على إيران.

 

تحجيم إيران

 

واختلفت الأمور في عهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب فلم يعد يقبل بالدور الكبير الذي نالته إيران في المنطقة في عهد إدارة باراك أوباما وفي ظل التهديدات المستمرة من أمريكا تجاه إيران، زادت الضغوط الأمريكية على العبادي لتحجيم دور إيران والميليشيات التابعة لها في العراق، وهو ما جاء في لقاء بينهما 21 مارس الماضي في البيت الأبيض.

وسبق العبادي هذا التاريخ بطرح رؤية للعراق ما بعد داعش، وفيه طرح العبادي عزمه سحب الأسلحة من الميليشيات وغالبيتها تتبع إيران بشكل مباشر.

 

"نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، هو الشخصية المرشحة لرئاسة التحالف الوطني بعد السيد  عمار الحكيم، وذلك لأنه يترأس ائتلاف دولة القانون وهي الكتلة الاكبر في التحالف" هذا ما كشفه النائب عن ائتلاف دولة القانون رسول راضي، مفيدا بأن نوري المالكي هو الشخصية المرشحة لرئاسة التحالف الوطني خلفا للحكيم، وذلك بعد الاتفاق خلال الاجتماع الأول للتحالف.

 

سلم ثلث العراق لداعش

 

محاولة إعادة فرض المالكي أثارت حفيظة قطاع كبير من الشيعة قبل السنة، فقد كان سببا في أزمات اقتصادية للعراق وفي عهده سُلم ثلث الدولة لتنظيم داعش، بعد أن قمع تظاهرات السنة السلمية المطالبة بحقوقهم المهدرة واعتقل قيادات التظاهرات وفضه بشكل عنيف وأغلق أي مسار سياسي أمامهم.

وبسبب ذلك ظهر تنظيم داعش الذي كان يسكن الصحاري ليسيطر على الموصل، ثاني أكبر المحافظات العراقية، وست محافظات سنية من دون مقاومة تذكر من قوات المالكي التي فرت واستسلمت أمام عدد قليل من أعضاء داعش تاركين  عتاداً وأسلحة ست فرق عسكرية كاملة و400 مليون دولار.

 

اعتراض التيار الصدري

 

ومن أجل ذلك أعلن التيار الصدري المشارك في التحالف الوطني رفضه الشديد لقيادة المالكي للتحالف معتبرينه المسؤول مسؤولية مباشرة عن الأزمات الحالية التي عصفت بـ العراق فقد جاءت بسببه كما ورد على لسان إبراهيم الجابري، ممثل مقتدى الصدر، في كلمته بتظاهرة للتيار الجمعة الماضية، حيث اتهم المالكي بتسليم محافظات عراقية لداعش.

 

خسارة سوريا

 

 غانم العابد السياسي العراقي قال إن إيران أيقنت بانتهاء نفوذها في سوريا خاصة بعد الأحداث المتتالية في الفترة الأخيرة، لذلك تسعى للحفاظ على هذا النفوذ في العراق وخير من يخدم مشروعها في العراق رجل إيران الأول نوري المالكي، بحد تعبيره.

وأكمل حديثه لـ"مصر العربية" أن إيران تريد سحب البساط من تحت أقدام العبادي لأنه اختار المعسكر الأمريكي المناهض لنفوذ إيران الآن.

 

العامري مرفوض أمريكيا

 

ولفت السياسي العراقي إلى أن إيران فكرت في المالكي لأن بديله هو هادي العامري وزير النقل السابق وقائد ميليشيا الحشد الشعبي وفيلق بدر وطهران تعلم بأن أمريكا لن تقبل به في سدة السلطة مهما حدث.
 

وكشف أن المالكي لن يتوقف على رئاسة التحالف الوطني، وسيسعى للترشح لرئاسة الوزراء فهو يريد العودة للحكم وقبل أيام صرح بأن الشعب العراقي يريده رئيسا للوزراء، مستنكرا:" لا أعلم حقيقة أي شعب يقصده المالكي؟".

 

  الشيخ ثائر البياتي أمين عام "القبائل العربية" في العراق رأى أن إيران تحاول استرداد المالكي  كونه رجلها القوي ولديه من القدرة لإحراق البلد طائفيا، بحد قوله.

 

الميل لكفة واشنطن

 

وأضاف في حديثه لـ"مصر العربية" أن طهران شعرت أن العبادي بدأ يميل لكفة امريكا فأرادت استعادة المالكي الموالي لها بشكل مطلق لضمان استمرار نفوذها وسيطرتها على مركز قيادة القرار بالعراق.

ويعتقد البياتي أن دور المالكي لن يقتصر عند حد قيادة التحالف الوطني بل أنه سيتخطاه للانقلاب على الحكومة الحالية في المستقبل.

 

وعن رفض التيار الصدري لقيادة المالكي للتحالف الوطني، توقع أمين القبائل العربية أن ذلك قد يتسبب في حرب بين الفصائل والأحزاب الشيعية في الفترة المقبلة.

 

وأكد البياتي أن إيران ستسعى لفرض المالكي على العراق من جديد رغم فشله الذريع في الماضي ورفض التيار الصدري.

اعلان