بـ«الموت ولا المذلة».. الأسد يحتضر في «منشية درعا»

كتب: أيمن الأمين

فى: العرب والعالم

12:10 18 أبريل 2017

 

رغم استخدامه الأسلحة المحرمة لحسم معاركه مع المعارضة، إلا أن الواقع العسكري على الأرض غير ذلك، خصوصًا في مدينة درعا التي قهرت أكثر من 80 % من مرتزقته،.. هكذا حال بشار الأسد في مدينة درعا السورية.

 

المعارضة المسلّحة في درعا حققت مؤخرًا تقدماً كبيراً على جبهة المنشيّة الاستراتيجية، في إطار "معركة الموت ولا المذلة"، التي ما زالت مستمرّة منذ أكثر من شهرين، وكبّدت النظام السوري وحلفاءه خسائر كبيرة في المواقع والأرواح والعتاد.

المكتب الإعلامي لغرفة عمليات معركة "البنيان المرصوص" أعلن في بيان له، عن إطلاق مرحلة جديدة من مراحل السيطرة على حي المنشيّة، تحت مسمّى "وبشّر المؤمنين".

 

وأشار المكتب في بيانه، عن سير تطوّرات المعركة، إلى أن "غرفة عمليات البنيان المرصوص تمكّنت من بسط سيطرتها على كتل استراتيجية داخل الحي؛ وهي (المقسم)، الذي يعتبر غرفة تواصل لقطاعات النظام، و(مقر قيادة العقيد فراس)، و(مقر العقيد طلال)، وعلى (حاجز مدرسة معاوية)، و(حاجز مسجد عقبة بن نافع)، ذات الأهمية الاستراتيجية العالية؛ كونها قريبة من مبنى (الإرشادية)، و(حديقة المنشيّة)، التي تعتبر من أهم نقاط الارتكاز لقوات النظام داخل الحي".

 

سيطرة المعارضة

 

وأكد البيان أن فصائل المعارضة باتت تسيطر على ما يقرب من 85% من حي المنشيّة، آخر معاقل مليشيات الأسد في درعا البلد، وأن السيطرة على الحي بشكل كامل باتت قريبة.

"من درعا البلد انطلقت الشرارة الأولى للثورة رافعة هتاف الموت ولا المذلة وبعد مرور سنوات الثورة عاد هذا الهتاف حاملًا لاسم معركة تشرف عليها غرفة البنيان المرصوص وتضم 46 فصيلا ضد نظام الأسد والميلشيات الأجنبية المساندة له، بتلك العبارة تحدث الناشط الإعلامي أحمد المسالمة أحد أهالي مدينة درعا لـ"مصر العربية"، والذي أكّد أن معركة "الموت ولا المذلة" لن تتوقف إلا بطرد كامل قوات الأسد.

 

وأوضح المسالمة لـ"مصر العربية" أن "الموت ولا المذلة" مستمرة حتى تحرير حي المنشية بالكامل،  فالمعركة جاءت ردًا على الخروقات والقصف العنيف المستمر من هذه القوات على المدنيين والتهديدات والمحاولات المستمرة من قوات النظام ومسانديها الاسترجاع معبر درعا الحدودي الملاصق لحي المنشية.

 

"الموت ولا المذلة"

 

وتابع: "أخذت فصائل غرفة البنيان المرصوص على عاتقها تحرير حي المنشية وإنهاء هذه التهديدات لمعبر درعا فأطلقت معركة "الموت ولا المذلة"، قائلا: "اليوم النظام شبه انتهى وجوده، حيث بات يسيطر على أقل من 15 % من حي المنشية بعد معارك ضارية جدًا على مدار الشهرين تمكنت البنيان المرصوص من فرض سيطرتها على أكثر من 85 % من الحي.

 

المعركة كانت تراهن عليها قوات النظام أنها ستنتهي خلال أيام معدودة، الكلام لا يزال على لسان المسالمة، ولكن العمل المنسق عسكريًا وسياسيًا وإنسانيًا وطبيًا وكذلك العمل تحت راية واحدة، جعل من الفصائل الثورية قوة ضاربة اقتلعت الأسد الذي استعان بالإيراني واللبناني والطيران الروسي الذي فشل بوقف زحف الثوار.

وأكد الناشط الإعلامي السوري أن قتلى النظام تجاوز ال200 والجرحى أكثر من ذلك بكثير، كما أن هناك تدمير عشرات الدبابات والمدرعات واغتنام أسلحة كثيرة، يتزامن مع هروب جماعي من أغلب المواقع لقوات النظام من حي المنشية.

 

وبحسب المسالمة فإن الحي (المنشية) قاب قوسين من التحرير والسيطرة عليه، فالمعنويات عالية "المعارضة"تقابل جيش خائف "الأسد"، قائلاً: "أهالي درعا يتوقعون كل شيء من الأسد بعد الخسائر الكبيرة بالأرواح والعتاد والخسائر الكبيرة على الأرض، فمن قصف خان شيخون بالكيماوي يقصف أي مكان آخر بسوريا وكيف وهو يخسر في منطقة تعد رمزا للثورة ومنها انطلقت.

 

تخليص المدنيين

 

ويعتبر التقدم الذي حققه الثوار في حي المنشية حتى اللحظة تقدمًا هامًا واستراتيجيًا، وذلك إذا ما قيس حجم هذا التقدم بحجم التحصينات التي بناها نظام الأسد خلال السنين الماضية، حيث يعتبره نظام الأسد أقوى وأعتى حصونه في مدينة درعا، ويعتبر طرده منه إنجازا وتخليصا للمدنيين من بعض صواريخ الفيل التي كانت تطلقها قوات الأسد.

 

ويعتبر الأخير بقاءه في الحي هامًا جدًا للبقاء قريبا من جمرك درعا القديم، ولإبقاء موطئ قدم له في القسم الجنوبي من مدينة درعا، ويأتي هجوم فصائل "البنيان المرصوص" المعاكس على حي المنشية، ردّاً على خروقات نظام الأسد في مدينة درعا، حيث حاول مرارًا التقدم باتجاه جمرك درعا القديم.

الناشط أبو عدي الحوراني وصف التقدّم بـ "الإنجاز الكبير الذي يحسب لمصلحة الثوار"، مشيراً إلى أن "سيطرة الثوار على حي المنشيّة ستفتح شهيّتهم إلى السيطرة على حي (سجنه)، الواقع إلى الغرب من حي المنشية، وهو ما يعني السيطرة على مساحات شاسعة من مدخل مدينة درعا الغربي والجنوبي، وإنهاء أي وجود لقوات النظام داخل القسم الجنوبي، الذي يفصل أحياء درعا المحطة عن أحياء درعا البلد".

 

وأوضح أن "السيطرة على حي المنشيّة ستبدّد آمال قوات النظام في الوصول إلى (الجمرك القديم) على الحدود السورية - الأردنية، الذي يقع على بعد أقل من 5 كيلومترات عن مدينة الرمثا الأردنية، والذي تسعى قوات النظام للسيطرة عليه منذ العام 2013، إذ يعتبر الشريان الحيوي للمحافظة برمتها".

 

معاقل النظام

 

ولفت إلى أن "سيطرة الثوار على حي المنشيّة ستتيح لهم التقدّم إلى معاقل قوات النظام داخل أحياء درعا المحطة، وتجعل منها منصّة مناسبة لاستهداف تلك المعاقل، التي ستكون في مرمى نيران الثوار مباشرة، ما سيفوّت على قوات النظام استهداف أحياء درعا المحرّرة بالقذائف والصواريخ كما تفعل كل يوم". وفقا للخليج أونلاين.

 

من جهته أكّد الناشط أبو محمد الدرعاوي، عضو تنسيقية درعا، أن "قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها تعيش حالة من التخبّط نتيجة الضربات الموجعة التي تتعرّض لها من قبل الثوار".

 

وأشار في تصريحات صحفية إلى أن "معنويات تلك القوات في أدنى مستوياتها؛ بسبب الخسائر الكبيرة التي مُنيت بها، رغم تفوّقها في العدة والعتاد، والتغطية النارية الجوية التي أمّنها الطيران الحربي الروسي وطيران النظام".

 

وتحدّث أبو محمد الدرعاوي عن حالة من عدم الانسجام تسود بين قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها، تجلّت -بحسب قوله- في تبادل الاتهامات بالتقصير في إدارة المعارك، ووصلت إلى حد التخوين.

وأوضح أن "مليشيا حزب الله أعدمت ضابطاً من قوات النظام ميدانياً في حي المنشيّة؛ بعد أن وجّهت له تهمة الخيانة، على خلفيّة خسائرها لعدد من عناصرها".

 

وبيّن أن "المليشيات تزجّ بمن تبقّى من قوات النظام في الصفوف الأمامية في المعارك مع الثوار، في حين تتراجع هي إلى الصفوف الخلفيّة".

 

يشار إلى أن حي المنشيّة في مدينة درعا يتمتّع بموقع استراتيجي متميّز؛ فهو يطلّ على وادي الزيدي الذي يفصل درعا المحطة، الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، عن درعا البلد، الواقعة تحت سيطرة الفصائل المسلّحة.

 

كما يعيش في الحي أكثر من 25 ألف مواطن، وهو من الأحياء الكبيرة في المدينة، وقد سيطرت عليه قوات النظام منذ العام 2013، وحوّلته إلى قلعة محصّنة، من خلال متاريس وأنفاق شديدة التعقيد.

 

اعلان