خالد بن سلمان.. «الطيار الجرئ» سفيرا للسعودية بواشنطن

كتب: وكالات

فى: العرب والعالم

08:55 25 أبريل 2017

أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أمرا ملكيا السبت عين بموجبه نجله خالد (29 عاما) سفيرا لبلاده في واشنطن، خلفا للأمير عبدالله بن فيصل بن تركي بن عبدالله آل سعود الذي قضى الأمر نفسه بإعفائه من منصبه.

وتعد هذه هي المرة الأولى في تاريخ المملكة التي يصدر فيها ملك سعودي أمرا بتولي أحد أنجاله منصب سفير بلاده في أمريكا، الأمر الذي يعكس ثقة في قدرات نجله من جانب، ومن جانب آخر يبزر رغبة متنامية من المملكة لتعزيز علاقتها بواشنطن خلال عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وبهذا القرار أصبح خالد عاشر سفير سعودي لبلاده في أمريكا، ورابع أمير يتولي هذا المنصب، وأول ابن ملك يشغل منصب سفير السعودية في أمريكا في حياه أبيه، حيث سبق أن تولي هذا المنصب الأمير تركي نجل الملك الراحل فيصل ولكن في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، كما يعد أحد أصغر سفراء المملكة سنا.

**نشأته وتعليمهوخالد، هو الابن التاسع للملك سلمان، وقد وُلد بمدينة الرياض عام ١٩٨٨م، وتلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في مدارس الرياض، وتَخَرّج في الثانوية العامة عام ٢٠٠٦م.

حصل على شهادة البكالوريوس في علوم الطيران من كلية الملك فيصل الجوية بالرياض.

و بعد تخرجه تم ابتعاثه للولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الطيران في قاعدة كولومبوس بولاية مسيسيبي الأمريكية.

وفي مارس ٢٠٠٩ تَخَرّج برتبة ملازم طيار، بعد أن أتم بنجاح برنامج الطيران الحربي من قاعدة كولومبوس.

وحضر حفل تخرجه آنذاك الملك سلمان -وكان وقتها أميرا لمنطقة الرياض- وشقيقه الأمير محمد (ولي ولي العهد الحالي).

وكان للأسرة دور مهم في تكوين الأمير خالد ، يقول الأمير خالد في تصريحات سابقة له عن ظروف انخراطه في العمل العسكري كطيار وموقف والده من هذه الرغبة: "سيدي الوالد ترك لنا، نحن أبناءه، حرية اختيار المجال الذي نرغب في الاتجاه إليه بعد تخرجي وإخوتي من الثانوية العامة، ولم يحاول أن يكون له تأثير علينا في تحديد اختياراتنا".

وتابع: " وأبديت لسموه رغبتي في الدخول إلى كلية الملك فيصل الجوية بعد إتمام الثانوية، فكان خير مشجع ومحفز".

وبين: أن الدافع الرئيسي وراء انخراطه في الخدمة العسكرية عبر القوات الجوية الملكية السعودية، كان أخاه الأكبر الأمير سلطان بن سلمان (الأمير سلطان الابن الثاني للملك سلمان ، هو أول رائد فضاء عربي وأول رائد فضاء مسلم، ويشغل منصب رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ، مؤسس ورئيس مجلس إدارة نادي الطيران السعودي).

وبين أن أخاه شجعه على المضي قدما من خلال اصطحابه في رحلات طيران في بعض أيام الجمع من كل أسبوع في سماء منطقة الثمامة بطائرة «البلايدر".

وتابع : " هذا فضلا عن أن العمل العسكري كان يستهويني منذ الصغر، وزاد تعلقي بالمجال العسكري عندما كنت أشاهد صورا لسيدي الوالد وهو مرتد الزي العسكري قديما."

**الأمير الطيارعقب تخرجه، انضم الأمير خالد إلى القوات الجوية الملكية السعودية، وقد بدأت مسيرته المهنية في الطيران على طائرتي (تيكسان6) و (تي-38) في قاعدة كولومبوس الجوية في ميسيسبي.

ثم بدأ بعد ذلك برنامج طيران على طائرة (إف-15 إس)، وعُيّن ضابط استخباراتٍ تكتيكي إلى جانب مهنته كطيار لطائرة (إف-15 إس) في السرب الثاني والتسعين التابع للجناح الثالث في قاعدة الملك عبدالعزيز في الظهران.

وتدرب الأمير خالد بشكلٍ مُكثف مع الجيش الأمريكي في كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، بما في ذلك التدرب في قاعدة نيليس الجوية في ولاية نيفادا.

وقد تدرب الأمير خالد كطيار مقاتل بإجمالي يقارب 1000 ساعة طيران.

وعندما تولى والده ولاية العهد في يونيو  2012، لم يضعه والده في تصنيف مختلف عن مجموعته ، بل كان من أوائل الطيارين السعوديين الذين شاركوا في الطلعات الجوية ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.

وسبق أن كشفت تقارير - لم تنفها السعودية- أنه شارك في أول ضربة جوية نفذتها السعودية ضد تنظيم داعش في 23 سبتمبر 2014.

أيضا بعد تولي والده حكم المملكة في 23 يناير 2015، كان الأمير خالد من أوائل من شارك في الضربات الجوية ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن التي تقوده السعودية، ونتيجة تلك المشاركات لقبه الإعلام السعودي بـ"الأمير الجرئ".

كما ظهرت العلاقة القوية التي تربطه بشقيقه الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع وولي ولي العهد في الصورة الشهيرة التي تم تدوالها بعد انطلاق عملية عاصفة الحزم في اليمن مارس 2015 ، وظهر في الصورة الأمير خالد، وهو يرتدي زيه العسكري الخاص بالقوات الجوية، بينما يقبل يد شقيقه الأمير محمد.ونظرا لكفاءته في سلاح الجو السعودي، تم تكريم الأمير خالد ، حيث تم منحه نوط درع الجنوب؛ ونوط المعركة؛ ونوط الاتقان؛ ونوط سيف عبد الله.

** الأمن الدولي والحرب الإلكترونية وبالتوازي مع عمل كطيار، ورغبه منه في صقل خبراته، واصل تعليمه في الولايات المتحدة لينال من جامعة هارفارد شهادة (كبار التنفيذيين في الأمن الوطني والدولي)، كما درس الحرب الإلكترونية المتقدمة في باريس.

وبدأ العمل على دراساته العليا في جامعة جورجتاون للحصول على درجة الماجستير في الآداب في تخصص الدراسات الأمنية ولكن تم تعليق دراسته نظرا لمهام عملية مختلفة.

** من الطيارة إلى السفارةوتعرض الأمير خالد لإصابة في ظهره ( لم يتم الكشف عن تفاصيلها وكيفيته)، الأمر الذي أجبره على التوقف عن الطيران، فعمل ضابطا في مكتب وزير الدفاع بعد انتهاء مهام الطيران.

ثم أصبح بعد ذلك مستشارًا مدنيًا رفيع المستوى في وزارة الدفاع السعودية عند انتهاء خدمته العسكرية.

وفي أواخر عام 2016، انتقل الأمير إلى الولايات المتحدة وعمل مستشارا في سفارة المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة، إلى أن صدر أمرا ملكيا السبت بتعيينه سفيرا لدى الولايات المتحدة.

**مهام منتظرةوتعيين الأمير خالد، الطيار في القوات الجوية السعودية، سفيرا للمملكة في واشنطن، يحمل الكثير من الرسائل والدلالات حيث يعكس رغبة متنامية من المملكة لتعزيز علاقتها بواشنطن خلال عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

كما أن الخلفية العسكرية لخالد، الذي سبق أن شارك في مهمات جوية ضد تنظيم داعش ضمن التحالف الدولي ضد التنظيم، وفي الضربات الجوية ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن التي تقوده السعودية، كل هذا ينبئ بدور مرتقب له في تعزيز التعاون الدفاعي والعسكري بين الرياض وواشنطن، إضافة إلى التعاون في جهود مكافحة الإرهاب.

وخصوصا أن التعيين يأتي في وقت تسارع فيه الدولتان الخطى لتطوير العلاقة الاستراتيجية القائمة بينهما، ولا سيما بعد الزيارة الأخيرة لشقيقه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لأمريكا الشهر الماضي.

وسيكون على عاتق السفير الجديد مهمة تعزيزالشراكة بين الرياض وواشنطن على مختلف الأصعدة السياسة والاقتصادية والأمنية والعسكرية، بعد ملامح الفتور التي شهدته خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما، والتحليق بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب.

اعلان