أزمة مسلحة في ليبيا تهدد بنسف «التوافق»
بعد تزايد الأنباء بشأن إمكانية عقد لقاء آخر يجمع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، المدعومة من الأمم المتحدة، والقائد العسكري خليفة حفتر لمناقشة نتائج مشاورات اللقاء الماضي في أبو ظبي، تعالت أصوات الميليشيات والتيارات الرافضة في غرب البلاد للوفاق.
ونقلت "العربية نت"، اليوم الجمعة، عن مصادر ليبية أنَّ لقاءً كان من المزمع عقده بين السراج وحفتر في العاصمة المصرية تمَّ إلغاؤه، بعد قيام مجموعات مسلحة بنشر مقاتليها وآلياتها وسط طرابلس خلال اليومين الماضيين.
وعلى خلفية تصريحات لوزير الخارجية المفوض في حكومة الوفاق محمد سيالة في الجزائر اعتبر فيها أنَّ حفتر قائد للجيش لا غبار عليه، طالب عددٌ من القيادات السياسية بطرابلس ومصراته بضرورة إقالة سيالة من منصبه.
ودعا عبد الرحمن السويحلي رئيس المجلس الأعلى للدولة بإقالة سيالة، في بيان له، أمس الأول الأربعاء، معتبرًا أنَّه فاقد للمصداقية التي تمكنه من الاستمرار في منصبه.
من جانبه، اعتبر التجمع السياسي لمدينة مصراتة أنَّ تصريحات سيالة نسْف العملية السلمية وسترجع البلاد إلى المربع الأول وإدخال البلاد في أتون حرب أهلية تأتي على الأخضر واليابس".
في الأثناء، عاد المؤتمر الوطني العام السابق إلى الواجهة مجدَّدًا من خلال بيان تناقلته وسائل إعلام محلية ليبية يدعو فيه رئيسه نوري أبو سهمين القوات الموالية لحكومة الإنقاذ التابعة له بالتحرُّك من أجل استعادة السيطرة على مقراتها السابقة في طرابلس، بالتوازي مع إطلاق نار كثيف لأسلحة ثقيلة ومتوسطة سمع في كل أرجاء العاصمة الليلة قبل الماضية، عندما اقتربت كتائب موالية لحكومة الإنقاذ بشرق وجنوب العاصمة من حي الهضبة وأبوسليم.
وبحسب مراقبين للشأن الليبي، فإنَّ الحراك السياسي والعسكري بغرب البلاد يسعى بشكل واضح إلى إفشال إمكانية التقارب بين السراج وحفتر، ووجد في تصريحات سيالة الواضحة حول بقاء حفتر على رأس المؤسسة العسكرية سبيلًا للتصعيد ضد العملية التي تسعى دول جوار إلى التكتم على نتائجها من أجل الترتيب لها بشكل محكم ومحاولة فرضها من خلال أطراف دولية مؤثرة وداعمة للمناوئين لمؤسسة الجيش بغرب البلاد.