اليوم الرابع من قطع العلاقات مع قطر

في معركة الصحف الخليجية.. تركيا تحت القصف

كتب: وائل مجدي

فى: العرب والعالم

12:47 08 يونيو 2017

لليوم الرابع على التوالي من قرار قطع العلاقات من قِبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر مع قطر، لازالت معارك الآلة الإعلامية الخليجية مستمرّة.

واستمرت الصحف السعودية والإماراتية والبحرينية في هجومها الشرس على الدوحة، فيما صعدت الصحف القطرية من هجومها على الخليج، ملوحة بالعديد من الأوراق التي تمتلكها، أبرزها الغاز الطبيعي.


الهجوم الخليجي على قطر وسع ليشمل تركيا، بعد قرار إرسال جنود أتراك إلى الدوحة، في خطوة اعتبروها دعمًا من الحكومة التركية بقيادة أردوغان لتميم.


ووافق برلمان تركيا أمس الأربعاء، على نشر قوات في قاعدة عسكرية تركية في قطر، بعد أن قطعت السعودية ودول خليجية أخرى علاقاتها مع الدوحة.

 

تصعيد سعودي

 


صحيفة عكاظ صعدت من حدة الهجوم على قطر، والذي امتدّ ليشمل تركيا، فنقلت عن مصادر  لم تسمها القول إن "هناك مخططا إخوانيا مشبوها برعاية تركية لدعم قطر"، مؤكدة أن قيادات التنظيم الدولي للإخوان اجتمعت في تركيا واتفقت على استمرار دعم التنظيم والعمل على مساندة النظام القطري.

 

وتحت عنوان "أردوغان تحت المجهر.. قوات تركية في قطر" قالت الصحيفة إن قرار مسؤولي حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بتسريع إصدار تشريع برلماني بنشر قوات تركية في قطر يؤكد تحرك نظام أردوغان لدعم الدوحة.

 

 


ونشرت الصحيفة تقريرًا تحت عنوان "قطر تجنس أفغان جوانتانامو" تشير خلاله إلى ما أسمته بـ "اعترافات أخطر عناصر تنظيم القاعدة صالح القرعاوي" عن تورط قطر في توفير دعم مالي لأنشطة التنظيم.



 


في سياق متصل، واصلت صحيفة الرياض هي الأخرى هجومها على الدوحة وتركيا، وقالت في تقرير لها إن "رهان قطر.. يجرّع نظامها المالي زُعاف المخاطر الاقتصادية".

 

ووصف التقرير سياسات قطر بـ "المراهقة السياسية"، وقال إنها "مستمرة في نهجها على الرغم من علمها اليقين بمآل ذلك التعنّت الذي لا يخدمها قطْعاً، فتوجهاتها وجارتها الشمطاء "إيران" سخّرت كافة قوى التمويل لدعم الجماعات الإرهابية بالمنطقة ونشر الفرقة ومسبباتها التي استمرت بالمنطقة سنوات عدّة".

 



وأضافت الصحيفة أن قيادات التنظيم الدولي للإخوان اجتمعوا في تركيا، واتفقوا على استمرار دعم التنظيم الإرهابي، ودعم الحكومة القطرية.

 

أما جريدة الوطن السعودية فتابعت هجومها على قطر، وقالت إن "3 أيام تهز علاقات الدوحة مع 12 دولة"، مؤكدة أن عزلة قطر تزايدت بعد انضمام جمهورية جزر القمر إلى المقاطعين، وتخفيض جيبوتي لتمثيلها الدبلوماسي.

 

هجوم إماراتي

 

 

وفي الإمارات استمرت الصحف في مهاجمة الدوحة، وقالت صحيفة البيان إن "قطر منبوذة من العرب حتى الوفاء بالتزامات الأخوة"، وأكدت أن الأزمة متجذرة وتحتاج إلى حلول سريعة.

 

وتحت عنوان "خيانة قطر" نشرت الصحيفة ملفًا، لمهاجمة الدوحة، مشيرة إلى أن الوساطة مع قطر مرهون مباشرتها بتنفيذ الشروط الخليجية.

 

أما صحيفة الاتحاد فركزت هجومها على قطر باستعراض أراء الدول العربية في سياساتها، وذكرت في تقرير لها إن "قطر تعاني آلام العقوبات، وأن تغريدات ترامب صدمة كبيرة للدوحة".

 

 

ونقلت الصحيفة عن العقيد أحمد المسماري المتحدث العسكري باسم «الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير خليفة حفتر القول إن "قطر أرسلت إرهابيين إلى ليبيا ولدينا وثائق على تورط حركة حماس في قتال الجيش في بنغازي".


وفي السياق ذاته نشرت صحيفة الخليج الإماراتية تقريرًا بعنوان " قطر ترتمي في أحضان تركيا وإيران"، قالت فيه إن البرلمان التركي الذي يهيمن عليه حزب "العدالة والتنمية" بزعامة رجب طيب أردوغان، أعطى إشارة البدء بنشر القوات التركية في الدوحة للدفاع عن نظام أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في حالة أي تحرك عسكري خليجي يستهدف نظامه".

 

 

وتحت عنوان "وثائق سرية قطرية تكشف تآمر الدوحة والإخوان ضد السعودية" أكدت الصحيفة حصولها على وثائق صادرة عن مكتب رئاسة الوزراء القطري، مصنفة على أنها «سرية»؛ أن قطر سعت إلى إجهاض دعوة أطلقها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز لإقامة حوار بين المذاهب الإسلامية في عام 2012، مستغلة نفوذ حلفائها فيما يُعرف ببلدان الربيع العربي، خاصة مصر.

 

 

تطور بحريني

 

 

وفي البحرين، وعلى غير المعتاد زادت الصحف من حدة الهجوم على قطر، ونشرت جريدة الوطن تقريرا بعنوان "ماذا دار في اجتماعات قطر وإيران حول البحرين؟" أكدت خلاله أنها حصلت على معلومات حول ملف التدخل القطري الأسود في البحرين وإصرار حكومة الدوحة على دعم الجماعات الراديكالية التي قادت محاولة إسقاط النظام والانقلاب في الدولة عام 2011.

 

 

وتحت عنوان "الأيام تكشف أبرز عمليات التجسّس القطرية على البحرين" قالت صحيفة الأيام إنها حصلت على معلومات مهمة عن عدد من أبرز الأنشطة العدائية السرية التي قامت بها دولة قطر تجاه البحرين، المتمثلة في قضايا التجسس والتخابر لصالح قطر، التي تبيّن أن لقطر تاريخًا طويلاً من عمليات التجسس التي قامت بها على البحرين، وذلك بعد استقلال الدولتين في سبعينات القرن الماضي.

 

تلويح قطري

 

 

بدورها استمرت الصحف القطرية في الدفاع عن سياسات حكومتها، وحاولت إبراز الجوانب الإنسانية التي تقوم بها الدوحة رغم القطيعة، والكثير من أخبار توفير السلع والمنتجات لطمأنة المواطنين والمقيمين.

 

وقالت صحيفة الشرق القطرية، إنه "رغم القطيعة.. قطر لم توقف ضخ 2 مليار متر مكعب من الغاز للإمارات"، واستبعد مسؤولون أن تكون هناك نية من قبل السلطات القطرية لإغلاق الخط كرد فعل للإجراءات التي اتخذتها دولة الامارات.

 


وتحت عنوان "بعد 3 أيام من القطيعة.. من المحيط للخليج: بياناتكم لن تغنينا عن قول الله ورسوله" أكدت الصحيفة أنه ربما لم يكن في حسبان الدول المقاطعة لقطر توقع هذا الرفض الشعبي الكاسح كالذي يحدث الآن، وفتحهم دون إدراك على أنفسهم أبواباً من الرفض الجماهيري يذكرهم بحق الدم واختلاط الأنساب وصلة ذوي القربى.

 

وأضافت الصحيفة أن "قطر صمام الأمان للإقتصاد الخليجي"، وأنها تمتلك الكثير من أوراق القوة الرابحة، ويكفي تحريك ورقة واحدة منها لهز اقتصاد المنطقة برمته.

 


ونقلت صحيفة العرب القطرية عن مسؤول حكومي القول إن "قطر تملك احتياطيات غذائية استراتيجية ضخمة"، مؤكدة أن الدوحة تجري اتصالات مع عدة دول، وذلك بهدف تعويض المنتجات الغذائية التي كانت تصلها من السعودية والإمارات.

وأشار موقع "الجزيرة نت" باتصال الرئيس الفرنسي بنظيره القطري، وعرض وساطة لحل الأزمة الخليجية، كما نشرت خبر نشر تركيا لجنود لها في الدوحة.

 



وكانت قد أكدت وزارة الخارجية القطرية أن قرار السعودية والإمارات والبحرين بمقاطعة قطر إجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وإدعاءات لا أساس لها من الصحة.

 

واعتبرت أن هذه الإجراءات "لن تؤثر على سير الحياة الطبيعية للمواطنين والمقيمين"، مؤكدة أن "قطر ستسعى لإفشال محاولات التأثير على المجتمع والاقتصاد القطريين".


وأشارت الوزارة إلى أن "دولة قطر تعرضت إلى حملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة، ما يدل على نوايا مبيته للإضرار بالدولة، علما بأن دولة قطر عضو فاعل في مجلس التعاون الخليجي وملتزمة بميثاقه وتحترم سيادة الدول الأخرى ولا تتدخل في شؤونها الداخلية كما تقوم بواجباتها في محاربة الإرهاب والتطرف".


ولفتت إلى أن "من الواضح أن الحملة الإعلامية فشلت في اقناع الرأي العام في المنطقة وفي دول الخليج بشكل خاص وهذا ما يفسر التصعيد المتواصل"، مؤكدة أن "اختلاق أسباب لاتخاذ إجراءات ضد دولة شقيقة في مجلس التعاون لهو دليل ساطع على عدم وجود مبررات شرعية لهذه الإجراءات التي اتخذت بالتنسيق مع مصر والهدف منها واضح وهو فرض الوصاية على الدولة وهذا بحد ذاته انتهاك لسيادتها كدولة وهو أمر مرفوض قطعيا".

اعلان