في دول عربية.. هذه طقوس استقبال العشر الأواخر من رمضان
على الرغم من توحد النفحات الإيمانية والروحانية لأيام شهر رمضان الكريم في جميع الدول العربية، إلا أن كل دولة تنفرد بعادات وطقوس خاصة في العشر الأواخر من الشهر الفضيل والتي يحيي فيهم المسلمون سنة الاعتكاف.
ومع دخول العشر الأواخر من رمضان، يحرص المسلمون في كل مكان على إحياء سنة الاعتكاف داخل المساجد، اقتداءً بهدي النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ويتفرغ المعتكف فيها لطاعة الله والبُعد عن الناس طلباً للأجر والتماساً لليلة القدر.
كما أنها محاولة لتعويض ما فات من رمضان، ويقوم المعتكفون بالدعاء والابتهال والقنوت، ثم السحور لتنتهى ليلة الاعتكاف بصلاة الفجر ثم ختم الصلاة .
غبقات خليجية
ويحرص الخليجيون على إقامة الغبقات الرمضانية خصوصا في العشر الأواخر من الشهر (وهو عشاء متأخر) ويدعون لها الأهل والأصدقاء في بيوتهم ويعتبرونها فرصة لتعزيز التعارف والترابط الاجتماعي بينهم.
وتقام الغبقة غالبًا بين الساعة الحادية عشرة ليلا والثانية صباحا بحيث يسهل على المدعوين تلبية الدعوة، ويلتزم الخليجيون عند إحياء الغبقة بارتداء اللباس التقليدي وإبراز النواحي التراثية.
كما يحاول الخليجيون القيام بعمرة رمضان في العشر الأواخر من رمضان ويعتبرونها فرصة للاعتكاف في المسجد الحرام وأداء ما استطاعوا من عمرات تشحن طاقتهم بالروحانيات التي يعيشون عليها طوال العام.
المغاربة
أما المغاربة فقد دأبوا على استقبال العشر الأواخر بطقوس مختلفة؛ حيث يرتدي صغار الصائمين ملابس تقليدية، وتغُص بهم الشوارع، وهم يتقافزون فرحا بالهدايا التي تقدم لهم.
فيما تحضر النسوة أطباقا تقليدية، كـ “الكسكسي” المغربي والطاجين تتحلق حولها العائلة، فيما يقضي أفرادها ليلتهم ذهابًا وإيابًا إلى مسجد الحي، وعلى جنبات المساجد، وفي المحلات المُتاخمة لها، يعرض الباعة السجادات والعطور العربية والأبخرة، ومنتوجات غذائية أخرى، يقبل عليها المصلون بأعداد كبيرة، خاصة خلال العشر الأواخر من رمضان.
ختم القرآن
وتقوم الأئمة خلال صلوات التهجد والقيام، بتنويع التلاوات من مدارس إسلامية مختلفة، تلقى استحسان المصلين، حيث يؤدون أغلب الركعات بتلاوة مشرقية، ويختمون الركعات الأخيرة بتلاوة مغربية، تختلف عن سابقتها في القواعد ومقامات الترتيل، ما يجعل صلاة التراويح فرصة للمصلين للتعرف على روافد الثقافة الإسلامية المختلفة، ومدارسها المتنوعة، وفضاءاتها الرحبة.
وتتميز القراءة المغربية بمقاماتها المميزة وطريقة مدها للحروف وتسكنيها ونطقها لها، ويعتمد القراء المغاربة ما يُعرف بـ “قراءة ورش” المنتشرة في إفريقيا (الغرب الإسلامي)، المختلفة عن قراءة “حفص” التي تعتمدها أغلبُ دُول العالم الإسلامي.
وتُنسب القراءة المغربية في الأصل إلى قراءة "أهل المدينة" حيث تعتني بشأن أكبر، فيما تُنسب القراءة المشرقية (قراءة حفص) إلى أهل الكوفة في العراق، والتي كانت خلال القرن الهجري الأول من ألمع الحواضر العربية التي تخلقت فيها العلوم الإسلامية.
مصر والشام
وفي مصر وبلاد الشام تتقارب العادات والطقوس الخاصة باستقبال العشر الأواخر من شهر رمضان حيث يرى عُمَّار بيوت الله في منظر مَهيب يبعث على الطمأنينة والشعور بالانتماء لأمة الإسلام، وترتفع الدعوات والابتهالات تقرُّبًا من الله – عز وجل .
ومع اقتراب عيد الفطر، تقوم الأسواق والمجمعات بإبراز بضاعة العيد وعرضها على الجمهور والإعلان عن عروضها وتنزيلاتها، وهذا ما يجعل غالبية الناس يحرصون على التسوق في هذه الليالي الأخيرة من شهر رمضان الفضيل.
وتسعى الأسر لإدخال الفرحة على قلوب الصغار، فيقصدون في أواخر ليالي رمضان المحلات التجارية لشراء ملابس العيد، وتعمل ربات البيوت على شراء ما يلزم لتحضير حلويات العيد.