حوار | سياسي يمني: أطراف دولية تريد إطالة أمد الحرب.. و«هذه» مخاطر التقسيم

كتب: أحمد علاء

فى: العرب والعالم

22:40 26 يوليو 2018

يرى الدكتور المحلل السياسي اليمني والباحث المتخصص في الشؤون الاستراتيجية وإدارة الأزمات أنّ عمليات التحالف العربي في أحدثت الكثير من المآسي بسبب عدم سعيهم لحسم المواجهة أمام جماعة أنصار الله (الحوثي) التي انقلبت على الشرعية.

 

ويقول في حوارٍ لـ"مصر العربية"، إنّ هناك أطرافًا دولية تريد إطالة أمد وزمن الحرب لبيع الكثير من صفقات السلاح.

 

ويشير إلى أنّ اللعب بورقة تقسيم اليمن ليس بصالح دول الجوار والإقليم نهائيًّا لما يمثله موقع اليمن من اهمية استراتيجية.

 

              وإلى نص الحوار:

 

بعد ثلاث سنوات، ماذا أحدثت عمليات التحالف في اليمن؟

 

الحرب في اليمن من قبل التحالف منذ ثلاث سنوات وأكثر سبّبت الكثير من المآسي والأزمات الصحية والاقتصادية وغيرها من الأزمات.

 

ما السبب في ذلك؟

 

هذا بسبب عدم حسم الحرب أو السعي لحسمها من التحالف والحكومة الشرعية ويعود ذلك لأسباب كثيرة منها أنّ هناك أطرافًا دولية تريد إطالة أمد وزمن الحرب لبيع الكثير والكثير من صفقات السلاح.

 

ماذا عن الناحية الإقليمية؟

 

هناك أطراف تريد عدم انتصار جانب سياسي أو حزبي مثل حزب الإصلاح على جماعة الحوثيين حتى لا يصبح البديل السياسي الديني كبديل سياسي ديني آخر من وجهة نظرهم.

 

لا ننسى أيضًا أنّ فساد بعض قيادات الحكومة الشرعية كان سببًا مهمًا وجوهريًّا في إطالة الحرب إجمالًا وعدم كفاءة الحكومة الشرعية في إدارة الدولة ومرافقها في المناطق المحررة وعدم تسليم المرتبات بانتظام للموظفين الحكوميين، ما جعل المواطن يراها نموذجًا سيئًا بامتياز حيث لا تقل فسادًا عن فساد جماعة الحوثيين.

 

ماذا يمكننا أن نستنتج من ذلك؟

 

نظرًا لتلك المعطيات، هنالك سيناريوهان للأزمة اليمنية، "الأول" أن يظل التلكؤ موجود من قبل قوات التحالف وبالذات الحكومة الشرعية في بعض الأماكن يقابله تموضع جديد للحوثيين وتطوير مستمر لمنظوماتهم الصاروخية والذي سوف يضرب ضربات مستمرة للدول المشاركة بالتحالف وبالذات السعودية وإطالة الحرب.

 

ماذا عن السناريو الثاني؟

 

ستسعى قوات التحالف للحسم في جبهات كثيرة عن طريق أولًا استبدال القيادات الحكومية والعسكرية الفاسدة للحكومة الشرعية، وثانيًّا الاستعانة بأهل الخبرة الجيوسياسية والاستراتيجية وإدارة الازمات لوضع خطط قصيرة ثلاثة شهور ومتوسطة وستة شهور وطويلة الأمد لا تتجاوز السنة مع إرفاقها بعدد من السناريوهات للمواجهة العسكرية في وقتها.

 

لكن، ألا يصطدم كل ذلك بالدور الإيراني؟

 

من يظن أنّه يحارب إيران في اليمن فهو واهم وضرب من الخيال لأنّ إيران قوتها من قوة سيطرتها على النفط العراقي اقتصاديًّا ودعمهم لجماعة الحوثيين سياسيًّا أو حتى بشكل بسيط عسكريًّا، إنما الهدف منه إبعاد البوصلة عن سوريا، والأهم إنهاك السعودية اقتصاديًّا واستنزافها ماليًّا، كما يحدث الآن كما أنهكتها المملكة في سوريا.

 

إجمالًا، بماذا نصف الصراع في اليمن؟

 

الأزمة في اليمن يسودها الضبابية، وذلك بسبب تعامل بعض دول التحالف لهذا الملف الإقليمي والدولي الهام من الناحية الاستراتيجية، كون اليمن يمتلك موقعًا هامًا من الناحية الجيوساسية، فريد من نوعه بحريًّا.

 

كيف تنظرون إلى هذه الأهمية؟

 

ثلث نفط العالم وأكثر يمر من مضيق باب المندب التي تشرف عليه الجمهورية اليمنية، وهذا ما يجعل الأطماع الاستعمارية منذ قديم الأزل مستمرة للسيطرة على مقاليد الحكم فيها، لكن دون القدرة على الحكم فيها نظرًا لأنها لم تستعمر وبالذات في شمال اليمن نهائيًّا لفترات طويلة، وإنما وقتية تزول بمقاومة شرسة من القبائل اليمنية المعهود لها بالقدرة على القتال لفترات طويلة الأمد وفي ظل ظروف صعبة وتضاريس أصعب.

 

هل يرتبط ذلك بنموذج "الأقليم" في تشكيل الدولة؟

 

موضوع الأقاليم نموذج فاشل لإدارة الدولة والذي تم اقتراحه من الخارج وليس من داخل الوطن حيث يكرس نموذج الأقلمة مبدأ تقسيم المقسم وتشتيت المشتت وتجزئة المجزئ وإضعاف الدولة إجمالًا.

 

هل ثمة علاقة لذلك مع ملف الانفصال؟

 

هناك من يروج لانفصال الجنوب اليمني عن شماله عبر بعض التصريحات غير مسؤولة والتي تدعو لذلك.

 

وماذا لو انفصل اليمن؟

 

من وجهة نظر، هنالك سيناريوهان ينتظر اليمن في حالة الانفصال، السيناريو الأول هو الحرب الأهلية المستمرة في شمال اليمن وجنوبه، والسيناريو الآخر هو الاقتتال بين الفصائل والأطراف السياسية في جنوب اليمن وفي شماله لسعي كل طرف لقيادة دفة البلد الذي يتواجدون فيه.

 

حدث ذلك في فترة الثمانينات والتسعينات عندما تمّ الاقتتال المباشر للسيطرة على قيادة اليمن شماله وأيضًا جنوبه.

 

نعود للداعين للانفصال، ما مصلحتهم في ذلك؟

 

هؤلاء يخدمون أجندة خاصة ولمصالح خاصة دون مصلحة المواطن اليمني والوطن اليمني نهائيًّا، وسوف تعكس على الحرب في اليمن بشكل سلبي مباشر وسوف تكون حجر عثرة على خروج اليمن من هذا المخاض السياسي والذي طال مدته أكثر من ثلاث سنوات عجاف.

 

هل يفيد الانفصال مصالح دول الجوار؟

 

اللعب بورقة تقسيم اليمن ليس بصالح دول الجوار والإقليم نهائيًّا لما يمثله موقع اليمن من أهمية استراتيجية.

 

وإذا لم يتم الحسم العسكري أو الحل السياسي في اليمن فإن دول الجوار ستكون في مرحلة الخطر الجسيم وبمراحل متقدمة ولن تسلم من صواريخ الحوثيين التي يتم تطويرها باستمرار، ما سيكون له عواقب وخيمة على المنطقة العربية برمتها.

 

اعلان