حوار.. أكاديمي فلسطيني: «هذا» ما يفعله أطفالنا في جنود الاحتلال

كتب: أحمد علاء

فى: العرب والعالم

19:30 26 أكتوبر 2018

يقول الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس إنّ الأطفال الفلسطينيين لم ينعموا مثل قرنائهم حول العالم بسبب الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضدهم.

 

ويضيف في حوارٍ لـ"مصر العربية"، أنّ عدد مَن اعتقلوا بلغ مليون فلسطيني، ما يعني أن خمس الشعب تقريبًا تعرض للاعتقال، وبالتالي فإنّ الطفل الفلسطيني وجد نفسه يشارك الشعب في فعاليات المقاومة.

 

ويشير إلى أنّ الطفل الفلسطيني يبحث عن اللهو في جنود الاحتلال ويزعجهم، مؤكدًا أنّ هذه لعبة من الألعاب المتطورة تكنولوجيًّا وميدانيًّا.

 

إلى نص الحوار.. 

 

كيف تقيمون حال الأطفال الفلسطينيين تحت وطأة الاحتلال؟

 

منذ الاحتلال أرض فلسطين، لم ينعم الأطفال كما ينعم كل أقرانهم في العالم، بعيش طفولتهم ولم يتمتعوا بممارسة هواياتهم، لكنّ عندما يُولد الطفل الفلسطيني فإنّه يولد ومعه الهم لأنه موجود تحت الاحتلال ويتحمل أعباء الأوضاع المترتبة عنه.

 

وما تفسيركم لحالة النضال التي تُزرع في قلوب الأطفال؟

 

الطفل الفلسطيني في الداخل يجد أنّ أحد أفراد أسرته وربما كلهم قد اعتقلوا أو استشهدوا، وبالتالي يرضع الوطنية منذ بداية طفولته، وينتج عن ذلك أن يصبح جزءاً من هذه الحالة.

 

وماذا عن "أطفال الحجارة"؟

 

هذه التسمية كانت قد برزت خلال الانتفاضة الأولى عام 1987، وفي خضم تلك الأحداث، انتشرت صورٌ لأطفال عزل في المدن والقرى الفلسطينية، يحملون الحجارة مجتمعين في مواجهة الآليات العسكرية وأمام الرصاص الكثيف الذي كان يرد به جنود الاحتلال الإسرائيلي.

 

ماذا فعل الأطفال تحديدًا في هذه الفعاليات؟

 

في تلك الفترة، شاركت في الانتفاضة كل مكونات الشعب الفلسطيني، وحمل الأطفال الحجارة وأشعلوا الإطارات، ووصل عدد الأطفال الذين اعتقلوا إلى الآلاف.

 

وفي عام 1988، وصل عدد المعتقلين الأطفال إلى 1200 طفل من سن 8 إلى 16 عامًا، وظلّت وتيرة "مقاومة الأطفال" مستمرة، وبشكل عام، منذ احتلال فلسطين حتى الآن.

 

هل هناك إحصائية بعدد المعتقلين؟

 

عدد مَن اعتقلوا بلغ مليون فلسطيني، ما يعني أن خمس الشعب تقريبًا تعرض للاعتقال، وبالتالي فإنّ الطفل الفلسطيني وجد نفسه يشارك الشعب في فعاليات المقاومة.

 

وماذا عن الوضع تحديدًا عقب سيطرة السلطة الفلسطينية؟

 

في السنوات الأخيرة، في مرحلة سيطرة السلطة، لم يخرج الأطفال من دائرة الاستهداف من قِبل الاحتلال، ورأينا الكثير من الوقائع خلال مسيرات العودة أُثبتت ذلك.

 

ألم يضع هذا الوضع أطفال فلسطين في بؤرة المعاناة؟

 

أطفال فلسطين صحيح أنّهم يفقدون طفولتهم لكنهم يكسبون رجولتهم، في حين أنّه في مجتمعات عربية وغربية ينعم الأطفال بالألعاب وبكل ملذات الحياة.

 

الطفل الفلسطيني يبحث عن كيف يلهو في جنود الاحتلال ويزعجهم، وأعتقد أنّ هذه لعبة من الألعاب المتطورة تكنولوجيًّا وميدانيًّا، فهو يمارسها مباشرةً في مواجهة مع الاحتلال بدلاً من الألعاب الإلكترونية.

 

هذا الدور الكبير يجعلنا رهاننا معقود عليهم بشكل كبير.. أليس كذلك؟

 

الرهان معقود على هذه الأجيال التي تكبر، وفي آخر إحصائية كانت نسبة مَن هم دون الـ18 عامًا في المجتمع الفلسطيني 65%، ما يعني أنّ هذه النسبة من المجتمع أطفال، بحسب المعايير الدولية.

 

نحن نتحدث عن مجتمع فتي وناضج ونسبة الرجولة فيه عالية جداً، وهذا يؤكد أنّه لا يزال هناك أمل رغم سوداوية الصورة في المنطقة بشكل عام.

 

أين دور منظمات حقوق الإنسان من الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال؟

 

هناك جهات دولية كثيرة مثل تلك المعنية بحقوق الإنسان، لا تفعل سوى إطلاق شعارات ولا يمكنها تنفيذ أي قرار، وكم قرار صدر من تلك المنظمات حول الأطفال الفلسطينيين وحرمانية اعتقالهم ولم يُنفّذ منها شيء؟ كم قرار صدر من اليونسكو حول الأطفال أيضًا؟ هذا مجتمع ظالم، تتحكم فيه دولة القهر، الولايات المتحدة.

 

وأين الأمل في ذلك؟

 

نحن نراهن على قدرة شعبنا بأن يبقى فتيًّا، وآخر إحصائية أُعلنت عن فلسطين التاريخية كشفت أنّ عدد الفلسطينيين تجاوز للمرة الأولى عدد السكان اليهود وهذا الصراع الديمغرافي هو ما نراهن عليه.

 

نحن نراهن على جيل واعٍ، سيبقى واعيًّا طالما أنّ هناك أمهات تربين أبناءهنّ على الرجولة والفدائية وحب فلسطين.
 

اعلان