«البند رقم 13».. عاصفة تطبيع مع الاحتلال تهز البرلمان العربي
تحوّل البند الـ13 من البيان الختامي للاتحاد البرلماني العربي إلى مادة للخلاف بين المشاركين، فهناك دولٌ اعترضت على مطلب مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي دافعةً بجدل التطبيع إلى واجهة السجال من جديد.
وفيما يرى البعض في ذلك مراعاة للواقع الحالي في ظل وجود تمثيل دبلوماسي للاحتلال منذ زمن بعيد، يتحدث آخرون عن عقيدة عربية جديدة واعتراف علني بخيار التقارب والانفتاح، فيما أكّد البيان الختامي مجددًا على محورية القضية الفلسطينية.
الدول التي اعترضت على هذا البند هي السعودية والإمارات ومصر، وهو ينص على أنّ "واحدة من أهم خطوات دعم الأشقاء الفلسطينيين تتطلب وقف كافة أشكال التقارب والتطبيع مع المحتل الإسرائيلي، وعليه ندعو إلى موقف الحزم والثبات بصد كل أبواب التطبيع مع إسرائيل.
في المقابل، تمثّل اقتراح الدول الثلاث في حصر البند بوقف تطبيع الشعوب مع المحتل الإسرائيلي.
جاء كل هذا الخلاف في المؤتمر الـ29 للاتحاد البرلماني العربي، تحت شعار القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وقد تضمّن بيانه الختامي التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، ودعم صمود الأشقاء الفلسطينيين في نضالهم التاريخي والدفاع عن حقوقهم هو ثابت عربي، وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي لن يتأتى إلا عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.
كما جاء في البيان التمسك بالمبادرة العربية للسلام هو الطريق الوحيد لمواجهة غياب الإرادة الدولية في ضمان الحل العادل لحقوق الشعب الفلسطيني، ومواصلة تكثيف الجهود وتوحيد الموقف العربي من أجل مخاطبة العالم بلغة مشتركة حيال قضية فلسطين المركزية.
في تعليقه على ذلك، يرى سامر عنبتاوي القيادي في حركة المبادرة الوطنية أنّ الوصول لهذه الدرجة أمرٌ يثير الدهشة والاستنكار.
ويقول في تصريحات تلفزيونية: "كيف نصل إلى مرحلة أن يبحث البرلمانيون العرب موضوع التطبيع، وكأنّ الأمر من البديهيات والقضايا الأساسية في التعامل معها".
ويضيف: "مقاطعة دولة الاحتلال منذ البداية كانت بسبب احتلالها للأرض الفلسطينية واعتداءاتها على كافة الشعوب العربية.. دولة الاحتلال وجدت في الأساس لتحد من تطور الشعوب العربية، وبالتالي عند الحديث عن مفهوم التطبيع فقبل أن يكون لا يوجد تطبيع بين الشعوب، يجب ألا يوجد تطبيع بين الحكومات".
ويتابع: "ماذا استجدّ على دولة الاحتلال حتى يكون هناك نوعٌ من الغزل والتقارب مع بعض الدول العربية.. إذا كان بالمفاهيم المختلفة نجد أنّ دولة الاحتلال أكثر وحشية في التعامل مع الشعب الفلسطيني، وأكثر اندماجًا في خطوط المواجهة الأمامية لكافة التطورات في قضايا الشعوب العربية".
ويستطرد: "موضوع التطبيع والحديث عن حراك، وأنّ هذا الأمر يدعم النضال الفلسطيني.. نحن نرفض ذلك، نحن كشعب فلسطيني نعي ذلك جيدًا تمامًا سواء كنا في الداخل أو في الخارج.. فالتطبيع ما هو إلى هدية مجانية تقدم من قِبل بعض الدول العربية لدولة الاحتلال على حساب الدماء الفلسطينية".