في العشر الأواخر من رمضان.. الإسرائيليون يدخلون مراكش من بوابة الرقص الشرقي
تعود العاصمة المغربية مراكش، لتفتح أبوابها من جديد، للتطبيع،بعد مشاركة 10 رياضيين إسرائيليين في بطولة عالمية للجيدو بمراكش، بين 8 و10 مارس الماضي، يستعد إسرائيليون آخرون للدخول، مجددا، إلى المدينة الحمراء، من خلال بوابة الرقص الشرقي.
وأعلنت الراقصة الإسرائيلية "سيمونا كَوزمان" عن تنظيم مهرجان "البهجة المتوسطي الدولي للرقص الشرقي" بأحد الفنادق الراقية بالمدينة، خلال الفترة الممتدة بين 3 و10 يونيو المقبل.
ونشرت الراقصة الإسرائيلية ملصق تظاهرتها الفنية الجديدة بصفحتها على الفايسبوك باللغات العبرية والإنجليزية والفرنسية، مستهلة إياه بعبارة مكتوبة باللغتين الإنجليزية والفرنسية تقول: "دعنا نذهب للمغرب.
كما نشرت أيضًا صورة لها برفقة شخصين في قلب ساحة جامع الفناء، وهي منطقة تاريخية وسياحية وسط العاصمة.
كما نشر الموقع الإلكتروني للمهرجان برنامجه، الذي يتضمن سهرات مسائية يومية ومسابقات وورشات مفتوحة للعموم لتعليم الرقص الشرقي بفندق "كنزي كلوب أكَدال مدينة"، يؤطرها عشرة أساتذة في هذا الفن، بينهم أربعة من إسرائيل، ويتعلق الأمر بكل من كَوزمان نفسها، والراقص "عاصي هاسكال"، والراقصتين "إلينا بشيرسكاي" و"تينا"، الذين لم تُعلن جنسيتهم واكتُفي بالإشارة إلى أنهم ينحدرون من الشرق الأوسط، عكس باقي المدربين.
ويتخلل البرنامج الفني زيارات لأسواق المدينة ومآثرها وساحاتها التاريخية، فضلا عن زيارات سياحية منظمة للراقصين ومرافقيهم لمدينة الصويرة المجاورة، ولشلالات "أوزود"، بضواحي مدينة أزيلال، ولمدينتي ورزازات وزاكَورة، ومنطقة "أكَدز".
أمنعوا الإسرائيليات والمتحولون
وطالبت جمعية مدنية مغربية، السبت، سلطات البلاد بالتدخل لمنع مشاركة راقصات إسرائيليات بينهم متحولون جنسيا في حفل بمدينة مراكش المغربية.
وندد "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع"(غير حكومي)، عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، بهذه الخطوة واصفا إياها بـ"النشاط التخريبي".
والحفل يأتي في إطار مهرجان "بيلي" الراقص المقرر انعقاده بمدينة مراكش في العاشر من يونيو المقبل.
وحمل المرصد الدولة المسئولية الكاملة إزاء هذا النشاط بحق السيادة الوطنية ومشاعر الشعب المغربي.
ولفت إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد "توقيف شبكة لتجنيس الإسرائيليين بالبلاد".
أعلنت سلطات الأمن المغربي، في وقت سابق من الشهر الحالي، توقيف إسرائيلييْن اثنين بشبهة تزوير وثائق إدارية وجوازات سفر .
ومارس المنصرم، أعلنت الرباط توقيف 5 إسرائيليين يشتبه بتورطهم في تزوير جوازات سفر ووثائق مغربية.
رفض شعبي وتواجد إسرائيلي
وكانت الراقصة الإسرائيلة قد نظمت النسخة الثانية من المهرجان نفسه، في سنة 2011، بمشاركة 17 راقصة وراقصا من إسرائيل، بفندق"رياض موكَادور أكَدال" بمراكش، ورفضت السلطات المغربية الترخيص بتنظيم النسخة الموالية من مهرجانها، التي كان مقرّرا أن تحتضنها المدينة نفسها، بين 10 و14 مايو من 2012، على خلفية احتجاجات مناهضي التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ونظمت وقفات احتجاجية أمام الفندق الذي احتضن المهرجان، الذين قالوا إن تركيا رفضت تنظيم نسخته الثانية على أراضيها، خلال 2012، وندد المحتجون بشدة القبول الرسمي باستضافة إسرائيليون على أرض المغرب والسماح لهم بتنظيم مهرجان ظاهره فني، فيما يهدف، في العمق، إلى التطبيع مع دولة الاحتلال.
أما خلال السنة التالية ، فقد وجّهت الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ومجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، مذكرة مشتركة إلى رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، تطالبان فيها بوقف كل أشكال التطبيع مع الدولة العبرية وتجريمه بالقانون، مستدلين على ذلك بمهرجان مراكش للرقص الشرقي.
ولوحوا بتنظيم احتجاجات واسعة إذا ما تم تنظيم المهرجان بحضور راقصين إسرائيليين، قبل أن تحجم السلطات المغربية عن الترخيص لتنظيم المهرجان بمراكش، وتضطر كَوزمان إلى نقل فعالياته إلى اليونان، معلقة على هذا "الإلغاء المبطن"، وانتظارها لثلاثة أسابيع دون أن تتلقى ردا بالموافقة أو الرفض من المغرب، بأنه "انتصار كبير للمتشددين"، و"قرار ليس في صالح المغرب كبلد ينتمي إلى القرن 21" ، بحسب "تعبيرها.
واتهمت كَوزمان، التي تقول إن والدها ينحدر من تطوان، الحكومة المغربية، في رسالة إلكترونية لموقع "سي إن إن"، بأنها تمارس النفاق.
وتساءلت في هذا السياق: "هل تعرفون كم سائحا إسرائيليا يزور المغرب كل شهر؟ إنهم بالمئات.. هل تعرفون كم شركة إسرائيلية ورجل أعمال يزورون المغرب؟".
في المقابل، يعتبر المناهضون للتطبيع مع إسرائيل الموافقة على تنظيم المهرجان، "انتهاكا لمشاعر ومواقف الشعب المغربي، خاصة وأن منظمي المهرجان، ومن يقف خلفهم، يصرون على تنظيمه بالتزامن مع الذكرى الـ 52 لنكسة 67، التي احتلت خلالها إسرائيل أجزاء واسعة من الأراضي العربية" وفي العشر الأواخر من شهر رمضان المعظم.