في ساعة الصفر.. هكذا ستهاجم أمريكا إيران
على خلفية التوترات الحاصلة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، وتزامنا مع الحشد العسكري لواشنطن في الشرق الأوسط، باتت الحرب في المنطقة أمرا حتميا.
كل السيناريوهات والاحتمالات تؤكد قرب الهجوم الأمريكي على مواقع لإيران، خصوصا وأن الأحداث والتهديدات الأخيرة تلمح لمواجهة مسلحة.
وفي الساعات الأخيرة، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان قدّم خطة عسكرية مطورة إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب، تشمل إمكانية إرسال 120 ألف جندي إلى الشرق الأوسط إذا هاجمت إيران قوات أميركية بالمنطقة أو سرّعت وتيرة العمل لإنتاج أسلحة نووية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بالإدارة الأميركية لم تذكر أسماءهم أن شاناهان قدّم الخطة في اجتماع لكبار مساعدي ترامب الأمنيين قبل أيام.
وأكدت مصادر الصحيفة أن الخطط الأميركية لا تهدف إلى احتلال أراض إيرانية، لأن ذلك يتطلب مزيدا من القوات البرية.
وأوضحت نيويورك تايمز أنه جرت مناقشة تفاصيل خطط عدة، وأن الخيار الأقوى "دعا إلى نشر 120 ألف جندي، وهو ما يستغرق أسابيع أو شهورا لإتمامه".
وأشارت الصحيفة إلى أن مراجعة الخطط العسكرية الأميركية بخصوص إيران جاءت بطلب من الصقور في إدارة ترامب، من أمثال مستشار الأمن القومي جون بولتون.
وأضافت أن بولتون كان من الحاضرين في اجتماع الخميس، وكذلك مديرة وكالة المخابرات المركزية جينا هاسبل، ومدير المخابرات الوطنية دان كوتس، ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دنفورد.
وتأتي هذه الأنباء في ظل توتر شديد في الشرق الأوسط، بعدما أرسل ترامب حاملة طائرات وقاذفات من طراز بي 52 إلى المنطقة، في استعراض للقوة إزاء ما قال مسؤولون أميركيون إنها تهديدات إيرانية للقوات الأميركية.
وقالت إيران إن الولايات المتحدة تشن "حربا نفسية"، ووصفت الوجود العسكري الأميركي بأنه "هدف" وليس تهديدا، وقالت إنها لن تسمح بوقف صادراتها النفطية.
وقد أطلق ترامب أحدث تحذيراته لإيران أمس الاثنين، حيث قال إنها "ستعاني بشدة" إذا استهدفت المصالح الأميركية. وقال الرئيس الأميركي للصحفيين في البيت الأبيض "سنرى ما سيحدث مع إيران. إذا فعلوا أي شيء فسيكون ذلك خطأ فادحا جدا".
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة "سترى ما سيحدث مع إيران لكن إن حاولت فعل أي شيء فسيكون ذلك خطأً كبيراً".
وتابع الرئيس الأمريكي قائلاً: "إذا قاموا بفعل أي شيء، سيكون ذلك خطأ فادحاً، أسمع بعض القصص عن إيران، وإذا قاموا بأي فعل سيعانون بشكل كبير".
وكانت الخارجية الأمريكية قالت اليوم إن الوزير مايك بومبيو أطلع مسؤولي حلف شمال الأطلسي على معلومات تتعلق بالتهديدات الإيرانية خلال اجتماع عقد في بروكسل، عقب إلغائه توقفاً في موسكو.
من جهته، قال المتحدث باسم قيادة القوات المركزية الأمريكية، العقيد بيل أوربان، إن طائرات سلاح الجو الأمريكي نفذت "طلعات ردع" ضد إيران، لحماية المصالح الأمريكية.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن أوربان قوله إن الطلعات تهدف إلى "ردع العدوان وإثبات الوجود الأمريكي، إضافة إلى الدفاع عن الوجود الأمريكي في المنطقة".
ولفت إلى أن الطلعات جرى تنفيذها بواسطة مقاتلات (F-15) و(F-35)، جرى نشرها للدفاع عن القوات الأمريكية ومصالحها.
وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران في الأيام الأخيرة، بعدما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) إرسال حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن" وطائرات قاذفة إلى الشرق الأوسط، بزعم وجود معلومات استخباراتية بشأن استعدادات محتملة من قبل طهران لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأمريكية.
كما جاءت التصريحات بعد أن أبلغت الإمارات عن تعرض أربع سفن تجارية للتخريب قرب إمارة الفجيرة على مشارف مضيق هرمز.
وأعاد هذا التوتر إلى الأذهان أجواء الحروب الثلاثة التي عاشتها منطقة الخليج أعوام 1980 - 1988 بين العراق وإيران، والثانية حرب الكويت عام 1990 - 1991، والثالثة خلال غزو العراق عام 2003، لتنذر هذه الأجواء بحرب رابعة في الأفق.