«وباء قادم» يحصد 80 مليون خلال يومين.. تعرف على مسبباته وطرق الوقاية منه
كارثة إنسانية قد يتعرض لها العالم خلال الفترات القادمة، حذر منها تقرير عالمي أصدره رئيس منظمة الصحة العالمية السابق، التابعة للأمم المتحدة، أشار خلاله إلى أن مرضاً شبيهاً بالإنفلونزا من المنتظر انتشاره في مختلف أرجاء العالم، قد يتسبب خلال أقل من يومين في إبادة وقتل عشرات الملايين من الأشخاص مرة واحدة.
أثار تقرير لـ"مجلس رصد الاستعداد العالمي"، حذر فيه 15 من قادة الصحة العامة من تفشي مرض يشبه الإنفلونزا قد يتسبب في إبادة وقتل ما لا يقل عن 80 مليون شخص خلال أقل من يومين قلق دولي، مما دفع منظمة الصحة العالمية، للكشف عن تفاصيل جديدة بشأن الوباء الذي يهدد العالم .
ومع تأكيد اللجنة التي يترأسها الرئيس السابق لمنظمة الصحة العالمية على أن "العالم ليس مستعداً للتهديد الحقيقي جداً لمثل هذا الوباء" الذي أشار له التقرير بـ"أكس" وأن الدول النامية ستكون الأكثر تأثيرا به ، يمكننا أن نتعرف أكثر عن طبيعة هذا الوباء وعوامل انتشاره وطرق الوقاية منه ومواجهته.
الوباء شبيه بالـ"الأنفلونزا"
قال الدكتور عبد الناصر أبوبكر، رئيس فريق إدارة مخاطر العدوى في منظمة الصحة العالمية، إن "المرض غير محدد الهوية بعد، وأن التقرير استخدم الأنفلونزا كمثال".
وأكد أن "أنفلونزا الطيور مرض خطير جدًا، ويمكن أن يتسبب في هذا الوباء، بجانب عدة احتمالات أخرى"، مضيفًا "إذا حدث ذلك، يمكن أن ينتشر في أي بلد، لكن البلاد النامية ستكون الأكثر استقبالًا".
وأشار رئيس فريق إدارة مخاطر العدوى في منظمة الصحة العالمية لـ"سبوتنيك" الروسية إلى أن "هناك العديد من مسببات الأمراض التي لديها إمكانية عالية للتسبب في حدوث أوبئة عالمية، بما في ذلك فيروس الأنفلونزا الجديد".
مسببات الوباء القادم
وتابع "في العقد الماضي، كان هناك العديد من الأمراض المعدية الناشئة التي من المحتمل أن تتسبب في حدوث الوباء المنتظر، بما في ذلك السارس، والإنفلونزا ، وفيروس كورونا، وإيبولا وزيكا".
ومضى قائلًا "حقيقة لا نعرف متى سيكون الوباء القادم، وكيف سيؤثر على الصعيد العالمي، لكن ما نعرفه هو أن الوباء سيحدث" ، متابعا:" العديد من البلدان ليست مستعدة بشكل جيد للكشف عن الأوبئة الكبرى ومواجهتها ويمكن أن تقتل الآلاف من الناس أو مليون شخص في غضون فترة قصيرة".
وأضاف: "يمكن لأي من مسببات الأمراض هذه الانتقال من مجتمع صغير إلى المراكز الحضرية الرئيسية، ويمكن أن يسبب تهديدًا كبيرًا للأمن الصحي".
عوامل انتشاره
وأوضح دكتور أبوبكر أن العوامل التي تساهم في انتشار الوباء: "تشمل العوامل التي يمكن أن تسهل أو تسهم في انتشار الأمراض المعدية الناشئة زيادة تنقل البشر والتحضر وتغير المناخ والاكتظاظ السكاني، وانخفاض عمليات التحصين، وانقطاع خدمات الصحة العامة الحكومية، وزيادة التعامل بين الحيوان والإنسان، وغيرها".
وتابع:" كل بلد في خطر الأمراض لا تحترم الحدود، ومع ذلك فإن البلدان النامية أكثر عرضة للخطر من البلدان المتقدمة ، ولكن تفشي المرض الناجم عن مسببات الأمراض الناشئة يمكن أن يؤثر على أي مجتمع في أي وقت".
طرق الوقاية والمواجهة
وعن طرق المواجهة المطلوبة قال "لا بد من تعزيز قدرات التأهب العالمية للاستجابة للأوبئة المحتملة والواردة قبل أن تنتشر على نطاق واسع وتأثر سلبًا على الاقتصاد والأمن العالميين".
وتابع :" أن الحكومات ينبغي عليها أن تستثمر المزيد من أنشطة التأهب وتخفيف المخاطر، والبحث لاكتشاف لقاحات وأدوية وأدوات تشخيص جديدة، وتحسين النظام الصحي بشكل عام، وتعزيز نظم المراقبة للكشف عن تهديدات الصحة العامة الناشئة في أقرب وقت ممكن، وتنمية الموارد البشرية، والوقاية من الأمراض حيوانية المنشأ، وتخزين لقاحات وأدوية كافية، وغيرها من الإجراءات المطلوبة".
وأنهى رئيس فريق إدارة مخاطر العدوى بمنظمة الصحة العالمية كلامه بالقول إن "تحسين القدرة على التأهب والكشف والاستجابة سيوفر المزيد من الأرواح".
تحذيرات عالمية
وحذر مجلس رصد التأهب العالمي، الذي انعقد بمشاركة مجموعة البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية، من أن مرضا خطيرا، يمكن أن يقتل 80 مليون شخص، حول العالم، خلال 36 ساعة، ويشبه "الإنفلونزا".
وربطت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، الأربعاء، بالوباء المحتمل ووباء الإنفلونزا الإسبانية الذي تفشى قبل قرن من الزمان، وأصاب ثلث سكان العالم، وقتل 50 مليون شخص.
وأشار التقرير الجديد، الذي أصدره مجلس رصد الاستعداد العالمي (GPMB)، إلى أنه إذا حدث تفش مماثل، مع عدد السكان الذين يسافرون باستمرار، قد تكون الآثار أسوأ من السابق.
ونوه التقرير إلى الأضرار التي سببها وباء الإنفلونزا الإسبانية عام 1918، موضحا أن التطورات الحديثة في السفر الدولي ستساعد على انتشار المرض بشكل أسرع، مشيرا إلى قول الخبراء: "مع عبور أعداد كبيرة من الناس على متن الطائرات يوميا، فإن انتشارا مكافئا للهواء قد يتفشى عالميا في أقل من 36 ساعة ويقتل ما يتراوح بين 50 إلى 80 مليون شخص، ويدمر ما يقارب 5 % من الاقتصاد العالمي".
وأوضح أن الوباء العالمي بهذا النطاق الواسع سيكون كارثيا، وينتج عنه فسادا واسعا مع انعدام الاستقرار وانعدام الأمن، في حين أن العالم غير مستعد لمواجهة ذلك.
ويهدف تقرير المجلس إلى حث قادة العالم على العمل لمواجهة هذا الخطر، ويقول خبراء: "خطر انتشار وباء في جميع أنحاء العالم هو خطر حقيقي، والعامل الممرض سريع الحركة لديه القدرة على قتل عشرات الملايين من الناس وتعطيل الاقتصاد وزعزعة الأمن القومي".
ولفتت الصحيفة إلى أن التقرير يحمل عنوان "عالم في خطر"، ويقول إن الجهود الحالية للتحضير لتفشي المرض في أعقاب الأزمات مثل الإيبولا غير كافية.
ولفتت الصحيفة إلى أن رئيس مجلس رصد الاستعداد العالمي، هي الدكتورة غرو هارلم بروندتلاند، رئيسة وزراء سابقة في النرويج ومدير عام سابق لمنظمة الصحة العالمية، إلى جانب حاج أس سي، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر.
ويقول التقرير إن التوصيات، التي أصدرها في وقت سابق، قوبلت بالتجاهل بشكل كبير من قبل قادة العالم، ما أدى إلى استمرار الفجوات الخطيرة، مضيفا: "لفترة طويلة جدا، سمحنا بدورة من الذعر والإهمال عندما يتعلق الأمر بالأوبئة".
وتابع التقرير "إننا نكثف الجهود عندما يكون هناك تهديد خطير، وننسى بسرعة عندما ينحسر التهديد".
ونشر التقرير خارطة للعالم مع قائمة من الإصابات المحتملة، التي يمكن أن تؤدي إلى اندلاع المرض، التي شملت الفيروسات الناشئة حديثا مثل الإيبولا وزيكا وعدوى فيروس نيباه وخمسة أنواع من الإنفلونزا.
أما الفيروسات التي تعود إلى الظهور، فشملت فيروس غرب النيل ومقاومة المضادات الحيوية والحصبة والتهاب النخاع الرخو الحاد، والحمى الصفراء وحمى الضنك والطاعون وجدري القرود البشري.
وقال أكسل فان تروتسنبرغ، القائم بأعمال الرئيس التنفيذي للبنك الدولي: "الفقر والهشاشة يزيدان من تفشي الأمراض المعدية ويساعدان على تهيئة الظروف المناسبة للأوبئة الفتاكة".
ودعا تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الحكومات إلى "الانتباه للدروس التي نتعلمها من تفشي (هذه الأمراض الوبائية)" وإلى "الاستعداد قبل نزول البلاء" وطالبها بضرورة الاستثمار في تعزيز أنظمة الصحة وضخ مزيد من التمويل لأغراض البحث العلمي وتحسين التنسيق وأنظمة الاتصال السريع ومراقبة التقدم بشكل مستمر.