واتساب تقاضي شركة «إسرائيلية» تجسست على معارضين عرب

كتب: سارة نور

فى: العرب والعالم

14:27 31 أكتوبر 2019

 

بعد نحو 6 أشهر من اختراقها، رفعت شركة واتساب المملوكة لشركة فيسبوك دعوى قضائية ضد مجموعة "إن إس أو" الإسرائيلية، تتهمها بالضلوع في قرصنة إلكترونية استهدفت صحفيين وناشطين وشخصيات مجتمع مدني أخرى في دول عربية منها الإمارات والبحرين.

 

"واتساب" التي رفعت الدعوى منذ يومين تتهم الشركة الإسرائيلية المتخصصة في صناعة برمجيات التجسس، بإرسال برمجيات خبيثة لنحو 1,400 هاتف محمول بغرض المراقبة، ومن ضمن المتضررين صحفيين ونشاطء وحقوقيين ومعارضين ودبلوماسين في دول عدة.

 

من ضمن هذه الدول الإمارات والبحرين والمكسيك، غير أن الشركة الاسرائيلية ترفض اتهامات واتساب، لكن الأخيرة أكدت في بيان لها أن هذا الهجوم استهدف على الأقل 100 من أعضاء المجتمع المدني.

 

وتسعى واتساب إلى استصدار أمر قضائي دائم بمنع شركة "إن إس أو" من الاستفادة من خدمتها، وتعد هذه المرة الأولى التي تتخذ فيها الشركة تدبير قضائي من هذا النوع، مشيرة إلى أن الشركة الإسرائيلية اتخذت عددا من الحسابات على واتساب وتسببت في نقل شفرة خبيثة عبر خوادم واتساب في أبريل ومايو الماضيين.

 

في المقابل أكدت الشركة الاسرائيلية في بيان لها أن هدف الشركة تقديم تقنية لهيئات استخبارات وجهات إنفاذ قانون حكومية مرخّصة لمساعدتها في مكافحة الإرهاب والجريمة الخطيرة، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي. 

 

وشركة التي مقرها الأراضي المحتلة وتملكها أمريكا تأسست في عام 2010 وتقدر قيمتها السوقية بحوالي مليار دولار، في مجال إنتاج التجهيزات المستخدمة في محاربة الجريمة والإرهاب، لكن خبراء الأمن يقولون إنها تتاجر في أسلحة الفضاء الافتراضي، السايبر، بحسب بي بي سي عربي.  

 

وبحسب مؤشر المراقبة الدولي فإن وحدة النخبة في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية التي تحمل رقم 8200 هي التي مولت الشركة لدى انطلاقهاـ

 

وبحسب مجلة فوربس أن الوحدة 8200  بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية لعبت دوراً بارزاً في الهجوم الإلكتروني الذي تعرض له البرنامج النووي الإيراني قبل سنوات باستخدام فيروس ( Stuxnet ). 

 

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قالت  في أغسطس الماضي،إن دولة الإمارات العربية المتحدة اشترت من الشركة برامج ساعدتها في التنصت على زعماء دول مجاورة ورئيس تحرير إحدى الصحف العربية في العاصمة البريطانية.

 

وقالت الصحيفة إن الإمارات تستخدم برامج قرصنة منذ أكثر من عام ونجحت في تحويل هواتف معارضيها في الداخل وخصومها الإقليميين إلى أجهزة تجسس عليهم، بحسب بي بي سي.

 

ومن أبرز المتعاملين مع هذه الشركة إلى جانب الإمارات والبحرين، المملكة العربية السعودية، إذ قالت صحيفة هارتس العبرية في 2018 إن قبل أشهر من حملة الإعتقالات التي طالت المئات من الأمراء ورجال الأعمال، عرضت الشركة على المخابرات السعودية برامج لقرصنة الهواتف النقالة.

 

وأضافت الصحيفة أن أول إجتماع عقد بين مسؤولي الشركة وكبار الضباط في المخابرات السعودية كان في العاصمة النمساوية، فيينا، أواسط عام 2017، إذ عرضت الشركة على الجانب السعودي برنامج Pegasus 3.

 

وبحسب هاآرتس أنه بهدف إقناع الجانب السعودي بالقدرات المتطورة لهذا البرنامج طلب الجانب الإسرائيلي من عضو الوفد السعودي، ناصر القحطاني، الذي قدم نفسه بأنه نائب رئيس المخابرات السعودية، الذهاب إلى مركز تسوق قريب من مكان اللقاء وشراء هاتف آيفون وإعطاءهم رقم الهاتف.

 

وبعدها شاهد الوفد السعودي، تمكن الإسرائيليون من قرصنة الهاتف والتنصت على الاجتماع وتصوير الحضور، وبعد عدة اجتماعات، اشترى السعوديون نسخا من هذا البرنامج بقيمة 55 مليون دولار، وطلبوا شراء 23 نسخة من هذا البرنامج من هذا البرنامج لقرصنة هواتف المعارضين السعوديين في الداخل والخارج.

 

ولهذا رفع المعارض السعودي، عمر عبد العزيز، المقيم في كندا دعوى ضد الشركة واتهمها بمساعدة الحكومة السعودية في التنصت والتجسس عليه ومراقبة الرسائل التي تبادلها مع الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي الذي قُتل داخل القنصلية السعودية في تركيا عام وعدة أشهر.

 

اعلان