محطم الأرقام القياسية..

ترامب ينشر في يوم واحد 115 تغريدة.. من أين يجد الوقت ليحكم أمريكا؟

كتب: إنجي الخولي

فى: العرب والعالم

06:40 15 ديسمبر 2019

حقق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رقماً قياسياً جديداً فى عدد التغريدات التى ينشرها عبر حسابه الرسمى على تطبيق "تويتر"، وجاء فيضان التغريدات في الوقت الذي تضغط فيه اللجنة القضائية بمجلس النواب تجاه تصويت تاريخي للتصديق على مواد عزله.

 

وأظهر حساب ترامب على موقع التواصل الاجتماعي أن الرئيس غرَّد وأعاد نشر 115 تغريدة خلال 24 ساعة بحلول ،مساء الخميس، وهو ما قد يكون أكثر أيامه نشاطاً على المنصة، وذلك بحسب تقرير نشرته مجلة "تايم" الأمريكية.

وكثف ترامب بوضوح تغريداته خلال التحقيق لعزله، إذ غرد 77 مرة يوم الأربعاء و105 مرات يوم الأحد، وأعاد  نشر التعليقات ومقاطع الفيديو المنتشرة لمؤيدين يدافعون عن سلوكه، معلناً براءته مراراً وتكراراً.

 

وبجانب انتقاده الديمقراطيين الذين يجرون جلسات استماع  لإقالته ووصفها بأنها"خدعة"، جاءت أبرز تلك التغريدات، التي انتقد فيها ناشطة المناخ غريتا ثونبرغ ، بعد يوم من اختيارها من قبل مجلة "تايم" الأمريكية كشخصية العام، ووصفها بأنها "سخيفة".

 

وأضاف الرئيس الأمريكي في انتقاده لابنة الـ 16 عاما: "يجب على غريتا أن تعمل على حل مشكلة إدارة الغضب لديها، ثم تذهب لمشاهدة فيلم قديم مع صديق". وأضاف: "لتهدئي قليلاً يا غريتا، لتهدئي قليلاً!".

وردت عليه ثونبرغ بتغيير تعريفها الشخصي على حسابها على "تويتر" فعرّفت عن نفسها على النحو الآتي: "مراهقة تعمل على حل مشكلة إدارة الغضب لديها، وحالياً تشاهد فيلماً قديماً مع صديق".

وجاء غضب ترامب لانه كان ينافس ثونبرغ على لقب "شخصية العام" في 2019 بمجلة "تايم"، وسبق أن فاز باللقب عام 2016.

 

وأثارت تغريدة ترامب انتقادات حادة ضد زوجته ميلانيا ، بسبب صمتها حيال هجوم زوجها على الطفلة المصابة بالتوحد، خاصة أنها من أطلقت مبادرة "Be Best" لمحاربة التنمر على الأطفال بكل أشكاله، ومنها عبر شبكة الإنترنت.

 

ودفعت التغريدة المسيئة النائبة في "الكونجرس" الأمريكي، إلهان عمر، إلى دعوة ترامب إلى حذف حسابه من "تويتر" وعلقت على تغريدته الساخرة قائلة: "عليك حذف حسابك".

 

وكانت تغريدات ترامب المسيئة قد دفعت موقع تويتر ، في 15 أكتوبر، إلى نشر معلومات إضافية حول الكيفية التي تخطط الشركة للتصرف وفقها، إذا نشر أحد زعماء العالم تغريدة تنتهك قواعده.

 

وجاء التحديث بعد الإعلان في يونيو، عن سياسة تختار بموجبها الشركة عدم حذف تغريدات الشخصيات السياسية الكبرى، والتي تنتهك فيها قواعد الشركة، إلا أنه ومنذ انتخاب ترامب، أصبح الموقع في وضع لا يحسد عليه مع امتلاكه قدرة ممارسة الرقابة على رئيس أمريكا في المنصة حيث لا يتمتع بحصانة.

وتعرضت منصات التواصل الاجتماعي لضغوط متزايدة لكبح جماح ترامب منذ إطلاق التحقيق في مسألة عزله في سبتمبر الماضي، والتصعيد المتزامن في خطابه العدائي عبر حسابه الشخصي على تويتر وحساب حملته الانتخابية على فيسبوك.

 

وبجوار مسألة عزله وهجومه على خصومه السياسيين، استغرق ترامب أيضاً وقتاً يوم الخميس لنشر تغريدة تروّج لقصر مارالاغو، المنتجع الخاص الذي يملكه في بالم بيتش بولاية فلوريدا، في محاولة للدفاع عن نفسه بعد أن أثارت علاقته بالمنتجع انتباه خبراء الأخلاقيات الذين لاحظوا أنه يمكن للأعضاء والضيوف الدفع مقابل الوصول إلى الرئيس، الذي يقضي عطلات نهاية الأسبوع الشتوية المتكررة في المنتجع.

 

وكما أثار فيضان التغريدات الخبراء والمتابعين، لفت الأمر انتباه جو بايدن، أبرز المرشحين الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية 2020، ونائب الرئيس السابق، الذي غرد موجهاً حديثه لترامب «يكفي هذا، أرح بالك».

وحرصت حملة إعادة انتخاب ترامب على رد الصفعة لجو بالتغريد: «لا بد وأن جو الكسول يعرف الكثير عن الراحة».

 

ودافع جود ديري المتحدث باسم البيت الأبيض عن ترامب قائلا إن «استخدام ترامب للتكنولوجيا للتواصل المباشر مع الشعب الأمريكي أمر ينبغي الإشادة به لا انتقاده»، مضيفاً أنه ينبغي على وسائل الإعلام التركيز على إنجازات ترامب «بدلاً من الهوس بشأن عدد المرات التي غَرَّد فيها الرئيس».

 

ويبدو أن نشاط الرئيس الأمريكي المبالغ فيه على مواقع التواصل الاجتماعي لم يقتصر على"تويتر"، إذا قابله أيضاً نشاط مشابه على موقع "فيسبوك".

وظهرت تحليل أجرته وكالة "رويترز" لبيانات من شركة "فيسبوك" أن ترامب نشر أكثر من 2500 إعلان وردت فيها كلمتا "مساءلة" و"عزل"، في الأسبوع الذي انتهى يوم الخامس من ديسمبر، وتنتقد الإعلانات التحقيق الذي يقوده الديمقراطيون في مجلس النواب بهدف عزل ترامب، وتصفه بأنه سيسفر عن "أكاذيب لا أساس لها". كما تطلب تبرعات لدعم ترامب في الفوز بفترة رئاسة ثانية مدتها أربع سنوات في نوفمبر2020.

 

وأشار تقرير "فيسبوك" إلى أن رقم الاعلانات التي نشرها ترامب وحده خلال أسبوع،  أكبر مما نشره المسئولون عن حملته الانتخابية في الأسبوعين السابقين معاً.

 

اعلان