جوع ودمار وأمراض قاتلة.. حصيلة 5 سنوات من الحرب في اليمن
جوع ودمار وأمراض قاتلة، تلك حصيلة اليمن بعد 5 سنوات من القتال والحرب في اليمن.
اليمن والذي لقب بالبلد السعيد، لم يعد كذلك، فالقتال والأمراض مزقت شعبه، وجعلته ضمن أفقر شعوب في العالم.
حال اليمنيين في سنوات الحرب، بات الأسوأ في العالم، نظرا لما يعانيه اليمنيون من فقر وجوع ودمار وصحة هشة.
فخلال العام 2019 انتشرت أوبئة وأمراض جديدة فاقمت من معاناة اليمنيين، في ظل استمرار تردي الحالة الاقتصادية وارتفاع معدل الانتهاكات، ولا سيما في المدن الجنوبية أخيرا.
وظهرت خلال العام الخامس من الحرب إنفلونزا الخنازير، وانتشرت بشكل لافت في محافظتي تعز وصنعاء، وبحسب إحصائيات كشف عنها الناطق الرسمي لوزارة الصحة التابعة للحوثيين يوسف الحاضري في تصريحات صحفية، فقد وصلت حالات الإصابة والاشتباه بهذه الإنفلونزا إلى أكثر من 650 حالة توفي منها 125 حالة، في عموم المدن اليمنية.
ويصف الحاضري الوضع الإنساني في اليمن بالمأساوي، مشيرا إلى أن بعض الأوبئة كانت قد اختفت، لكنها عادت بمعدل أعلى خلال العام الأخير، وأسهم في صعوبة علاجها تدمير التحالف السعودي الإماراتي للبنية التحتية والخدمات الصحية، واستمراره في الحصار وإغلاق جميع المنافذ.
واستمر الوباء في الانتشار وحصد أرواح المئات منذ ظهوره الأول عام 2016، وقد بلغت حالات الإصابة بالوباء منذ يناير 2019 أكثر من 854 ألف شخص، وتوفي منهم أكثر من ألف مواطن حتى ديسمبر 2019، وذلك بحسب إحصائيات وزارة الصحة بصنعاء.
وتؤكد أرقام وزارة الصحة في صنعاء ارتفاع حالات الإصابة بحمى الضنك خلال عام 2019، إلى أكثر من 650 حالة، حيث تسبب الوباء بوفاة أكثر من 270 شخصا.
ووفقا لبيانات الوزارة وصلت حالات الإصابة بمرض الدفتيريا خلال العام نفسه إلى أكثر من أربعة الآف إصابة، كما تسبب في وفاة 253 شخصا، وهناك إصابات أيضا بداء الكلب تجاوزت أكثر من ألف حالة توفي منها 54.
وبلغت حالات الإصابة بالملاريا خلال 2019 أكثر من مليون وعشرين ألف حالة إصابة واشتباه، وقد تأكدت وزارة الصحة بصنعاء عن طريق الفحوصات المخبرية من 150 ألف حالة مصابة، وقد توفي بسببها 17 شخصا.
على الجانب الآخر، لم تتوقف المعاناة عند الأوبئة والأمراض، ولكن المجاعة وسوء التغذية أيضا كانت عواقبهما حاضرة في حياة اليمنيين خلال 2019. وبحسب الأرقام الصادرة عن منظمة الصليب الأحمر، فهناك 3.2 ملايين طفل وامرأة في اليمن مصابون بسوء التغذية الحاد، كما يعاني 50% من الأطفال من التقزم الدائم.
وتشير الإحصائيات إلى أن 14 مليون يمني لا يستطيعون الحصول على خدمات صحية مباشرة، كما أن هناك 50 % من المرافق الصحية معطلة والبقية لا تؤدي خدماتها بشكل كامل، بسبب نقص الأدوية، فضلا عن أن أكثر من 15 مليون يمني لا يحصلون على مياه نظيفة، الأمر الذي تسبب في انتشار الكثير من الأوبئة.
وحسب تقديرات الأمم المتحدة، فهناك أكثر من مليون طفل في سوق العمل، إضافة إلى الآلاف من الأطفال الصغار، الذين ذهبوا للقتال لتوفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة، خاصة بعد فقدان آبائهم نتيجة الحرب وأصبحت مهمتهم تدبير حياتهم بأنفسهم.
في السياق، كشفت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح أربعمئة ألف يمني، منذ مطلع 2019 بسبب الحرب، وأوضحت في تقرير حديث لها أن الصراع المستمر منذ خمسة أعوام أدى إلى نزوح أكثر من ثلاثة ملايين شخص، حيث خلّفت الحرب حالة نزوح داخلية كبيرة، بعضها في مخيمات تفتقر لأبسط المقومات الضرورية.
يذكر أن تحالفا عسكريا تقوده السعودية يقوم، منذ 26 مارس 2015، بعمليات عسكرية لدعم قوات الجيش اليمني الموالية لرئيس البلاد عبد ربه منصور هادي لاستعادة مناطق سيطرت عليها جماعة "أنصار الله" في يناير من العام ذاته.
وبفعل العمليات العسكرية، التي تدور منذ مارس 2015، يعاني اليمن حالياً أسوأ أزمة إنسانية في العالم، فبحسب الأمم المتحدة قتل وجرح آلاف المدنيين ونزح مئات الآلاف من منازلهم، كما يحتاج 22 مليون شخص، أي 75 بالمئة من السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة.
وتتفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية في مدن اليمن بشكل متسارع يسابق إيقاع الحرب التي تضرب البلاد منذُ أكثر من 4 سنوات، ومع انهيار الدولة اليمنية في الحادي والعشرين من سبتمبر من العام 2014 اتسعت رقعة الفقر والجوع بشكل كبير ينذر بكارثة إنسانية في المدينة "السمراء".
وتصاعدت الحرب بين الحوثيين والقوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في مارس 2015، عندما هرب هادي إلى السعودية وتدخل التحالف الذي تقوده الرياض في اليمن.
ومنذ ذلك الحين، قتلت الحرب قرابة عشرة آلاف شخص وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، رغم أن منظمات حقوق الإنسان تقول إن عدد القتلى الحقيقي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.