صحيفة ألمانية: صدى انفجار بيروت يرتد إلى حزب الله

كتب: احمد عبد الحميد

فى: العرب والعالم

19:13 05 سبتمبر 2020

بعد أسابيع من انفجار بيروت، لا تزال أسئلة كثيرة بلا إجابة، ويدعي حزب الله أنه لم يكن على علم بنترات الأمونيوم، فهل يمكن تصديق هذا الادعاء؟.. بهذا التساؤل استهلت صحيفة تاجيس تسايتونج الألمانية تقريرًا بعنوان " صدى انفجار بيروت يرتد إلى حزب الله".

 

التقرير قال إنّه منذ الانفجار المدمر في بيروت، يطالب الحزب الديمقراطي الحر بألمانيا من المخابرات الألمانية ووزارة الداخلية الإتحادية بمزيد من التوضيح بخصوص المتفجرات وأنشطة حزب الله الذي صنفته ببرلين مؤخرًا كمنظمة إرهابية، موضحًا أن وزارة الداخلية الألمانية أكدت تخزين حزب الله نترات الأمونيوم في جنوب ألمانيا,

 

ولفت إلى أن وسائل الإعلام الأجنبية المختلفة ما زالت تطرح بعض الأسئلة مثل: ما مدى علم حزب الله عن تخزين 2750 طنًا من نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت منذ 2013 والتي انفجرت في 4 أغسطس 2020؟، ومن المسؤول عن مقتل أكثر من 180 شخصا وإصابة أكثر من 7000؟

 

الصحيفة أوضحت أن جهاز المخابرات الألماني ووزارة الداخلية يعرفان جيدًا أن حزب الله يستخدم أحيانًا مواد شديدة الانفجار لمشاريعه ويتاجر أيضًا في نترات الأمونيوم.

 

وفقًا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، أبلغ في مايو جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي "الموساد" الأجهزة الألمانية بأن حزب الله كان يخزن نترات الأمونيوم في مستودعات في جنوب ألمانيا، وخزن مواد انفجارية خطرة في بلدان أخرى،  إلا أنه لا توجد نتائج أو مؤشرات حتى الآن تدل على وجود علاقة حزب الله بالمواد الكيماوية شديدة لانفجار التي كانت مخزنة في مرفأ بيروت، حسبما أعلنت الحماية الألمانية للدستور.

 

ونوهت الصحيفة بأنه تم استخدام نترات الأمونيوم مرارًا في الهجمات الإرهابية في السنوات الأخيرة، على سبيل المثال، من قبل اليميني المتطرف تيموثي مك في، الإرهابي الذي تم إعدامه لدوره في العملية التفجيرية في مدينة أوكلاهوما في 19 ابريل 1995 ، وكذلك في عام 2011 من قبل المتطرف اليميني النرويجي أندرس بيرينغ بريفيك، خلال هجومه بالقنابل على مبنى مكتب رئيس الوزراء النرويجي في أوسلو.

 

كما هدد حسن نصر الله، زعيم حزب الله، إسرائيل في عام 2016 بهجوم على ميناء في حيفا، حيث يوجد ما يصل إلى 15 ألف طن من الأمونيوم مخزنة.

 

وتطرقت الصحيفة إلى تقرير نشرته صحيفة دي فيلت الألمانية بعد أسبوعين من انفجار بيروت، والذي يشير إلى أن نترات الأمونيوم تم تخزينها في الميناء بأمر من حزب الله، مستندًا إلى "معلومات من وكالات استخبارات غربية" تؤكد أن حزب الله تلقى شحنات كبيرة من نترات الأمونيوم، والتي كانت وثيقة الصلة بالمواد التي تم تفجيرها في بيروت.

 

وأكدت صحيفة دي فيلت أن حزب الله تلقى ثلاث شحنات على الأقل من نترات الأمونيوم من إيران بين يوليو 2013 وأبريل 2014 ، تتراوح أوزانها من 630 إلى 670 طنًا، وتم نقلها على الأرجح بواسطة إحدى شركات الطيران الخاصة التابعة للحرس الثوري الإيراني، وبذلك حصل حزب الله على نترات الأمونيوم دون استخدام الميناء.

 

ويشير تقرير فيلت إلى امتلاك حزب الله بالفعل كميات هائلة من نترات الأمونيوم، بغض النظر عن الأطنان التي كانت مخزنة في القاعة 12 في مرفأ بيروت.

 

وبرغم تقرير صحيفة دي فيلت الألمانية الذي فضح امتلاك حزب الله بالفعل كميات هائلة من نترات الأمونيوم،  لم يستطع إثبات ارتباط حزب الله بشكل مباشر بتخزين 2750 طنًا من نترات الأمونيوم، التي جاءت من جورجيا إلى موزمبيق إلى مرفأ بيروت على متن سفينة شحن في سبتمبر 2013

 

واستشهدت الصحيفة أيضًا إلى تقرير مجلة شبيجل الألمانية الذي ركز على سفينة الشحن التي نقلت المواد المتفجرة  إلى مرفأ بيروت في سبتمبر 2013، وأثبت أن مالك السفينة الحقيقي قبرصي الأصل تتهمه الولايات المتحدة بغسل الأموال لصالح حزب الله، ومع ذلك ، أنكر هذا المالك التوقف المتعمد لسفينته في بيروت.

 

وفي الوقت نفسه، أكدت موزمبيق أن نترات الأمونيوم التي انفجرت في بيروت كانت من المفترض أن تصل إليها، وأن شركة موزمبيقية طلبت الحصول على نترات الأمونيوم من جورجيا، إلا أن ميناء بيروت أوقف الشحنات لمدة سبع سنوات دون أخذ الاحتياطات الأمنية اللازمة.

 

ورجحت الصحيفة بأن شخصًا من حزب الله كان ضمن المسؤولين عن ميناء بيروت، ولم يخبر رؤسائه بالكمية الفعلية لنترات الأمونيوم ولا بالمخاطر التي تنطوي عليها.

 

ورأت أنه لا يمكن تصديق ادعاء حزب الله بأنه لم يكن يعلم شيئًا عن المواد المتفجرة، لأن الميناء هو أحد مداخل الدولة، التي يشترك فيها التنظيم.

 

ونقلت الصحيفة عن ميريام يونس، مديرة مؤسسة روزا لوكسمبورج في بيروت، قولها: "سأكون حذرة من القفز إلى الاستنتاجات، ولكن لماذا تم تخزين مثل هذه الكميات الهائلة من المتفجرات في الميناء لسنوات؟ ".

 

واستطرد التقرير: "يمتد مجال نفوذ حزب الله إلى جنوب البلاد، من الحدود اللبنانية الإسرائيلية إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، وتشكلت الجماعة عام 1982 أثناء الحرب الأهلية اللبنانية كرد فعل على الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان، وتأسست رسمياً عام 1985، ومنذ ذلك الحين تدعمها إيران، وبعد اتفاق عام 1989، كان يجب على التنظيم تسليم أسلحته، بيد أن الحزب رفض ذلك لتستمر المقاومة ضد إسرائيل".

 

 رابط النص الأصلي

اعلان