تشكيل الحكومة اللبنانية على المحك.. وتوقعات بـ«فيتو» من الرؤساء السابقين
لاتزال أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية على المحك، في ظل المبادرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وتجديد المهل الزمنية للقوى السياسية المشاركة في عملية تشكيل الحكومة.
وتتمثل عقبات تشكيل الحكومة، في التمسك بحقيبة المالية من طرف رئيس مجلس النواب، ورئيس "حركة أمل" نبيه بري، وحزب الله، كما أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، والمعاون السياسي لبري، النائب علي حسن خليل، لرئيس الجمهورية ميشال عون، تمسكهما بالحقيبة.
وكلّف عون، في 31 أغسطس الماضي، مصطفى أديب، السفير السابق لدى برلين، بتشكيل حكومة تخلف سابقتها برئاسة حسان دياب، التي استقالت في العاشر من الشهر نفسه، أي بعد ستة أيام من انفجار كارثي في مرفأ العاصمة بيروت.
وفي ذات السياق، كشفت تقارير صحفية لبنانية، أن رئيس جهاز الاستخبارات الفرنسية الخارجية برنارد إيمييه، أجرى اتصالات عدة لإعطاء مبادرة بلاده مدة 24 ساعة إضافية، بعد أن تخطت المهلة المحددة الإثنين، فيما ذكرت مصادر إعلامية، أن أديب طلب من رئيس الجمهورية مهلة 24 ساعة في محاولة لحل العقد.
وأعربت الرئاسة الفرنسية، أمس الأربعاء، عن أسفها لعدم تمكن الزعماء السياسيين اللبنانيين من الالتزام بتعهداتهم لماكرون، معتبرة أنه "لم يفت الأوان لتشكيل حكومة والعمل لمصلحة لبنان".
وتعليقًا على المبادرة الفرنسية، قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، رضمان عقيل، في تصريحات صحفية، إن المبادرة الفرنسية باتت في وضع صعب، ولا نستطيع القول إنها فشلت مئة في المئة، مُبينًا أنه قد تحدث تطورات في اللحظات الأخيرة، نتيجة الضغوطات الفرنسية على الأفرقاء في لبنان للعمل على تشكيل الحكومة.
وأضاف أن شخصية ورصيد ماكرون على المحك، وفي حال فشلت هذه المبادرة ستكون لها ارتدادات على الرجل، مُستدركًا: "الخلاف الأساسي لا يتحمله الفرنسيون، وإنما الأفرقاء في لبنان نتيجة التشبث بهذه الحقيبة أو تلك، علما أن الثنائي الشيعي من حقه أن يطالب بحقيبة المال".
ورجح السياسي اللبناني، أنه قد يكون هناك "فيتو" من رؤساء الحكومات السابقين، وتحديدًا الحريري، الذي يمسك بمفاصل تشكيل الحكومة، ويمسك بكل ما يقوم به الرئيس المكلف، ويمنع من تسلم أي شخصية شيعية حقيبة المال.
يذكر أن ماكرون لعب دوراً كبيراً في دعم أديب، إذ أجرى مجموعة من الاتصالات الضاغطة كان آخرها يوم السبت الماضي مع رئيس مجلس النواب، نبيه بري، لتبديد الخلافات وفرض ورقته على الجميع، تحت طائلة عدم مساعدة لبنان في إنهاء أزمته الاقتصادية.
ويعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية (1975: 1990) واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية.