وول ستريت جورنال: أزمة محمد رمضان تكشف تحديات التطبيع
سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الضوء على العلاقات المصرية الإسرائيلية، انطلاقا من واقعة التقاط مغني البوب المصري محمد رمضان صورة مع مطرب إسرائيلي شهير، الشهر الماضي.
جاء هذا في تقرير نشرته الصحيفة تحت عنوان" بينما تعترف دول عربية بإسرائيل، سلام مصر البارد يشير إلى التحديات القادمة".
واستهلت الصحيفة التقرير بالإشارة إلى واقعة التقاط رمضان صورة في حفلة بدبي في نوفمبر الماضي مع مغني إسرائيلي.
وعق عودته لبلاده، رفع محامي مؤيد للحكومة دعوى قضائية يتهم فيها رمضان بإهانة الشعب المصري.
كما أوقف اتحاد الموسيقيين شبه الرسمي رمضان عن الغناء، وأطلقت نقابة الصحفيين المصرية دعوة لمقاطعة رمضان، كما تم إلغاء مسلسل تليفزيوني يشارك فيه رمضان.
من جانبه قال رمضان إنه لم يكن على علم بجنسية المغني، وكتب على حسابه بموقع فيسبوك الشهر الماضي:" لو كنت أعرف، من المؤكد كنت سأرفض ألتقط ثورة معه".
وكان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية في مصر، كشف أن جهة سيادية أجرت تحقيقا مع محمد رمضان على خلفية الصورة، الأمر الذي يعكس حجم الرفض لمسألة التطبيع مع إسرائيل.
وأثارت صور ظهر رمضان، في إحداها بجوار المطرب الإسرائيلي، عومير آدام، والفنان الإماراتي، حمد المزروعي، وفي أخرى إلى جوار لاعب كرة القدم الإسرائيلي، ضياء سبع، وفي ثالثة إلى جوار رائد الأعمال الإسرائيلي أيضا، إيلاد تسلا، جدلا واسع النطاق في مصر وخارجها.
وكان الفنان الإماراتي، حمد المزروعي، والمعروف عنه تأييده لتطبيع علاقات بلاده مع دولة الاحتلال، قد نشر الصورة التي ظهر فيها رمضان واضعا ذراعه حول عنق آدام مع ابتسامة تعلوه وجوه الثلاثة، على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" مصحوبة بتعليق نصه "أشهر فنان في مصر مع أشهر فنان في إسرائيل، دبي تجمعنا" قبل أن يحذفها المزروعي لاحقا.
وقد زادت حدة الجدل مع إعادة نشر الصفحة الرسمية باللغة العربية للحكومة الإسرائيلية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الصورة ذاتها مصحوبة بتعليق نصه "الفن دوما يجمعنا..النجم المصري محمد رمضان مع المطرب الإسرائيلي عومير آدام في دبي".
وكانت وسائل التواصل الاجتماعي عجت بالعديد من التعليقات الرافضة للصور والمنتقدة لرمضان بشدة. واتهمه كثير من روادها بالترويج للتطبيع مع إسرائيل ولاسيما أن الصور التقطت في الإمارات التي كانت بين دول عربية أعلنت تدشين علاقات طبيعية مع إسرائيل خلال الشهرين الماضيين.
وفي تعليقها على الواقعة قالت الصحيفة الأمريكية إن:" مصر هي أول دولة عربية تعترف بإسرائيل قبل أكثر من 40 عاما، ولكن علاقة الدولة بها تظهر تحديات لترجمة العلاقات الحكومية، التي غالبا ما تكون مدفوعة بمصالح أمنية متبادلة".
واعتبرت أن ما حدث هو قصة تحذيرية للإسرائيليين الباحثين عن القبول الشرق الأوسط الأوسع وشمال أفريقيا من خلال تطبيع العلاقات مع الحكومات.
وكانت مصر قد وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل منذ عام 1979 وتبادل الجانبان البعثات الدبلوماسية واشتركا في أوجه مختلفة للعلاقات السياسية والإقتصادية منذ ذلك الحين لكن ظل قطاع عريض من المصريين ونقابات مهنية ومؤسسات وكيانات أخرى مدنية أخرى عديدة ترفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وفي منتصف سبتمبر الماضي وقعت الإمارات والبحريني اتفاقيتي سلام مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وبعدها بأسابيع أعلنت كلا من السودان والمغرب التطبيع مع تل أبيب.