قناة بديلة عن قناة السويس في «إسرائيل».. أسرار المؤامرة الأمريكية

كتب: أيمن الأمين

فى: العرب والعالم

12:31 27 مارس 2021

منذ أيام، تحولت قناة السويس إلى قبلة الأخبار العربية والدولية، بعد الحديث عن جنوح سفينة عملاقة داخل مياه القناة تسبب في تعطيل الملاحة بها.

 

وقبل أيام، جنحت سفينة الحاويات "إيفر غيفن" صباح الثلاثاء الماضي في الناحية الجنوبية للقناة قرب مدينة السويس، ويبلغ طول السفينة -التي كانت تقوم برحلة من الصين إلى روتردام- 400 متر وعرضها 59 مترا وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن.  

 

وتستأجر شركة "إيفرغرين مارين" (Evergreen Marine) التايوانية السفينة من الشركة المالكة اليابانية "شوي كيسن كايشا" (Shoei Kisen Kaisha).

 

وبالعودة إلى الأخطار التي لحقت بالقناة طيلة العقود السابقة، سنجد أن أهمية القناة عربيا ودوليا هو ما جعل الكثير يطمع فيها، ومن هنا برز الحديث مرات عديدة عن سعي البعض لإيجاد ممر آخر يكون بديلا عن القناة، وهو ما أكدته

 

وقبل ساعات، نشرت صحيفة "بيزنس إنسايدر" (Business Insider) الرقمية مذكرة -رفعت عنها السرية- قالت إن الولايات المتحدة درست اقتراحا باستخدام 520 قنبلة نووية لصنع بديل عن قناة السويس عبر إسرائيل في ستينيات القرن الماضي.

 

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن الخطة لم تؤت أكلها أبدا، وعلقت بأن وجود ممر مائي بديل عن قناة السويس كان من الممكن أن يكون مفيدا اليوم مع وجود سفينة شحن عالقة في المسار الضيق تسد أحد أكثر طرق الشحن البحري حيوية في العالم.

 

 

ووفقا لمذكرة عام 1963 -التي رفعت عنها السرية في عام 1996- كانت الخطة تعتمد على 520 قنبلة نووية لشق الممر المائي، ودعت المذكرة إلى "استخدام المتفجرات النووية في حفر قناة البحر الميت عبر صحراء النقب".

ووصف المؤرخ أليكس ويلرشتاين الخطة -في تغريدة له على موقع تويتر يوم الأربعاء الماضي- بأنها "اقتراح متواضع لوضع قناة السويس".

 

وكانت المذكرة من مختبر لورانس ليفرمور الوطني المدعوم من وزارة الطاقة الأمريكية، واقترحت أن "التطبيق المثير للاهتمام للحفر النووي سيكون قناة على مستوى البحر بطول 160 ميلا عبر إسرائيل".

 

وقالت المذكرة إن الطرق التقليدية للحفر ستكون "باهظة الثمن للغاية، ويبدو أنه يمكن استخدام المتفجرات النووية بشكل مربح لهذه الحالة".

 

وأضافت المذكرة أن "مثل هذه القناة ستكون بديلا إستراتيجيا قيما عن قناة السويس الحالية، وربما تسهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية".

 

وفي الحديث عن مستلزمات هذه الخطة قدرت المذكرة أن هناك حاجة إلى 4 أجهزة، قدرة الواحدة 2 ميغا طن لكل ميل، والتي حسبها ويلرشتاين في تغريدته على أنها تعني "520 قنبلة نووية" أو 1.04 غيغا طن من المتفجرات.

 

 

ومن المسارات المحتملة التي اقترحتها المذكرة مسار يمتد عبر صحراء النقب في إسرائيل، ويربط البحر الأبيض المتوسط بخليج العقبة، فاتحا طريقا إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي.

 

هذا، ولاحظ مختبر لورانس ليفرمور أن هناك 130 ميلا من "الأراضي القاحلة الصحراوية غير المأهولة فعليا، وبالتالي فهي قابلة لأساليب الحفر النووية".

 

لكن المذكرة -كما أوردت الصحيفة- تصورت أن إحدى المشكلات -التي لم يأخذها معدو الاقتراح في الاعتبار- قد تكون "الجدوى السياسية، حيث من المرجح أن الدول العربية المحيطة بإسرائيل ستعارض بشدة بناء مثل هذه القناة".

 

وعن آخر المستجدات بشأن الحادث الأخير، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي "في إطار حوارنا الدبلوماسي النشط مع مصر، عرضنا على السلطات المصرية مساعدة الولايات المتحدة في محاولة إعادة فتح القناة".

 

وأضافت أن الولايات المتحددة تتشاور مع مصر بشأن أفضل السبل لدعم جهودهم، واصفة هذه المشاورات بأنها "مستمرة".

 

 

من جانبه، قال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية الكابتن بيل أوربان إنهم على استعداد للتحرك إذا طلب منهم ذلك.

 

وأكد في بيان عرض الولايات المتحدة مساعدة مصر، مبديا الجاهزية الكاملة للقيام بذلك، ومضيفا "نحن نواصل مراقبة الوضع وتقييمه، ونتطلع لدعم أي طلب محدد نتلقاه".

 

وبحسب مسؤول أمريكي في وزارة الدفاع طلب عدم كشف هويته، فقد عرضت واشنطن إرسال فريق للمساعدة مكون من خبراء البحرية الذين يمكن نشرهم بسرعة.

 

وقال إنه إذا تقدمت مصر بطلب رسمي يمكن للفريق أن يتحرك السبت من القاعدة الإقليمية للأسطول الخامس الأميركي في البحرين، مشيرا إلى أنه حتى هذه اللحظة لم تصدر أي موافقة على خطوة من هذا النوع.

 

من جهتها، قالت شبكة "سي إن إن" CNN إن الحكومة المصرية وافقت على عرض أمريكي لإرسال فريق من الخبراء في موعد أقصاه اليوم السبت، لتقديم المشورة بشأن الناقلة الجانحة في قناة السويس.

 

ونقلت "سي إن إن" في تغريدة، عن مسؤولَيْن في البنتاجون، أن فريق الخبراء الأمريكي سيقدم المشورة للحكومة المصرية للمساعدة في سحب الناقلة العملاقة التي جنحت في القناة.

 

وعلى صعيد آخر، ووفق وسائل إعلام عربية، فقد ذكرت 3 مصادر بقناة السويس أنه تقرر تعليق جهود تعويم سفينة الحاويات الضخمة الجانحة بالقناة في وقت متأخر يوم الجمعة على أن تستأنف اليوم السبت.

 

وأعلنت هيئة قناة السويس اكتمال 87% من عمليات التجريف عند مقدمة السفينة، في حين لا تزال حركة الملاحة في قناة السويس معطلة لليوم الرابع على التوالي.

 

وكانت أحدث جهود تعويم السفينة "إيفر غيفن" قد بدأت في وقت سابق الجمعة بعد عمليات تجريف لإزالة 20 ألف متر مكعب من الرمال عند مقدمة السفينة.

 

وأكدت هيئة قناة السويس في بيان قبل يوم، أن أعمال التجريف تهدف إلى إزالة الرمال المحيطة بمقدمة السفينة والتي تتراوح بين 15 و20 ألف متر مكعب يتم طردها عبر خطوط طرد خارجية خاصة بالكراكة للوصول إلى الغاطس الملائم لتعويمها والذي يتراوح عمقه بين 12 و16 مترا.

 

 

 

اعلان