تزايد القصف الحوثي على أراضي المملكة العربية السعودية، عبر الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، ليضع المملكة أمام خيارات ربما يكون أحدها إنهاء حرب اليمن.
استهداف الجماعة المسلحة للسعودية تزامن مع استقبال العالم العربي والإسلامي لشهر رمضان الكريم، وسط إدانات عربية ودولية لاستمرار القتال بين الجماعة والمملكة.
وقبل ساعات، أعلنت جماعة الحوثي في اليمن، إطلاق طائرات مسيرة وصاروخين باليستيين صوب أهداف عسكرية جنوبي السعودية، فضلا عن استهداف مصاف نفطية لشركة أرامكو شرق وغرب المملكة.
وفي بيان نشرته وكالة سبأ التابعة للجماعة، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين إن ما سمي عملية الثلاثين من شعبان نفذت بـ17 طائرة مسيرة وصاروخا باليستيا، وأنها استمرت من مساء أمس حتى فجر اليوم.
وأشار البيان إلى أن العملية تضمنت استهداف مصافي شركة أرامكو في منطقتي جدة (غرب) والجبيل (شرق) بـ 10 طائرات مسيرة، إضافة إلى مواقع عسكرية في منطقتي خميس مشيط وجازان (جنوب) بـ 5 طائرات مسيرة وصاروخين باليستيين.
استهداف جازان وخميس مشيط
ويأتي ذلك بعد يوم من إعلان جماعة الحوثي أنها استهدفت مواقع في جازان وخميس مشيط، في وقت ذكرت وسائل إعلام سعودية أن التحالف اعترض ودمر صاروخا باليستيا و4 طائرات مسيرة مفخخة.
وقال التحالف الذي تقوده السعودية، إن محاولات الحوثيين التي وصفها بالعدائية ممنهجة ومتعمدة لاستهداف المدنيين، مضيفا أنه "يتخذ الإجراءات العملياتية اللازمة لحماية المدنيين، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني".
وكثف الحوثيون الآونة الأخيرة إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على مناطق سعودية، وسط إعلانات متكررة من التحالف بتدميرها، وذلك بالتوازي مع جهود دبلوماسية تقوم بها الأمم المتحدة والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن.
تهديد حوثي على المملكة
الأكاديمي والباحث السعودي في العلاقات الدولية حمدان الشهري قال في تصريحات سابقة لوسائل إعلام عربية، إن صواريخ الحوثيين لا تشكل تهديدا حقيقيا على السعودية.
وأضاف الشهري في تصريحات لوسائل إعلام عربية، أن وقوع أسلحة بين يدي الحوثيين قد يخرج عن أي حسابات، بحسب تعبيره.
تجدر الإشارة إلى أن التحالف العربي اعتراض وتدمير صاروخ باليستي وست طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون على السعودية.
وتقول جماعة الحوثي، إن هذه الهجمات ردا على غارات التحالف المستمرة ضدها في مناطق متفرقة من اليمن.
محادثات سلام أممبة
ويسعى مسؤولو الأمم المتحدة إلى استئناف محادثات السلام لإنهاء الحرب التي تقول الهيئة الدولية إنها تسببت في أكبر أزمة إنسانية في العالم.
ويعاني الملايين من اليمنيين الجوع والفقر والقصور الطبي، بسبب استمرار النزاعات العسكرية في البلاد، في حين يوجه البعض، بينهم مسؤولون حكوميون يمنيون، انتقادات متكررة إلى السعودية والإمارات، حيث أرسلتا قوات إلى مناطق بعيدة عن نفوذ الحوثيين، خصوصا في محافظتي سقطرى والمهرة (شرق)، مما أثار سخط كثيرين شددوا على ضرورة تحرير المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، وليس التوجه شرقا لتحقيق "مطامع توسعية".
دور إماراتي
ودعمت الإمارات قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" في السيطرة على أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي.
وتقول السعودية إنها تسعى دائما إلى دعم اليمنيين في مواجهة الحوثيين، وإعادة السلطات الشرعية إلى الحكم.
وتستمر الحرب اليمنية، وسط آمال بإنهائها، وجهود دبلوماسية أممية ودولية للتوصل إلى حل سياسي، فيما يبدو أن الجانب الميداني- العسكري أصبح أكثر تعقيدا.
وحتى اليوم، لا يوجد منتصر ولا مهزوم، فكلا الطرفين تعرضا لإنهاك شديد واستنزاف هائل للمقاتلين.
مجاعة باليمن
ويدفع المواطن اليمني البسيط ضريبة الحرب، حيث بات الملايين على حافة المجاعة، إذ يعتمد 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، على المساعدات الإنسانية للبقاء أحياء.
وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة.
ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، ومسلحي "الحوثي" المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.