كيرى ولافروف يستأنفان المحادثات بشأن سوريا رغم الخلاف

كتب: وكالات - رويترز

فى: شئون دولية

04:19 13 أكتوبر 2016

 قال مسؤولون اليوم الأربعاء أن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى سيلتقى بنظيره الروسى سيرجى لافروف فى سويسرا يوم السبت لبحث الأزمة السورية فى الوقت الذى تشتد فيه حملة قصف مدمرة على مدينة حلب.

وشنت الحكومة السورية هجوما لاستعادة المناطق الخاضعة للمعارضة فى حلب الشهر الماضى بغطاء جوى روسى وبمساعدة مقاتلين مدعومين من إيران وذلك بعد أسبوع من إعلان وقف إطلاق النار الذى ساعدت واشنطن وموسكو فى التوصل إليه.

وقطع كيرى المحادثات مع نظيره الروسى الأسبوع الماضى بسبب الهجوم الذى شمل ضربات جوية على مستشفيات وهو تطور وصفته واشنطن وباريس بأنه يرقى إلى جرائم حرب تتحمل مسؤوليتها سوريا وروسيا.

وألقت الحكومتان السورية والروسية باللوم على خصومهما فى انتهاك وقف إطلاق النار وقالتا إنهما لا تستهدفان سوى المتشددين فى حلب وهى آخر معقل حضرى كبير للمعارضة المدعومة من الغرب حيث هناك أكثر من 250 ألف شخص تحت الحصار.

واستئناف الحوار رغم الهجوم يدل على قلة الخيارات المتاحة أمام البلدان الغربية بشأن الصراع السورى فهى تخشى من زيادة إمدادات الأسلحة لمقاتلى المعارضة لينتهى بها المطاف فى أيدى الجماعات المتشددة.

وقالت وزارة الخارجية الروسية أن كيرى ولافروف سيجتمعان فى مدينة لوزان السويسرية لدراسة اتخاذ خطوات باتجاه تسوية الصراع. ويتوقع أن يشارك فى الاجتماع وزراء خارجية تركيا وقطر والسعودية وإيران.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية أن كيرى دعا لعقد الاجتماع وإنه سيحضره لكنها أحجمت عن التصريح بما إذا كان وزراء خارجية آخرون ستوجه لهم الدعوة أو سيحضرون بالإضافة إلى لافروف.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست أن واشنطن لا تزال ملتزمة "بالانخراط العميق متعدد الأطراف" لخفض العنف فى سوريا والذى سيشمل "بالضرورة" روسيا أيضا.

وأضاف قائلا "لكن لم يعد ذلك فى سياق السعى للتوصل لاتفاق يبقى. .. على احتمال التعاون العسكرى الأمريكى مع روسيا. هذا هو ما خسرته روسيا المصداقية اللازمة لمحاولة الاتفاق."

وقال الدفاع المدنى السورى فى حسابه على تويتر أن الضربات الجوية العنيفة على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة فى مدينة حلب السورية أودت بحياة 25 شخصا اليوم الأربعاء سقط 15 منهم فى سوق بحى الفردوس.

ذكر مصدر عسكرى سورى أن الطائرات الحربية قصفت عدة مواقع إلى جنوب وجنوب غرب حلب لكن لم يتسن على الفور الوصول إلى مسؤولين سوريين وروس للتعليق على هجوم السوق.

وقع ذلك فى اليوم الثانى لضربات جوية عنيفة بعد هدوء دام أياما قال الجيش السورى أن الهدف منه إفساح المجال أمام المدنيين للمغادرة.

وقال معارضون أن شدة الضربات الجوية يومى الثلاثاء والأربعاء عادت إلى المستوى الذى بدأت به الحملة المدعومة من روسيا لاستعادة حلب.

ورجح تدخل روسيا فى الأزمة السورية قبل عام كفة الحرب لصالح الرئيس السورى بشار الأسد.

وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أنه وثق مقتل 55 شخصا فى قصف متزايد على شرق حلب خلال الساعات الثمانى والأربعين الماضية.

وقال المرصد أن قصفا نفذته المعارضة أسفر عن مقتل أربعة أشخاص فى مناطق خاضعة للحكومة.

وأفادت تقارير بوقوع اشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلى المعارضة فى منطقة خاضعة للمعارضة بجنوب حلب.

وقتل فى الحرب أكثر من 300 ألف شخص وفجرت أسوأ أزمة لاجئين فى العالم وسمحت بصعود تنظيم الدولة الإسلامية.

ويسعى الأسد إلى استعادة كامل حلب التى كانت أكبر مدن سوريا قبل الحرب.

واستخدمت روسيا يوم السبت الماضى حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار فرنسى بمجلس الأمن طالب بالوقف الفورى للضربات الجوية والطلعات الحربية فوق حلب.

واتهم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فرنسا اليوم الأربعاء بأنها تعمدت استدراج موسكو لاستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار فى الأمم المتحدة بشأن سوريا وأشار إلى أن باريس تنفذ ما تمليه الولايات المتحدة.

وقال بوتين "لأى غرض؟ هم يعرفون موقفنا ولم يناقشوه معنا... لأى غرض؟ لتصعيد الوضع وإشعال هستيريا ضد روسيا فى وسائل الإعلام التى يسيطرون عليها ولخداع مواطنيهم" متهما فرنسا بخدمة مصالح سياسية داخلية أمريكية.

وقال بوتين فى وقت لاحق لمحطة (تى. إف1) التلفزيونية الفرنسية أن الغرب خاصة الولايات المتحدة مسؤول عن محنة سوريا ورفض اتهامات غربية لروسيا وسوريا بارتكاب جرائم حرب.

ووجه نواب معارضون انتقادات لرئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس بشأن أسلوب إدارة العلاقات مع روسيا بشأن سوريا.

وقال فالس فى جلسة بالبرلمان "اختارت روسيا نهجا معوقا ومن وجهة نظرنا هذا الموقف ليس له ما يبرره."

ورغم حرب التصريحات قال الكرملين أن بوتين تحدث إلى الرئيس الفرنسى فرانسوا أولوند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الأربعاء وإنه أعرب عن أمله فى أن تكون محادثات السبت "مثمرة".

وقال مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين أن فرنسا وبريطانيا أيدتا مقترحا بتقليص استخدام القوى الكبرى لحق النقض فى حالات جرائم الحرب الخطيرة لكنه لم يدعم بشكل يذكر آمال المعارضة السورية.

كان الأمير زيد قال الأسبوع الماضى أنه ينبغى فرض قيود على حق النقض (الفيتو) فى مجلس الأمن للمساعدة فى حل الوضع وإخضاع سوريا لسلطة المحكمة الجنائية الدولية.

وقال الأمير زيد خلال مؤتمر صحفى فى جنيف اليوم الأربعاء أن فرنسا وبريطانيا دعمتا هذا الاقتراح مضيفا "نأمل أن تحذو الولايات المتحدة وروسيا والصين حذوهما."

وفى إطار القتال ضد تنظيم داعش يشن مقاتلون سوريون مدعومون من تركيا حملة حاليا فى شمال سوريا قرب الحدود التركية.

وقال قائد ميدانى بقوات المعارضة السورية لرويترز أن القوات استولت على قرية قريبة من بلدة لها أهمية استراتيجية لتنظيم الدولة الإسلامية فى عملية ساندتها تركيا فى شمال سوريا اليوم الأربعاء.

وسيطر مقاتلو المعارضة على قرية دويبق الواقعة على بعد حوالى كيلومترين من بلدة دابق التى لها أهمية رمزية كبيرة بالنسبة للتنظيم المتشدد. وقال القائد الميدانى أن الإشتباكات ليست عنيفة جدا لكن توجد مقاومة.

 

اقرأ أيضًا:

 

اعلان