ترامب.. سجل حافل من الانتقادات يطارده إلى البيت الأبيض
خلال حملته الانتخابية الطويلة، سواء في الانتخابات التمهيدية أو انتخابات الرئاسة، استخدم الرئيس الجمهوري المنتخب، الملياردير دونالد ترامب (70)، خطابا شرسا هاجم فيه الكثيرين داخل وخارج الولايات المتحدة.
وهو ما عرض رجل الأعمال ترامب لانتقادات من داخل وخارج بلاده، أطلقها مسؤولون حاليون وسابقون وفنانون وكتاب، منها أنه عنصري معادي للأقليات والأجانب والمهاجرين والنساء وأتباع الديانات الأخرى، ويمثل كارثة وطنية، وجاهل بالسياسة الخارجية، ويشبه "هتلر وموسليني".
هذه الانتقادات المرتبطة بآراء ترامب، لم تنته بإعلان فوزه على منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون (69 عاما)، في انتخابات الرئاسة التي أجريت الثلاثاء الماضي، ويبدو أنها ستطارد الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأمريكية إلى داخل البيت الأبيض، عقب تنصيبه يوم 20 يناير/ كانون الثاني المقبل.
كارثة وطنية بحسب رسائل إلكترونية مسربة في سبتمبر الماضي، اتهم وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، كولين باول، ترامب بالعنصرية بسب تساؤله المستمر عما إذا كان الرئيس الحالي (ديمقراطي)، باراك أوباما (من أصول إفريقية) قد ولد في الولايات المتحدة أم لا. واعتبر باول أن ترامب يمثل في هذا الخصوص "مصدر خجل بالنسبة للبلاد، وكارثة وطنية".
في الشهر نفسه، وخلال كلمة دعم لهيلاري كلينتون، اتهم نائب الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، ترامب بأنه "جاهل ويشكل تهديدا كبيرا للسياسة الخارجية الأمريكية".
وقاصدا ترامب، قال بايدن: "هو لا يعلم شيئا" عن السياسة الخارجية، مضيفا: "تصوروا لو أنه تم منح هذا الرجل رموز الأسلحة النووية".
وكثيرا ما أطلق ترامب، خلال حملته الانتخابية، تصريحات معادية للمسلمين، حتى أنه دعا إلى منع دخولهم إلى بلاده، حتى تعرف واشنطن، على حد قوله: "لماذا يكره المسلمون الولايات المتحدة".
وعلى خلفية هذه التصريحات، قال أوباما في أغسطس الماضي، إن "مرشح الجمهوريين (ترامب) لا يملك القدرة على ترأس هذا البلد، وهو يثبت صحة ذلك في كل خطاب يلدي به".
وعقب ظهور تسجيلات لترامب يسب فيها النساء، قال أوباما إن "المرشح الجمهوري، الذي يفتقر للثقة بنفسه، يسعى إلى رفع مكانته عبر شتمه للآخرين.. هو يقوم بالشيء نفسه تجاه الأقليات، والمهاجرين، وأتباع الأديان الأخرى، كما يسخر من المعاقين، ويشتم جنودنا، ومحاربينا القدماء أنا لا أوصي أبدا بتواجد شخصية كهذه في المكتب البيضاوي (الرئاسي)".
"هتلر و موسوليني" شبه الرئيس المكسيكي، إنريكي بينا نييتو، ترامب بالزعيم النازي الألماني، أدولف هتلر، وذلك عقب إعلان ترامب، خلال الحملة الانتخابية، اعتزامه بناء جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك؛ لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين.
وفي تصريحات صحفية، أضاف نييتو أن تصريحات ترامب "قاسية للغاية.. الزعيم الإيطالي الفاشي بنيتو موسوليني وهتلر جاءا أيضا بهذا الشكل".
وقدمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية نقدا لكتاب "هتلر: صعود 1889-1939". وتردد أن كاتبة هذا النقد ميشيكو كاكوتاني انتقدت ترامب ضمنيا، مما أثار جدلا كبيرا في الأوساط الإعلامية والسياسية بالولايات المتحدة.
مشاهير غاضبون
خلال مشاركتها في برنامج تلفزيوني، قالت نجمة هوليود، الممثلة جينيفر لورانس، إنه "في حال انتخب ترامب، فهذا يعني نهاية العالم".
وفي لقاء مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قال الكاتب الأمريكي الشهير، ستيفن كينج، "إن انتخاب ترامب يخيفني أكثر من أي شيء آخر".
وساخرة من ترامب، كتبت مغنية البوب الأمريكية، شير، على موقع التدوينات القصيرة "تويتر": "لن يكون كافيا الرحيل إلى كندا للتخلص من مأساة فوز ترامب.. الأفضل الرحيل إلى مكان يميل إلى اللون البرتقالي، مثل كوكب المشترى".
وبعد إعلان فوز ترامب، كتبت شير: "حتى وإن فاز، فسيبقى كما هو، منتقم وجبان، مثل ألمانيا (النازية) في الثلاثينيات (من القرن الماضي)، غضب شديد.. استهلك قيمنا الأمريكية".
فيما قال الممثل الأمريكي، بن ستيلر، إن "بعض الناس يأخذون ترامب على محمل الجد، وهذا يبدو جنونا".
وعن ترامب، قال الممثل الأمريكي، جورج كلوني: "كان شخصا انتهازيا، والآن نراه عنصريا ومعاديا للأجانب".
أما أكثر انتقاد لاذع بحق ترامب، فربما هو ما جاء على لسان الممثل الأمريكي، الحائز على جائزة الأوسكار، روبرت دي نيرو، حيث وصفه بأنه "أحمق متهور، خنزير، طائش".
ومضى قائلا إن "ترامب ليس بالشخص الذي يمكنه إدارة الولايات المتحدة الأمريكية.. هل هذا الشخص الذي نريده أن يكون رئيسا؟!".
وختم دي نيرو بقوله: "أنا مهتم بالاتجاه الذي تسير فيه بلادنا، وينتابني قلق شديد بأن تسير في الاتجاه الخاطئ مع دونالد ترامب".
ورغم الهجوم الشديد على ترامب طيلة الحملة الانتخابية، وخلافا لنتائج معظم استطلاعات الرأي، فاز ترامب بـ276 صوتا في "المجمع الانتخابي"، ليضمن دخول البيت الأبيض لمدة أربع سنوات، لا يبدو أنها ستشهد نهاية لهذا السجل الحافل من الانتقادات، بل ربما تشهد مزيدا من الانتقادات داخليا وخارجيا.