مطالبة أممية بالتحقيق في تزايد جرائم الكراهية ضد مسلمي أمريكا
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه تجاه ما ورد في تقرير أمريكي رسمي بشأن تزايد معدلات جرائم الكراهية المرتكبة ضد المسلمين في الولايات المتحدة، مطالبا بالتحقيق فيما ورد فيه ومحاسبة الجناة.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام فرحان حق إن "بان كي مون يدين كافة أشكال التمييز بناء على العرق أو الدين أو التوجه الجنسي".
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده المسؤول الأممي بمقر المنظمة الدولية بنيويورك وأجاب فيه على أسئلة الصحفيين بشأن موقف بان كي مون من ارتفاع معدلات جرائم الكراهية المرتكبة ضد المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 67% العام الماضي، وذلك بحسب ما كشف عنه تقرير لمكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي "إف بي آي"، أمس الاثنين.
وأضاف المسؤول الأممي أن "بان كي مون يعتبر ما ورد في ذلك التقرير مصدر كبير للقلق ويتعين إجراء تحقيقات بشأنه".
وأوضح أن "الأمين العام يرى أنه لا بد من التحقيق بشأن ما كشف عنه التقرير وفي حال ثبوتها لا بد من محاسبة مرتكبي تلك الجرائم".
وأظهر تقرير المباحث الفيدرالية الأمريكية "إف بي آي" ارتفاع حاد بنسبة 67% في عدد جرائم الكراهية ضد المسلمين في الولايات المتحدة خلال سنة واحدة حيث قفزت عدد تلك الجرائم العام الماضي إلى 257 جريمة مقابل 154 في عام 2014.
كما كشف التقرير وقوع أكثر من 5 آلاف جريمة "كراهية"، في البلاد، خلال العام 2015، بحسب ما كشفت عنه مكاتب الأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة.
وأوضح التقرير أن هذه الجرائم ارتكبها 5 آلاف و475 معتدِ، جرى التعرف عليهم، وبلغت أعداد الضحايا 7 آلاف و121 شخصاً.
وأشار التقرير إلى أن 1219 جريمة قد استهدفت ضحايا على أسس توجههم "الجنسي"، وأن 1354 اعتداء، كان على أسس "دينية"، بينها 51.3% ضد اليهود، فيما احتل المسلمون المرتبة الثانية في قائمة الأقليات الدينية التي تعرضت لجرائم الكراهية بنسبة 22.2%.
وأوضح أن العدد المتبقي من جرائم الكراهية استهدف الضحايا على أساس "العرق"، وكان نصيب السود منها 52.7%، فيما تلقى البيض 18.2%، وحظي اللاتينيين بنسبة 0. 4% من هذه الجرائم، بينما تلقى 3.4% منها السكان الأصليين للبلاد.
وتصاعدت الحوادث المعادية للمسلمين في الولايات المتحدة، منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، إلا أنها شهدت تصاعداً مثيراً للقلق في الأعوام الأخيرة.
وما زاد الأمور سوءاً فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، بعد أن كان قد استخدم خطاباً مليئاً بالعنصرية والتحريض ضد المسلمين والأقليات الأخرى.
وفي يونيو الماضي، كشف تقرير حول ظاهرة "الإسلاموفوبيا"، باسم "مواجهة الخوف"، أعده مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير"، و"مركز العرق والجنس" في جامعة كاليفورنيا، وجود 74 مجموعة تنشر "الإسلاموفوبيا" في الولايات المتحدة.
ومن بين تلك المجموعات 33 مجموعة، على الأقل، "تتخذ هدفًا رئيسيًا يتمثل في تشجيع التحيز والحقد على الإسلام والمسلمين".
وكشف التقرير، الذي اطلعت عليه الأناضول، استهداف 78 مسجدا عام 2015، وهو أعلى عدد للحوادث تم تسجيله خلال سنة واحدة، منذ بدأت متابعة هذه الأحداث عام 2009.
ويمثل عدد المسلمين في الولايات المتحدة 3.3 ملايين شخص ما يمثل نسبة 1% من إجمالي عدد السكان البالغ قرابة 304 مليون نسمة.