ترامب ينفذ وعوده.. "بومبيو" معادٍ آخر للإسلام يقترب من المخابرات
ربما يكون اختيار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بعد فوزه في 8 نوفمبر الجاري، لعضو مجلس النواب مايكل بومبيو، لقيادة أحد أهم الأجهزة المخابراتية في العالم، أقل خياراته إثارة للجدل حتى الآن.
فالصقر الجمهوري البالغ من العمر 52 عاماً، عمل في لجنة مجلس النواب للشؤون الاستخبارية، وهو خريج أكاديمية "ويست بوينت"، العسكرية العريقة.
وتخرج "بومبيو" من الأكاديمية بالترتيب الأول على دفعته كمهندس ميكانيكي في 1986، ليلتحق بعدها بكلية الحقوق في جامعة "هارفارد"، والتي صار لاحقاً محرراً لدوريتها القانونية "هارفارد لو ريفيو".
ممثل الحزب الجمهوري عن ولاية "كنساس"، هو الآخر له مشكلة مع المسلمين - أسوة بمرشحي ترامب الآخرين - ويؤخذ عليه اعتباره زعماء المسلمين في الولايات المتحدة "متواطئين" مع الجماعات الإرهابية.
وفي 2013، وعقب شهرين من هجمات بوسطن (وقعت في أبريل مخلفة 3 قتلى وأكثر من 260 مصاب) أطلق بومبيو، خلال جلسة لمجلس النواب الأمريكي، تصريحات يجاهر بها بهجومه على المسلمين.
وورد في تصريحاته "عندما تأتي الهجمات الإرهابية الأشد إيذاء للولايات المتحدة في العشرين عام الأخيرة، من قبل أتباع دين واحد، ويتم تنفيذها باسم ذلك الدين، فإن هنالك التزام خاص يقع على عاتق قادة ذلك الدين، لكنهم بدلاً من أن يردوا (بإدانة الهجمات)، فإن سكوت هؤلاء القادة الإسلاميين في مختلف أنحاء الولايات المتحدة جعلهم متواطئين مع هذه الأفعال، والأهم من ذلك، الأحداث (الإرهابية) التي ستليها".
التصريحات النارية لعضو مجلس النواب، سرعان ما وصفها مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير"، بأنها "خاطئة وغير مسؤولة"، في رسالة بعث بها إلى بومبيو، في 12 يونيو 2013، حيث أشار إلى أن القادة الإسلاميين في الولايات المتحدة أدانو هجمات بوسطن، بعد ساعات من وقوعها.
لكن عضو الكونجرس الأمريكي، سرعان ما قام بتغيير موقفه بعد زيارة له لمنطقة البقاع اللبنانية، حيث التقى هناك عدداً من اللاجئين السوريين، وهو أمر انعكس على خطاب ألقاه أمام حشد من الجمهوريين في ولاية كنساس، في نوفمبر 2015.
وقال آنذاك "يجب الفصل بين أولئك الذين يصطفون مع التطرف وبين أولئك الذين يحاربون، مهما كان دينهم، فهنالك الكثير من المسلمين من أصحاب النوايا الحسنة ويحتقرون المتطرفين مثلهم في ذلك مثل أي دين آخر".
وعلى الصعيد السوري، فإن النائب الجمهوري يتخذ موقفاً متشدداً من الصراع السوري، وكان من مؤيدي الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في ضرب رأس النظام السوري، بسبب رفضه وقتها تسليم أسلحته الكيماوية، ومن هذا المنطلق يذهب بومبيو، لمعاداة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
ويرزت مواقف بومبيو بهذا الخصوص، في مقال للرأي نشره مع عضو مجلس الشيوخ توم كوتون، تحت عنوان "الحزب الجمهوري يجب أن يدعم الرئيس أوباما في سوريا"، على صفحات جريدة "الواشنطن بوست".
وجاء في المقال "في الوقت نفسه يتحرك أعداؤنا (داخل سوريا) دون عقاب، فإيران وحزب الله يرسلون إلى الأسد، آلافاً من القوات البرية والأسلحة لمقاتلة المتمردين (المعارضة السورية)، ومشاركتهم قلبت التوزان لصالح الأسد في الأشهر الأخيرة، وروسيا تواصل دعمها لهذه الدول المارقة والمنظمات الإرهابية، بالسير على خطى فلاديمير بوتين، غير المبرر والمفلتة من العقاب على تعديها على المصالح الأمريكية".
ويمكن لترشيح بومبيو، أن يواجه رفضاً من الحزب الديمقراطي، ليس بسبب مواقفه المذكورة أعلاه وحسب، وإنما كونه أحد الرافضين المتشددين للاتفاق النووي مع إيران، وكذلك لإغلاق معتقل "جوانتانامو".
ومعتقل جوانتانامو، أقامه الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، في كوبا، عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، بينما وعد الرئيس باراك أوباما، في خطاب له نهاية عام 2015، بخفض عدد المعتقلين، إلى ما دون 100 شخص مطلع العام الجاري، في خطوة نحو إغلاقه.
وتتوافق ترشيحات ترامب بحسب مراقبين مع اقترحه فرض حظر على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، فضلا عن فرض السيطرة على بعض المساجد في الولايات المتحدة.
وكان المرشح الرئاسي الأمريكي عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب قال بعد ساعات من وقوع هجوم على ملهى ليلي في أورلاندو إنه كان محقا بشأن "الإرهاب الأصولي الإسلامي".
وأضاف ترامب في تغريدة على موقع تويتر "أقدر التهاني لي لأنني كنت محقا بشأن الإرهاب الأصولي الإسلامي.. لا أريد تهاني.. أريد شدة ويقظة.. ينبغي أن نكون أذكياء".