
بـ«الشبح».. إسرائيل تغزو سماء الشرق الأوسط

يرى خبير عسكري فلسطيني، أن تزويد الولايات المتحدة الأمريكية، لإسرائيل بطائرات حربية من طراز F35 أو "الشبح"، سيعزز التفوق الإسرائيلي الجوي في منطقة الشرق الأوسط.
وستنضم هذه الطائرات إلى سرب ضخم مكون من طائرة حربية ومروحية متطورة، بحوزة إسرائيل.
واحتفت إسرائيل بشكل لافت، بوصول أول طلائع هذه الطائرات إلى قواعدها الجوية، الأسبوع الماضي.
ويصف اللواء متقاعد، واصف عريقات، الخبير والمحلل العسكري، الطائرة الحربية F35 أو "الشبح" بأنها "طائرة المستقبل الأكثر تطورا في العالم".
ويقول في حديث لوكالة الأناضول:"" إنها تمنح إسرائيل تفوقا جويا في المنطقة، فهي قادرة على التحليق دون أن ترصدها منظومة الصواريخ المضادة للطائرات خاصة تلك التي تمتلكها إيران".
وبدوره، يقول جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن الطائرة التي يطلق عليها اسم "العظيم" قادرة على قطع المسافة ما بين شمال وإسرائيل وجنوبها في غضون 13 دقيقة فقط كما يمكنها مهاجمة الأهداف دون رصد الرادارات لها.
وأضاف جيش الاحتلال الإسرائيلي ردا على استفسارات لوكالة الأناضول، أمس الأحد:" الطائرة سترسخ التفوق الإسرائيلي الجوي في السنوات الأربعين القادمة".
وتابع:" إن شراء الطائرات الجديدة، والتي يساوي كل منها 100 مليون دولار، يمثل نقلةً نوعية غير مسبوقة".
والطائرة من انتاج شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية.
ويقول جيش الاحتلال الإسرائيلي:" تستطيع الطائرة الوصول إلى سرعة قصوى تصل إلى 1960 كيلومترا في الساعة وطولها 15.7 مترا وارتفاعها 4.3 أمتار ويبلغ اتساع جناحيها 10.7 أمتار".
وفي حفل نقلته محطات التلفزة والإذاعة الإسرائيلية ببث مباشر، وأفردت له وسائل الإعلام الأخرى عناوينها الرئيسة استقبلت إسرائيل الأسبوع الماضي طائرتين من طراز F35.
ويخطط جيش الاحتلال الإسرائيلي لإنشاء قاعدتين جويتين حتى سنة 2021 تتضمنان 50 طائرة.
وستنضم هذه الطائرات إلى سرب ضخم مكون من 520 طائرة حربية و181 مروحية عسكرية بحوزة إسرائيل، بحسب معطيات المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي (غير حكومي).
واستنادا إلى دراسة صادرة عن المعهد وحصلت وكالة الأناضول، على نسخة منها فإنه حتى نهاية العام 2014 توفرت لدى إسرائيل 520 طائرة حربية من بينها 446 طائرة بالخدمة.
ويشمل السرب الإسرائيلي من الطائرات، 80 طائرة من طارز سكاي هوك (SKYHAWK) التي دخلت الخدمة منذ العام 1967، من بينها 20 طائرة في الخدمة و97 طائرة من طراز (F-15) التي وصلت إسرائيل بدءا من العام 1967 ثم في سنوات الثمانينيات والتسعينيات ومن بينها 83 في الخدمة.
أما الطراز الأخير الذي دخل سلاح الجو الإسرائيلي بدءا من الثمانينيات فهو (F16) الذي تمتلك إسرائيل منها 343 طائرة جميعها في الخدمة.
أما على صعيد المروحيات المقاتلة، فتمتلك إسرائيل 181 مروحية من بينها 154 في الخدمة أبرزها الاباتشي(APACHE) التي تمتلك منها إسرائيل 45 مروحية.
وتمتلك أيضا 45 من طائرات كوبرا(COPRA)، في حين لديها من طائرات "ياسور" 37، ومن بلاك هوك (BLACK HAWK) 49، وأخيرا "بانتر" (PANTHER) التي تمتلك منها 5 مروحيات.
ولكن مقارنة مع كل هذه الطائرات والمروحيات فإن (F35) هي الأقوى على الإطلاق بحسب عريقات وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفي هذا الصدد، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي ردا على استفسارات "الأناضول":" يمكن لطائرة F-35 واحدة أن تقوم بما تقوم به 4 طائرات أخرى".
وأضاف:" هناك أفضليات لطائرة F-35 المُراوغة مقارنة بالطائرات الأخرى، يصل مجال الطيران الأقصى لهذه الطائرة دون التزوّد بالوقود جوا إلى 2,200 كم، وإلى سرعة قصوى 1930 كم/س ويمكنها أن تحمل أكثر من 8,000 كيلوغرام من المتفجرات".
ونابع:" إن خصائص الطائرة المُراوغة الجديدة تسمح لها العمل في مكان مليء بالصواريخ وأنظمة مضادة للطائرات".
ولفت جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى ان وزن الطائرة الجديدة، وهي خالية من الوقود والذخيرة 13,290 كيلوجراما فقط، ولكنها تستطيع الطيران أيضا عندما يصل وزنها مع الحمولة إلى 31,735 كيلوغراما".
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي:" تستطيع الطائرة بفضل أجهزة المعلومات التي تتضمنها أن تنقل المعلومات إلى الأرض، فورا بطريقة مشفّرة، وفي المقابل، تزيد قدرة مُراوغتها من قدرة صمودها بشكل كبير".
ومن جهته، وصف اللواء المتقاعد واصف عريقات هذه بأنها "طائرة المستقبل".
وقال:" هي الأكثر تطورا في العالم وتتفوق على جميع أنواع الطائرات من الجيل الرابع، ولذلك فإنها تؤمن لإسرائيل التفوق الجوي في المنطقة ".
وأضاف:" هذه الطائرة تحلق دون أن ترصدها منظومة الصواريخ المضادة للطائرات خاصة تلك التي تمتلكها إيران التي تعتبرها إسرائيل العدو الاول لها في العالم".
وتابع عريقات:" هذه الطائرة قادرة على حمل ذخائر بوزن 8 أطنان من المتفجرات بما يشمل صواريخ جو-جو، وجو-بحر، مع العلم بأن ساعة الطيران فيها تكلف 35 ألف دولار".
وأغلى ساعة طيران متوفرة لدى إسرائيل ما قبل هذه الطائرة كانت F16 التي تتكلف 20 ألف دولار، بحسب عريقات.
ورأى اللواء عريقات أن كل هذه المواصفات "تمنح إسرائيل تفوقا جويا لسنوات عديدة قادمة وهو ما سيجعلها تكرس احتلالها لفلسطين وهجماتها على الدول المجاورة، كما توفر لها ذراع طويلة في كل المنطقة ".
وينظر إلى هذه الطائرة على انها تلبي احتياجات إسرائيل، إذا ما أرادت ضرب إيران او ضرب مواقع فيها.
وقال عريقات:" تتذرع إسرائيل بأن التهديد الأساسي الموجه لها يأتي من إيران".
لا دولة عربية تمتلكها
ويلفت اللواء عريقات إلى أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك هذه الطائرة.
وأضاف:" من الممكن أن تزود واشنطن دول في اوروبا بهذا النوع من الطائرات".
وقال اللواء عريقات:" أعتقد إنه إذا ما طلبت أي من الدول العربية هذا النوع من الطائرات فإنها ستحجب عنها، وإذا ما سمحت الولايات المتحدة الأمريكية ببيعها، فإنها ستكون منقوصة الاجهزة والمواصفات والمقاييس وليست كما هي عند إسرائيل".
وأشار إلى أن الصناعات الجوية الإسرائيلية، تشارك مع الشركات الأمريكية في صناعة بعض الأجهزة المتطورة الموجودة في هذا النوع من الطائرات.
وتابع اللواء عريقات:" الميزة بالنسبة لإسرائيل هي أن الأجهزة الإلكترونية المتقدمة تصنع بالشراكة ما بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وهذا بطبيعة الحال لا يمكن أن يعطى للدول العربية".
قدرات تنفرد فيها في المشهد الجوي
وتقدم الولايات المتحدة الأمريكية مساعدات تقدر بنحو 3.8 مليار سنويا لإسرائيل.
ويصف الجيش الإسرائيلي الطائرة (F35) بأنها "تمتلك قدرات تنفرد فيها في المشهد الجوي".
وقال:" الطائرة غير مرئية، وبإمكانها التسلل والظهور مفاجئة أمام الهدف الذي تختاره ".
وأضاف:" إن إسرائيل من الدول الأولى في المنطقة التي ستتزود بطائرات F-35 وستكون الدولة الثانية بعد الولايات المتحدة التي ستستخدمها في شن الغارات الجوية".
وتابع:" بما أن الطائرات الجديدة تتضمن أنظمة متقدّمة، تختلف عن الأنظمة القائمة، يجري الجيش الإسرائيلي تحضيرات للملاءمة بين البنية التحتية وبين الطائرات الجديدة، وفي إطار هذه التحضيرات، بُنيت غرف محاكاة خاصة ومخصصة لتعليم الطيارين والطواقم الأرضية كيفية تشغيل الطائرة الجديدة".
وحدد الجيش 3 مهمات لهذه الطائرة وهي "التصوير، وجمع المعلومات أو الهجوم".
وقال:" كما انها قادرة على التحليق بصورة عمودية والهبوط في مدرج وليس في المطارات حصرا".
وأضاف الجيش الإسرائيلي:" هذه الطائرة المقاتلة من الجيل الخامس، وهي واحدة من الطائرات الأكثر تقدما من الناحية التكنولوجية حتى الآن، وتعطي سلاح الجو القدرة على مواجهة أي تهديد تتعرض له إسرائيل".
وقال مسؤول رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي، والذي يتوقع أن يكون القائد الأول لطائرات F-35 المُراوغة، في تصريح مكتوب أرسل الجيش نسخة منه لوكالة الأناضول:" لقد اشترينا هذه الطائرة لمهاجمة الأماكن التي لا يمكننا مهاجمتها دائما، وهي تستطيع القيام بذلك بشكل ممتاز، وهذا هو هدفنا".
وأضاف، المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه:" ربما يكون الطيران إلى إيران مختلفا، ليس بنفس الارتفاع، ولا بنفس المسار، ومهاجمة الهدف ستكون مختلفة أيضا..في ساعة ومكان آخر".
مقارنة مع F16
يصف جيش الاحتلال الإسرائيلي هذه الطائرة بأنها "خطوة متقدمة على الطائرات من طراز F16 خاصة مع إضافة تقنيات تجعلها غير مرئية لرادارات العدو وأجهزة الرصد الأخرى".
وقال:" في نواح كثيرة فإن الطائرات من طراز (F35) هي نسخة حديثة من طراز (F-16) قيد الاستخدام من قبل الجيش الإسرائيلي، لقد بنيت على أنها طائرة ذات محرك واحد صغير وهي فعالة للغاية بسبب تنوعها ما يجعلها قادرة على إنجاز أي نوع من المهمات: من الدعم الجوي القريب، للقدرة على الطيران في جميع الأحوال الجوية، وبطبيعة الحال، خوض المعارك في وخارج نطاق البصر على حد سواء".
إسرائيل الأولى في العالم
ولفت جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أن "إسرائيل هي الدولة الأولى في العالم التي تتلقى هذه الطائرة خارج الولايات المتحدة الأمريكية".
وقال:" أرسل سلاح الجو الإسرائيلي فريقين الولايات المتحدة، من أجل التعلم عن هذه الطائرة وكيفية استخدام قدراتها".
وأضاف:" ستتسلم إسرائيل 50 طائرة من هذا النوع في السنوات القليلة المقبلة".