المسلمون أكبر ضحايا جرائم الكراهية في أمريكا عام 2016
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية العديد من جرائم الكراهية في عام 2016 وأغلب تلك الجرائم ضد المسلمين.
تناولت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تلك الجرائم، في مقال بقلم الكاتبة "آنا نورث".
وبحسب الكاتبة فقد قفزت نسبة جريمة الكراهية ضد المسلمين بمعدل 67 بالمئة خلال عام 2015، وأرجعت السبب في ذلك للهجمات "الإرهابية" التي شهدتها الولايات المتحدة وأوروبا العام الماضي.
فما هو الفرق بين جريمة الكراهية والإرهاب؟
جريمة الكراهية
بحسب تعريف "اف بي آي" لجريمة الكراهية فهي: جريمة تحدث بدافع التحيز ضد العرق أو الدين أو التوجه الجنسي أو الإعاقة أو الجنس أو الحزب السياسي...إلخ.
وهي تصنف على أنها عنف يحركه الانحياز، ولها أشكال عديدة: كالاعتداء الجسدي وتخريب الممتلكات والإهانة والتحرش والرسوم أو الكتابات المسيئة.
وجريمة الكراهية تحددها النية، ويجب إظهار سبب قتل الشخص الأول للثاني وإثبات وجود عداء وكراهية عنصرية.
جريمة الإرهاب
تناول الباحث د. كريم مزعل شبي جريمة الإرهاب في القانون الدولي، في بحث أكاديمي بعنوان "مفهوم الإرهاب في القانون الدولي والداخلي" جاء فيه:
"ذهب الجانب الغالب من فقهاء القانون الدولي إلى تجنب تعريف الإرهاب على اعتبار أن في البحث عن تعريف لهذه الظاهرة مضيعة للوقت والجهد ومن الواجب التركيز على الإجراءات الفعالة لمكافحته".
وأشار الباحث إلى أن وزارة العدل الأمريكية عرّفت الإرهاب عام 1984 بأنه سلوك جنائي عنيف يقصد به بوضوح التأثير على سلوك حكومة ما عن طريق الاغتيال أو الخطف.
بينما ذهب مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى تعريفه بأنه عمل عنيف أو عمل يشكل خطراً على الحياة الإنسانية وينتهك حرمة القوانين الجنائية في أية دولة.
واللافت أن التشريع السوري كان من أقدم التشريعات العربية التي تناولت موضوع الإرهاب باعتباره جريمة مستقلة، بحسب الباحث شبي، فقد عرفت المادة (304) من قانون العقوبات لعام 1949 الإرهاب بقولها "يقصد بالأعمال الإرهابية الأفعال التي ترمي إلى إيجاد حالة ذعر، وترتكب بوسائل كالأدوات المتفجرة، والأسلحة الحربية والمواد الملتهبة، والمنتجات السامة أو المحرقة، والعوامل الوبائية أو الجرثومية التي من شأنها أن تحدث خطراً عاماً".
هل كل جريمة كراهية إرهاب؟
بحسب التعاريف السابقة فالإرهاب قد يكون جريمة كراهية، لكن لا تعتبر جميع جرائم الكراهية إرهاباً، فهدف الإرهاب هو تخويف مجموعة كبيرة من الناس، أو التأثير على سياسة الحكومة، لكن جريمة الكراهية قد تستهدف شخصاً واحداً فقط، لذا فهما فئتان متداخلتان لكنهما ليستا متشابهتين تماماً.
ومن الواضح أن تصنيف الجريمة على أنها جريمة كراهية أو جريمة إرهاب هو أمر يخضع لاعتبارات كثيرة، منها التفسير القانوني وإرادة الدولة، ومدى رغبتها بتوظيف الحدث بما يتناسب مع سياستها الداخلية أو اعتباراتها الخارجية.
فعندما قُتل الدكتور السوري ضياء بركات وزوجته يسر وأختها رزان أبو صالحة في بلدة تشابل هيل بولاية نورث كارولاينا الأمريكية في عام 2015، من قبل جارهم الأمريكي الأبيض المدعو "كريغ ستيفن هيكس" ثار جدل كبير حول هل كان دافع الجريمة هو الكراهية أم لا؟ وهو ما يعطي دلالة واضحة على صعوبة تصنيف جرائم الكراهية، وسهولة ذلك بالمقارنة مع جرائم الإرهاب التي تسارع الدول لإطلاقها على حوادث أخرى قد تتشابه في عناصرها مع جرائم الكراهية.
ورغم أن منظمات حقوقية أفادت بانتشار واضح لجرائم الكراهية بواقع سبعة آلاف جريمة مرتبطة خصوصاً بالتعصب ضد المسلمين خلال العام الماضي في أوروبا، وأكثر من 700 في الولايات المتحدة منذ انتخاب الملياردير "دونالد ترامب" رئيساً إلا أن قضايا جرائم الكراهية في إنجلترا وويلز مثلاً، انخفضت بواقع 10 في المئة تقريباً العام الماضي على الرغم من ارتفاع البلاغات المسجلة، بحسب أرقام رسمية.
وأشارت أرقام لهيئة حرية تداول المعلومات في بريطانيا إلى أن جرائم الكراهية ازدادت بواقع 20 في المئة العام الماضي لتصل إلى أكثر من 60 ألف جريمة، غير أن المحال منها إلى القضاء تراجع بواقع ألف و379 جريمة فقط.
ولعل ما يفسر ذلك هو حالة الخوف التي يعيشها المسلمون عموماً في الغرب، بسبب كونهم متهمين دائماً بالإرهاب، وبالتالي فهم يتعرضون لمضايقات ولا يبلغون عنها.
خطاب معادٍ للمسلمين
تزايدت الحوادث المعادية للمسلمين في الولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 إلا أنها شهدت تصاعداً مثيراً للقلق في الأعوام الأخيرة.
وما زاد الأمور سوءاً فوز "ترامب" بالانتخابات الرئاسية بعد أن كان قد استخدم خطاباً يحرّض ضد المسلمين والأقليات الأخرى، ثم دعا بعد فوزه إلى وقف تلك الحوادث.
من جهة ثانية، بلغت جرائم الكراهية الناجمة عن التمييز والتعصب ضد المسلمين في أوروبا خلال العام 2015 ستة آلاف و811 جريمة في عدد من الدول الأوروبية بحسب تقرير صدر في نوفمبر الماضي عن مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وأفاد المكتب بزيادة تلك الجرائم إلى حد كبير أبرزها الاعتداء على المحجبات وإضرام النار في المساجد ودور العبادة.
وجاء في تقرير المكتب أن "الخطاب المعادي للمسلمين ناجم عن الوصف الذي يدمج الإسلام بالإرهاب والتطرف وعن تشكيل المجتمعات المسلمة تهديداً للهوية الوطنية وأن ثقافة المسلمين توصف بأنها الوحيدة التي لا تنسجم مع حقوق الإنسان والديمقراطية".
وذكرت دراسة أن 215 ألفاً و247 هو عدد "التغريدات" التي نُشرت باللغة الإنكليزية على "تويتر" بمحتويات تسيء إلى الإسلام أو تحرض عليه أو تربط بينه وبين الإرهاب بشكل مباشر أو غير مباشر في شهر يوليو الماضي وحده.
وركزت الدراسة التي صدرت في أغسطس الماضي عن مركز "ديموس" البحثي البريطاني على الفترة بين مارس إلى يوليو 2016 والتي شهدت عدداً من الحوادث الإرهابية في الغرب أبرزها هجوم نيس ومقتل كاهن كنيسة بمدينة روان في فرنسا.
كما قارنت بين تفاعل المغردين مع تلك الحوادث على الموقع الذي يعكس إلى حد كبير تفاعل الناس مع مختلف الأحداث وتأثرهم بوسائل الإعلام المختلفة.
وأشارت الدراسة إلى نشر ما معدله 289 تغريدة معادية للإسلام كل ساعة أي ما يصل إلى 7 آلاف واحدة في اليوم خلال يوليو وهو المعدل الأعلى منذ إطلاق المركز عملية الرصد أواخر فبراير الماضي.