محاكمة جنود أتراك بتهمة محاولة اغتيال أردوغان
طالب الادعاء بالسجن المؤبد لأكثر من 40 جنديا تركيا في بداية محاكمتهم بتهمة محاولة اغتيال الرئيس رجب طيب أردوغان خلال محاولة انقلاب فاشلة العام الماضي.
ونقل المتهمون وسط حراسة مشددة في حافلات إلى محكمة في مدينة موجلا التي تقع بجنوب غرب تركيا ولا تبعد كثيرا عن المنتجع الفاخر الذي فر منه أردوغان وأسرته بشق الأنفس من الجنود في طائرة هليكوبتر قبل أن يتعرض الفندق الذي كانوا يقيمون فيه للهجوم.
وقتل أكثر من 240 شخصا خلال محاولة الانقلاب في 15 يوليو عندما قادت مجموعة من الجنود دبابات وطائرات حربية وطائرات هليكوبتر وهاجموا البرلمان وحاولوا الإطاحة بالحكومة.
ووجه الادعاء اتهامات عدة اليوم الاثنين إلى 47 مشتبها بهم- وجميعهم تقريبا جنود- منها محاولة اغتيال الرئيس وانتهاك الدستور والانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح.
ولم يتضح على الفور كيف سيرد المشتبه بهم في القضية.
وقال حسين ايدين محامي أردوغان لرويترز إنه يتوقع تطبيق أشد العقوبات.
واعترف واحد من أول من أدلوا بشهاداتهم من المتهمين بقبول مهمة لخطف أردوغان وليس قتله.
وقال جوخان سونميزاتيز للمحكمة "مهمتي كانت أخذ الرئيس وإحضاره إلى قاعدة أقينجي الجوية سالما معافى."
وتقول تركيا إن محاولة الانقلاب من تدبير رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن.
وينفي كولن الذي يعيش في منفاه الاختياري بولاية بنسلفانيا الأمريكية منذ 1999 هذه الاتهامات وأدان الانقلاب.
ومنذ الانقلاب الفاشل ألقي القبض على أكثر من 40 ألف شخص وأقيل ما يربو على 100 ألف أو أوقفوا عن العمل في الجيش والخدمة المدنية والقطاع الخاص.
وبدأت تركيا في ديسمبر كانون الأول أولى محاكماتها الجنائية المتعلقة بمحاولة الانقلاب ومن المتوقع أن يليها المزيد من المحاكمات.
* قناصة وقوات خاصة
وصفت لائحة الاتهام سونميزاتيز وهو بريجادير جنرال سابق بأنه أحد قادة المهمة وهو ما نفاه في المحكمة. كما نفى أيضا اتهامات بأنه عضو بشبكة كولن.
وقال للمحكمة في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني "لقد كان من أجل البلاد.. من أجل الأمة أن نضع حدا للفساد في الداخل وأن ننهي الرشوة وأن نحمي بلادنا من حزب العمال الكردستاني."
ونفى متهم آخر يدعى شوكرو سيمين أي صلة له بكولن لكنه لم يبد أي ندم على القيام بدور في الانقلاب. وقال المتهم وهو ميجر سابق بالجيش للمحكمة "نعم شاركت في انقلاب. اتبعت الأمر الذي صدر لي ولن أجلس وأبكي مثل طفل على ذلك."
كان المشتبه بهم ومن بينهم معاون شخصي سابق لأردوغان يرتدون بدلا عندما نقلوا من السجن إلى المحكمة. ووجدوا في استقبالهم حشدا من نحو 200 شخص يلوحون بالأعلام ويطالبون بإعدامهم.
وقال محتج يدعى زوهال أيهان (61 عاما) في إشارة لأردوغان "نريد عقوبة الإعدام. لنكسر اليد التي حاولت الإضرار برئيسنا. أفديه بحياتي."
وألغت تركيا رسميا عقوبة الإعدام في إطار محادثاتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي عام 2002. وكررت حشود منذ محاولة الانقلاب الدعوة إلى إعادة العمل بها في تحرك سيمثل على الأرجح نهاية لمحاولة تركيا الانضمام إلى الاتحاد.
وطوقت المنطقة المحيطة بالمحكمة ونظمت فيها دوريات من قبل عشرات من قوات الأمن بما في ذلك رجال الشرطة والقوات الخاصة. واعتلى القناصة الأسطح القريبة.
ومثل 44 متهما أمام المحكمة في حين لا يزال ثلاثة طلقاء ويحاكمون غيابيا. والمحكمة في موجلا صغيرة بدرجة يتعذر معها محاكمة ذلك العدد الكبير من المتهمين. وقالت السلطات إن المحاكمة يجري سماعها في قاعة المؤتمرات بغرفة التجارة المجاورة.
وجاء في لائحة الاتهام أن نحو 37 جنديا متهمون بأن لهم دور مباشر في اقتحام فندق جراند يازيجي كلوب تيربان الفاخر وأن الآخرين قدموا العون للعملية.
وهبط الجنود من طائرات هليكوبتر على الفندق في مرمريس باستخدام حبال وأطلقوا النار بعد مغادرة أردوغان مباشرة.