دبلوماسي كوري شمالي: إصرار أمريكا على نشر «ثاد» ينذر بحرب فعلية
قال الدبلوماسي الكوري الشمالي جون يونج تشوي إنَّ التدريبات الأمريكية الكورية الجنوبية المشتركة، وإصرارهما على نشر منظومة "ثاد" المضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية كان سببًا رئيسيًّا في تصعيد التوتر فيما بين الجارتين.
وحذَّر، في تصريحاتٍ له، خلال مؤتمر لنزع السلاح في جنيف ترعاه الأمم المتحدة، حسب "رويترز"، من أنَّ هذا التوتر قد يتحول إلى حرب فعلية بين الجانبين.
وقال تشوي: "التدريبات والتعاون العسكري غير المسبوق كان سببًا رئيسيًّا لتصاعد التوتر، وقد يؤدي إلى حرب فعلية".
وفي المقابل، أعلن ممثل الولايات المتحدة الدائم في مؤتمر نزع السلاح روبرت واد أنَّ واشنطن تجري محادثات مكثفة مع سيؤول للتعجيل بمدها بمنظومة "ثاد" للدفاع الجوي، والمضادة للصواريخ البالستية.
وأعرب وود عن ثقته في أنَّه يمكن نشر النظام بصورة كاملة قبل نهاية العام الجاري أو ربما في وقت سابق.
وأشارت تقارير صحفية إلى أنَّ وزارة الدفاع الكورية الجنوبية تسلَّمت أجزاء من النظام، وتمَّ تسلم جزء ثانٍ منها في قاعدة "أوسان" الجوية جنوبي سيؤول.
وفي وقتٍ سابق اليوم، أعلنت القيادة الأمريكية في المحيط الهادي أنَّ الولايات المتحدة بدأت نشر نظام "ثاد" المضاد للصواريخ الباليستية في كوريا الجنوبية.
وقالت القيادة، في بيانٍ لها، إنَّ هذه الخطوة تأتي في إطار التحالف الأمريكي مع كوريا الجنوبية، والذي يقضي بتجهيز شبه الجزيرة الكورية بالقدرات الدفاعية.
وأضافت أنَّ تسريع كوريا الشمالية لتجاربها على الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية ينذر بتهديد للسلام والأمن الدوليين ويخرق عدة قرارات لمجلس الأمن الدولي، حسب تعبيرها.
وعبر البيان ذاته، صرَّح قائد القيادة الأمريكية في المحيط الهادي الأدميرال هاري هاريس: "استمرار أفعال كوريا الشمالية الاستفزازية بما يشمل إطلاق صواريخ إنَّما يؤكد الجاحة قرار نشر نظام ثاد في كوريا الجنوبية".
ونظام "ثاد" قادرٌ على التصدي للصواريخ الباليستية قصيرة المدى والمتوسطة.
وأمس الاثنين، أطلقت كوريا الشمالية أربعة صواريخ بالستية في البحر قبالة الساحل الشمالي الغربي لليابان؛ ما أثار غضب كوريا الجنوبية واليابان بعد أيامٍ من توعدها بالرد على تدريبات عسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تعتبرها استعدادًا للحرب.
وفي هذا السياق، أفاد البيت الأبيض بأنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أجرى، أمس، اتصالين هاتفيين مع كل من رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، ورئيس كوريا الجنوبية بالنيابة هوانغ كيو آن؛ لبحث خطوة إطلاق كوريا الشمالية للصواريخ البالستية.
وذكر بيان للبيت الأبيض أنَّ ترامب أكَّد لـ"حليفي بلاده" أنَّ إدارته ستتخذ المزيد من الخطوات لتعزيز قدرات الردع والدفاع ضد الصواريخ البالستية عن طريق استخدام كامل القدرات العسكرية للجيش الأمريكي.
وأوضح أنَّ الرئيس ترامب أكَّد التزام الولايات المتحدة الشديد بالوقوف إلى جانب اليابان وكوريا الجنوبية في مواجهة التهديدات التي تشكلها كوريا الشمالية.
وتعهَّد الزعماء الثلاثة على التواصل عن كثب ليثبتوا لكوريا الشمالية أنَّ هناك عواقب وخيمة لأفعالها التي وصفها البيان بـ"التهديدية والاستفزازية".