كيف يؤثر الجزائريون في الانتخابات الرئاسية الفرنسية؟
حضرت الجزائر بشكل كبير في حملات المترشحين للانتخابات الرئاسية في فرنسا، وأخذت العلاقات بين البلدين، وبخاصةً فترة الاستعمار الفرنسي، ومسألة المهاجرين الجزائريين في فرنسا، حيزًا هامًا من تدخُّلات وتصريحات المترشحين.
هذا الحضور فرض تساؤلات عن تأثير الجزائر في الانتخابات الفرنسية، ولمن سيصوت الجزائريون المتواجدون في فرنسا؟ وهل يمكن أن يؤثروا في النتيجة؟
الجزائر منذ القدم وضعها السياسيون الفرنسيون ضمن حساباتهم، وبخاصةً في طريقهم للوصول إلى قصر الإليزيه، والجزائريون بدورهم لم يكونوا بعيدين عن المشهد السياسي الفرنسي والانتخابات تأخذ حيزًا هامًا من اهتماماتهم، فسياسات الرئيس الجديد تحدد مستقبل العلاقة بين البلدين، حسب "العربية نت".
والهدف من إقحام الجزائر في حملات المرشحين لرئاسة فرنسا هو تشجيع الناخبين ذوي الأصول الجزائريين المتواجدين في فرنسا على المشاركة في الاقتراع وربح أصواتهم حسب جيلاني بنيوب، المحلل السياسي الجزائري، الذي أوضح أنَّ أكثر من مليون صوت جزائري رقم مهم وليس بالقليل في معادلة الانتخابات، ويمكن أن يلعب دورًا مؤثرًا في ترجيح كفة مرشح على آخر.
وتعد الجالية الجزائرية القوة الأولى في فرنسا مقارنة بمختلف الجاليات العربية، ويبلغ عددها حولي خمسة ملايين ونصف المليون، من بينهم أكثر من مليون يمتلكون الجنسية المزدوجة التي تتيح لهم المشاركة في التصويت لاختيار رئيس فرنسا المقبل، في الانتخابات التي ستجرى غدًا الأحد.
وتوقع بنيوب أن يصوِّت الفرانكو - جزائريين أكثر للمرشح إيمانويل ماكرون، وبخاصةً بعد زيارته الجزائر وتصريحاته المغازلة لها، يأتي بعده مرشح حزب الجمهوريين فرنسوا فيون، لافتًا إلى أنَّ الجزائريين أصيبوا بخيبة أمل من الأحزاب الاشتراكية، وبخاصةً خلال فترة حكم نيكولا ساركوزي، ومن المستبعد أن يعيدوا اختيار مرشح هذا الحزب، أمَّا ماريان لوبان فهي الأبعد بسبب عدائها لهم.
ويعتبر مرشح الوسط الفرنسي إيمانويل ماكرون أبرز المرشحين الفرنسيين الذين وجهوا رسائل واضحة للجزائر بخصوص مستقبل العلاقات بين البلدين، حيث أكَّد خلال زيارة رسمية للجزائر أنَّه في حال وصوله إلى قصر الإليزيه سيعمل على بناء شراكة استراتيجية بين البلدين يتم من خلالها التعامل مع مختلف الأزمات والنزاعات في القارة الإفريقية.
وبخصوص الماضي الاستعماري الفرنسي في الجزائر والذي مازال محل جدل وخلاف بين البلدين، عبَّر ماكرون عن أمله في أن ينظر البلدان إلى المستقبل، وألا تبقى العلاقات حبيسة ماضٍ لا يريد أن يرحل، مشيرًا في نفس الوقت إلى أنَّ قضايا الذاكرة الأليمة التي تجمع البلدين تبقى قائمة، ولكن ذلك لا يعني ألا ننظر معا إلى المستقبل وإلى ما يجمعنا.
وعلى عكس ماكرون، لم يجلب أكثر من مليون صوت جزائري في فرنسا اهتمام مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف ومتصدرة لحزب الجبهة الوطنية الفرنسية، حيث هاجمت في عدة مناسبات الجزائر والجزائريين، ووصفتهم بأنهم السبب في مشاكل فرنسا.