فرنسا وألمانيا تطالبان ببناء علاقات جديدة مع تركيا
تسعى فرنسا وألمانيا إلى إبرام اتفاق جديد مع تركيا لإصلاح العلاقات مع الرئيس رجب طيب أردوغان، لكنهما لم يوضحا هل أنهت صلاحياته الجديدة طموحات أنقرة في الانضمام للاتحاد الأوروبي.
وحسب "رويترز"، الجمعة، دعا مشرعون في الاتحاد الأوروبي يساورهم القلق مما يعتبره الاتحاد نزوعًا للتسلط بشكل متزايد من جانب أردوغان، لتعليق محادثات انضمام تركيا للتكتل رسميًّا، قائلين إنَّها لا تفي بالمعايير الديمقراطية.
وقال وزير الخارجية الألماني زيغمار جابرييل، الذي أجرى محادثات في مالطا مع نظرائه في الاتحاد ومع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إنَّه يعارض تمامًا إلغاء مفاوضات انضمام تركيا للتكتل القائمة منذ عشرة أعوام.
فوز أردوغان في استفتاء منحه سلطات أوسع، وكذلك حملته على معارضيه وتصريحات أطلقها مسؤولون أتراك شبهوا فيها حكومات أوروبية بالنازيين، تسببت في غضب كثير من أعضاء التكتل، لكن الاتحاد ما زال بحاجة للحفاظ على التعاون مع تركيا.
وقال يوهانس هان، الذي يدير ملف عضوية تركيا، والذي سيحضر اجتماع مالطا: "سير العمل كالمعتاد ليس خيارا مطروحًا".
من جهته، أكَّد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنَّه على النمسا التراجع عن سياستها الخاطئة المرتبطة بمحادثات انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.
وفي تصريحات على هامش قمة لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في مالطا، صرَّح الوزير التركي بأنَّه شعر بمناخ إيجابي من مشرعين أوروبيين بارزين فيما يخص محادثات انضمام تركيا للتكتل، وأكَّد أنَّ الحوار بين الجانبين سيستمر.
محادثات عضوية تركيا انطلقت عام 2005، لكنها تجمَّدت فعليًّا نتيجة عقبات سياسية تتعلق بقبرص، وبسبب اعتراض بعض دول الاتحاد على انضمام تركيا ذي الغالبية المسلمة حتى قبل التطورات الأخيرة.
وفي وقت تصر النمسا على أن تركيا لم تعد مؤهلة حتى لاعتبارها بلدا مرشحا للانضمام للاتحاد، تخشى حكومات كثيرة أخرى أن تظهر في عيون البعض بمظهر الرافض لتركيا.
وينبع هذا، في جانب منه، من القلق إزاء اتفاق تم التوصل إليه مع أنقرة لوقف تدفق اللاجئين الفارين من الصراع في سوريا.
وكان الرئيس التركي أردوغان قد قال إنَّ بلاده ستعيد النظر في موقفها إزاء الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إن هي ظلت في قائمة الانتظار طويلًا، لكنه أوضح أنَّ تركيا ما زالت ملتزمة بعملية التفاوض.