من اليمين إلى اليسار
ردود فعل متباينة عقب الإعلان عن تشكيلة الحكومة الفرنسية
توالت ردود فعل الطبقة السياسية الفرنسية، من اليمين إلى اليسار، حيال التشكيلة الحكومية الجديدة، بين الترحيب والانتقاد.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن الأمين العام لقصر الإليزيه، ألكسي كولر، في بيان، عن التشكيلة الحكومية الأولى في ولاية الرئيس إيمانويل ماكرون، ضمّت 22 عضوا دون اعتبار رئيس الحكومة، نصفهم من النساء.
وتعدّ التشكيلة 16 وزيرا واثنين وزراء مفوضين و4 مساعدي وزراء.
من اليمين الفرنسي، انتقد الأمين العام لحزب "الجمهوريون"، برنار أكوير، في بيان له، ما اعتبره "فريقا وزاريا يهدف إلى طمس الخطوط العريضة للفرنسيين خلال حملة الانتخابات التشريعية".
وأضاف أن "أعضاء عائلتنا السياسية ممن فضّلوا (...) الانضمام إلى الحكومة، لم يعودوا أبدا جزءا من الحزب"، في إشارة إلى كل من برونو لو مير (وزيرا للاقتصاد)، وجيرالد دارمانين (وزير العمل والحسابات العامة).
من جانبه، أعرب فرانسوا باروان الذي يقود الحملة النيابية لـ "الجمهوريون" عن "أسفه الشخصي"، معتبرا – مع ذلك- أن تعيين أعضاء من الحزب في الحكومة لا يمسّ من علاقة الصداقة التي تجمعه بهم وبرئيس الوزراء إدوارد فيليب المنتمي لنفس الحزب.
بدوره، اعتبر إيريك وويرث، المكلّف بمشروع الحزب "الجمهوري" في الانتخابات التشريعية المقبلة أن الحكومة الجديدة أثبتت "فشل عملية الاستقطاب يمينا"، في إشارة إلى محاولة ماكرون استقطاب نوّاب اليمين للحصول على الأغلبية البرلمانية في الاقتراع المقبل.
وأضاف، في تدوينة عبر "تويتر": "إدوارد فيليب، يميني على رأس حكومة يسارية".
من جهته، أشاد كريستوف لاغارد، رئيس حزب "اتحاد الديمقراطيين والمستقلين"، بـ "الطابع الأوروبي جدا" للحكومة الجديدة، معتبرا أن "أمر جيد (...) في وقت يحتاج فيه الاتحاد الأوروبي صياغة حقيقية جديدة".
أما نيكولا دوبون- إينيان، رئيس حزب "انهضي يا فرنسا"، فقال في بيان إن "ماكرون وزع المناصب، بدعوى التجديد، على شخصيات تتبنّى خطا أوروبيا متطرّفا، ولديهم برنامج يرمي إلى ذوبان الأمّة الفرنسية ضمن مجموعة فوق وطنية، في تحدّ للديمقراطيات".
ومن اليسار، جاءت أولى ردود الفعل من جان كريستوف كامباديليس، السكرتير الأول لـ "الحزب الاشتراكي"، حيث انتقد ما اعتبره "حكومة جديدة لكن ليس حكومة تجديد"، كما سبق وأن وعد بذلك ماكرون وفيليب.
وذكر الحزب، في بيان، أنه مع انضمام لو مير ودارمانين إلى الحكومة، فإن ذلك "سيؤمّن لإدوارد فيليب القدرة على تبني سياسة اقتصادية يمينية وفي نفس الوقت.. يمينية".
وانتقد الحزب تغييب وزارتي السكن وحقوق المرأة.
ماتيو آنوتان، النائب الاشتراكي عن إقليم "سين سان دوني"، ومدير الحملة الرئاسية الأخيرة للمرشح الخاسر بنوا آمون، كتب، من جهته، عبر "تويتر" يقول: "بعد تولي إدوارد فيليب رئاسة الوزراء، يدخل برونو لو مير وجيرالد ردامانين.. فهل بإمكان أي شخص التفكير بأن هذه الحكومة ليست يمينية؟".
في المقابل، أشاد دانيال كوهن بنديت، النائب الأوروبي السابق، وأحد داعمي ماكرون، بما أسماه بـ "عبقرية" الرئيس في ما يتعلق بضم نيكولا هولو إلى الحكومة"، وزيرا للبيئة.
واعتبر، في تصريح لصحيفة "لوموند" الفرنسية، أنه "للمرة الأولى سيكون هناك توازن بين البيئة والاقتصاد في الحكومة".