خبراء: الكسل الإعلامي وراء التعتيم على حادث التحرش بالتحرير
تسابقت القنوات الفضائية في نقل فيديوهات التحرش المروعة التي كانت بميدان التحرير في فترات الاعتصامات والمظاهرات التي كانت تطالب بإسقاط حكم العسكر في عام 2011.
ومع عودة مشاهدة التحرش الجماعي مرة أخرى في احتفالات تنصيب عبدالفتاح السيسي رئيسًا للجمهورية، تسابقت القنوات على أن تحصل أي منها على لقب صاحبة أفضل تعتيم إعلامي، حتى لا تتسبب في تشويه صورة الاحتفال.
"المواطنون يحتشدون بالميادين احتفالًا بتنصيب السيسي رئيسًا رسميًا للبلاد، الشماريخ تشعل التحرير فرحًا بالرئيس الجديد"، كلها عناوين ستلتقطها عينك بمجرد انتقالك من قناة فضائية لأخرى بالأمس، أثناء التغطية الخاصة لاحتفالات تنصيب عبدالفتاح السيسي رئيسًا للجمهورية، ويندر بل ينعدم عناوين التحرش الجماعي الذي لحق بإحدى الفتيات بالتحرير أثناء الاحتفال .
أبدى معظم متابعي تغطية التليفزيون المصري بالأمس إعجابهم بجودة نقل الصورة، وعدم التشويش أو قطع الإرسال، فقد استخدم التليفزيون 20 وحدة إذاعة خارجية و26 مصورًا على مستوى قصر القبة والاتحادية والتحرير، وتجاهل التليفزيون المصري حادثة التحرش الجماعي التي تداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بالأمس؛ حتى لا يتم تشويه الصورة الجمالية للاحتفال بالرئيس الجديد.
وكان للقنوات الفضائية نصيب الأسد في التعتيم الإعلامي، فهي لم تكن مشغولة بالتغطية الحصرية للتنصيب مثلما انشغل التليفزيون المصري، فكان مراسلو القنوات الفضائية بالميادين للتغطية المباشرة للاحتفالات، ورغم ذلك لم تُعط القنوات لحادثة التحرش الجماعي حقها.
وعندما حاولت إحدى المراسلات الميدانيات لقناة التحرير ذكر أمر التحرش في تعليقها على التغطية من الميدان، فقالت إن هناك حالات تحرش فردية، ما دفع المذيعة مها بهنسي، إلى مقاطعتها قائلة: "مبسوطين والشعب بيهزر".
ووصف د.محمود علم الدين، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، تغطية بعض المواقع للأحداث بالكسل الإعلامي، فيقول: "بعض القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية أصيبت بالتراجع المهني، وعدد المواقع الإخبارية الفعالة أصبح قليلاً مقارنة بالعدد الموجود".
وأضاف علم الدين، أنه من الممكن أن يرجع أمر التعتيم عن نقل حادث التحرش عبر الفضائيات، لأنهم لم يستطيعوا اللحاق بالحدث، وهذا راجع لتضاؤل الجهد الميداني والمهني لبعض القنوات، قائلًا: "نحن بحاجة إلى تنشيط المراسلين، وأن يكون هناك تكامل بين المواقع الإخبارية والقنوات الفضائية في التغطيات وخاصة للأحداث الكبيرة".
فيما ترى د.ليلى عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام الأسبق، أن عدم تناول الإعلام لواقعة التحرش الجماعي بالميدان بالأمس لم تكن بتعمد، قائلة: "وسط الأحداث الكثيرة والتغطيات الواسعة للاحتفالات بالميادين بالأمس، صعب أن نتهم الفضائيات بأنها أهملت الواقعة أو تعمدت تجاهلها".
وتضيف عبدالمجيد، أن القنوات الفضائية يجب أن تناقش قضية التحرش بشكل أوسع، فتقول: "لابد أن يناقش الإعلام الدوافع التي تدفع المتحرشين بالقيام بتلك الأفعال، لأن ظاهرة التحرش أصبحت مشكلة اجتماعية يجب الوقوف عليها بشكل حاسم وجدي".
اقرأ أيضًا: