فيديو|
"غزوة السيول".. 19 قرية في قنا تصارع المطر.. والدولة "كالعادة": جاهزون
"سيول تغرق الطريق الشرقي قنا - سوهاج الصحراوي.. العثور على 10 جثث من أبناء قنا.. البحث عن مفقودين" مشاهد مترابطة أعقبت غزو السيول لمحافظة قنا وتسببها في سقوط منازل وإغلاق طرق
فمع دخول فصل الشتاء تتجدد المخاوف لدى المواطنين بقنا خاصة قاطني القرى والنجوع تزامًنا من هطول السيول، خاصة من يقع منزله في حضن الجبال، والمنازل القريبة من مخرات السيول.
وأوضحت بيانات صادرة من جهات تنفيذية بمحافظة قنا، أن ما يقرب من 19 قرية بالمحافظة مهددة بالغرق بالسيول، منها "حجازه" التابعة لمركز قوص، وقريتي كرم عمران والمعنا بمركز قنا والكلاحين بقفط، ابو مناع وعبدالقادر وأبو دياب بدشنا، والسماينة بنجع حمادي، والكوم الأحمر بفرشوط، وقريتي بلاد المال والملاحة بأبو تشت.
وأنشأت الدولة سواتر ترابية ومخرات للحماية من خطر السيول بواقع 12 مخر بمناطق مختلفة بالمحافظة، أنفقت عليها ملايين الجنيهات يأتي في مقدمتها مخر سيل وادي قنا بمنطقة المعنا والقريبة من الطريق الصحراوي المطل على سلاسل جبال البحر الأحمر.
أحمد حسين، من أبناء قرية المعنا، التي دمرتها السيول عام 1996، يقول إن مخر سيل وادى قنا والذي كان يعمل لصد سيول سلاسل جبال البحر الأحمر، لا تزال أعمال الصيانة والتدبيش وتطبين أرضيته مستمرة رغم قدوم مياه السيول من الطريق الصحراوي أمس.
وأوضح أن المعنا تعرضت للسيول في التسعينات فلم يبق منها سوى 4 منازل ودار إيواء، وتسببت في هجرة السكان وإقامة منازل الإيواء لهم، وتمت إعادة بنائها. بسبب قوة السيول التي جرفت معها كابلات الضغط العالي للكهرباء وتسببت في تدمير بداية مخر السيل في جبال البحر الأحمر، الذي أنشأه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سنة 1952.
وبيًن أن المسئولين طوروا مخر السيول لكن لابد من وجود إجراءات احترازية بتطهير المخر بشكل أكبر وتدعيم جوانبه بالخرسانة المسلحة لاستقبال مياه السيول، وهو ما أنقذ مدينة قنا من سيول أول أمس.
وقال محمد عبد اللاه، موظف ومقيم قرية بلاد المال بأبو تشت، إنه ومع زيادة الرقعة السكنية، حاصرت المنازل مخر السيول، والذي أنشأته المحافظة خلال السنوات السابقة، ولفت إلى أن المخرات باتت تحيط بالمنازل من كل جانب.
أسعد عبد الله، مقيم بقرية حجازه بقوص، يؤكد أن الأهالي استغلوا غياب الرقابة وبدأوا في إنشاء منازل ومزارع في أحضان الجبال، والتي تعد من ضمن المناطق الخطرة التي ضربتها السيول سابقاً، وراح ضحيتها العشرات من المواطنين .
وأنشأت الأجهزة المعنية بالمحافظة في قرية كرم عمران التابعة لمركز قنا 60 وحدة سكنية عام 2011، ولم تهتم بالتقارير البيئية والجيولوجية والتي حذرت من إنشاء منازل في تلك المنطقة، والتي تقع ضمن حزام السيول، حيث ضربتها السيول 5 مرات لأعوام سابقة .
يقول الدكتور مصطفى محمود، استشاري العلوم البيئية بجامعة جنوب الوادي، إن محافظة قنا ضربتها العديد من السيول، ودمرت قرى بأكملها وشردت الآلاف، وبدأ تاريخ السيول في عام 1954 والذي تسبب في خسائر كبيرة بالمحافظة، ثم سيول 1979 والتي تسببت في خسائر فادحة بحجازه وكرم عمران.
ويضيف لـ "مصر العربية"، جاءت سيول 1983 وأصابت قرية الكلاحين بقفط، وكذلك سيل 1994، والذي ضرب حاجر دنفيق بنقادة والكلاحين بقفط وأبو مناع ونجع عبدالقادر بدشنا والسماينة بنجع حمادي والكوم الأحمر بفرشوط والمال والملاحة بأبو تشت، وأخيراً سيول 1996 والتي دمرت جزء كبير من قرية المعنا وكان مصدرها وادى قنا القريب من سلاسل جبال البحر الأحمر .
اللواء عبد الحميد الهجان، محافظ قنا، أشار إلى أنه تم وضع خطة شاملة لحماية المحافظة من أخطار السيول بالتنسيق مع الوحدات المحلية ومديريات الخدمات والهيئات المختلفة بالمحافظة، وأوضح بها دور كل من هذه الجهات قبل وأثناء وبعد حدوثها ووقايتها خاصة في فصل الشتاء.
وقال إنه تم حصر القرى التي يمكن أن تتعرض للسيول بمراكز نجع حمادي ودشنا وقفط وقوص ونقادة، وتم تشكيل غرف عمليات تعمل 24 ساعة بجميع المديريات والمراكز والقرى تكون على اتصال دائم بغرفة العمليات المركزية بديوان عام المحافظة.
ويوضح الهجان، أنه تم تركيب عدد 4 أجهزة لقياس ورصد مياه الأمطار مربوطة بنظام التنبؤات الموجود بمعهد بحوث الموارد المائية والري بالقاهرة الذي يقوم بإرسال تقرير يومي عن حالة الطقس لمدة 72 ساعة قادمة وذلك بالتنسيق مع الإدارة العامة للموارد المائية والري.
وعن مياه السيول القادمة من البحر الأحمر أكد الهجان أنها توجهت بطريقة سليمة إلى مخر سيل المعنا، مشددًا على أنه تسير بطريقة سليمة وأمنه باتجاه ترعة الكلابية طبقا للمخطط السابق التجهيز له من قبل المحافظة ضمن استعداداتها لمثل هذه الأحداث كالسيول والأمطار الغزيرة.
وأوضح الهجان أن هناك مركز ايواء بالمحافظة مقام على مساحة 2 فدان، وأنه تم تجهيز ما يقرب من 4 آلاف بطانية و500 خيمة تستوعب عدد من 6 الى 10 أفراد بكل خيمة فضلًا عن تجهيز العديد من أدوات الإغاثة (آسره - مراتب –أدوات طهي – خزانات مياه) وذلك بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر.
وأضاف أنه تم تدريب 250 شاب من جميعه الهلال الأحمر علي عمليات الإغاثة والإخلاء وتم توزيعهم على كافة مدن المحافظة.